تأسيس شركة مساهمة عربية لتنفيذ مشروع «قمر صناعي» إسلامي

TT

قال الشيخ السيد علي بن عبد الرحمن الهاشم مستشار الشؤون القضائية والدينية في ديوان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، ان دار الافتاء المصرية تتابع تنفيذ مشروع اطلاق قمر صناعي لاثبات بداية الشهور القمرية وصولا الى توحيد المواسم والاعياد الاسلامية.

وقال الشيخ الهاشم الذي كان من بين العلماء الذين تابعوا مراحل المشروع والذي يعد من ابرز العاملين في مجال حساب الشهور القمرية بالمنطقة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان المشاورات والاتصالات الخاصة بالمشروع دخلت في طور التنفيذ حاليا حيث تقوم برعاية المشروع دار الافتاء المصرية.

وسيتم في اطار هذا المشروع تأسيس شركة مساهمة عربية تعمل على تنفيذ وادارة المشروع الذي تبلغ كلفته التقديرية 23 مليون دولار. ويبلغ الحد الادنى لمساهمة المؤسسة مليون جنيه مصري على ان تكون الحصة الاجمالية للمؤسسين 50%، ويطرح الباقي لاكتتاب الجمهور بقيمة اسمية مقدارها 10 جنيهات للسهم الواحد على ان يسمح بتداول هذه الأسهم في البورصة المصرية والبورصة الدولية حسب الأنظمة المعمول بها في هذه المؤسسات.

وقال الشيخ الهاشم ان القمر الاسلامي هو (مرقب جوال) لمعرفة اوائل الشهور القمرية بحيث تختفي عن طريقه المشاكل التي تواجه العالم الاسلامي حين رصد (الهلال) من فوق سطح الأرض.

وقال انه عن طريق رصد الهلال باستخدام (منظار محمول على قمر صناعي) يمكن رصد الهلال في سماء العالم الاسلامي على وجه الدقة، بحيث تتحقق بذلك رؤية مشتركة فتتوحد المواسم والاعياد الاسلامية مثل الصوم وعيد الفطر والحج.

واضاف ان القمر الصناعي يقوم مقام عشرات المراصد الأرضية او المناظير، ويفضلها من حيث انخفاض التكلفة، مع تخلصه من قيود الرصد التي تعوق تلك المناظير الأرضية، مثل التلوث والضباب وما شابه ذلك من العوائق الطارئة او الطبيعية.

وذكر انه يمكن الاستفادة من هذا المشروع باستخدامات وابحاث كمدرسة لاعداد المتخصصين علميا وتكنولوجيا.

وحول الاجهزة المحملة على القمر واسلوب الرصد قال الشيخ الهاشم ان الاجهزة المحملة على القمر هي منظار فلكي مزود ببرامج التشغيل وحاسب مزود ببرامج التشغيل واجهزة اتصال تستقبل التعليمات والمحطات الارضية (التي تقيمها كل دولة مشتركة في المشروع وفي المواقع التي تحددها باختيارها) واجهزة استخدامات اضافية.

اما بالنسبة لأسلوب الرصد فان القمر يرسل صورة (الهلال المرصود) لكل بلد به محطة استقبال ارضية موضحا الموقع الجغرافي للرؤية حول الأرض، مشيرا الى ان القمر يدور حول الأرض (15) مرة في اليوم الواحد وبذلك يغطي في كل مرة مناطق مختلفة، ويغطي خلال الرصد اليومي رقعة العالم الاسلامي بأكمله.

وذكر ان المحطات الأرضية منخفضة التكاليف كأجهزة استقبال وارسال فقط وعن طريقها تظهر على شاشاتها صورة الهلال حال ثبوته من القمر الصناعي مع مجموعة من البيانات المختصة بالهلال، ويضمن المشروع رؤية الهلال بعد اختفاء قرص الشمس وهو الاهلال الشرعي. وحول عمر القمر الافتراضي قال الشيخ الهاشم ان للأقمار الصناعية عمرا محددا وعمر القمر الاسلامي هو من 4 ـ 5 سنوات.

وحول استمرارية المشروع وعوائده قال الشيخ الهاشم ان استمرار تحقيق الهدف من مشروع القمر الاسلامي يستدعى اطلاق اقمار اخرى تقل تكلفتها كثيرا عن القمر الأول، مع ابقاء البنية الأساسية للمشروع وكذلك محطات التتبع والمحطات الأرضية حيث ان اقامتها لمرة واحدة وتستمر كذلك من غير تكلفة ما عدا الصيانة.

وذكر ان الاستخدامات الاضافية (للقمر الصناعي) يمكن ان تدر عائدا كبيرا يستخدم في متابعة العمل واطلاق الاقمار التالية من تلك العوائد، ويعتبر ذلك ضمانا لاكتفاء المشروع واستمراريته بموارده الذاتية، وقال انه خلال فترة عمل القمر تتكون كوادر عربية مشتركة يتم بموجبها وبواسطتها تصنيع واطلاق اقمار في ذات الاختصاص، وبامكانيات عربية واسلامية محلية.

واكد الشيخ الهاشم ان الدراسات التي سبقت هذا الاعداد للمشروع اوضحت موائتمه لما ذهب عليه جمهور علماء الفقه، من ان ثبوت الرؤية في بلد اسلامي يعني بداية الشهر في كل بلد يشاركه في جزء من الليل، وبالدراسة المستفيضة وعلى سبيل المثال فان مشاركة مدينة ابوظبي تبلغ (12.29 اثنتي عشرة ساعة وتسعا وعشرين دقيقة من الليل)، في حين ان مدينة مراكش بالمغرب تشترك بعشرة ساعات وخمس وثلاثين دقيقة (10.35) واندونيسيا بسبع ساعات وخمس وخمسين دقيقة (7.55) فقط.

وقال ان هناك اشرافا علميا على المشروع تقوم به الدكتورة ميرفت عوض استاذة علوم الفضاء بجامعة القاهرة. ويذكر ان دار الافتاء المصرية وجدت تجاوبا مشجعا للغاية من عدد من الشخصيات الاسلامية العربية ومن الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الذي اهتم بالموضوع وعرضه على جهات الاختصاص السعودية حيث أبدت موافقتها الصريحة على فكرة المشروع.