«ميدي تيليكوم» أول مستثمر خاص في قطاع الهاتف النقال بالمغرب

رئيس المجموعة يكشف عن اعتماد 400 مليون دولار استثمارات لخمس سنوات مقبلة

TT

كشف سعد بنعديدي رئيس شركة «ميدي تيليكوم» (ميديتيل) لأول مرة عن وجود بعض المؤاخذات لدى شركته، ازاء سير عملية المنافسة بسوق الهاتف النقال بالمغرب، وهي مؤاخذات توجهها «ميدي تيليكوم» التي تعتبر أول كونسورتيوم خاص مغربي اسباني برتغالي يستثمر في قطاع الاتصالات بالمغرب (الهاتف النقال) وكان قد فاز بأول صفقة لتخصيص الهاتف النقال المغربي تجاوزت قيمتها مليار دولار أميركي واعتبرت أهم صفقة من نوعها في هذا القطاع بالمنطقة.

وقال بنعديدي في رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ملاحظات شركته على أداء منافسها الرئيسي «المغرب ـ تيليكوم» (تراقبها الحكومة بالكامل): إن المنافسة بين الجانبين تحكمها قواعد لعبة وتقوم «وكالة تقنين الاتصالات المغربية» بدور الحكم الذي نحتكم اليه كلما حدث خلاف على غرار مسألة أثمنة المرور من شبكة الى أخرى، وهي عملية تسير لحد الآن بشكل معقول ولا سيما على مستوى الأسعار، ونأمل أن لا نضطر لدخول معركة «مجنونة» مع منافسنا. وكان بنعديدي يتحدث في مؤتمر صحافي اول من امس بالدار البيضاء بمناسبة تقديم منتوج جديد لـ«ميديتيل» أطلق عليه «ميديجاهز اصدقاء وعائلة»، وقال ان شركته ملتزمة تماما بالقواعد المتفق عليها وجودة خدماتها للزبناء، ولاحظ أن «حكَم عملية المنافسة في السوق المغربي يسهل عليه أن يتحدث معنا بناء على القواعد المنصوص عليها في دفتر تحملاتنا، لكن لا يتيسير له ذلك بالنسبة لمنافسنا الذي لا يتوفر لحد الآن على دفتر تحملات، مشيرا إلى أن هذه المسألة ستحسم بشكل نهائي في المرحلة الثانية من تطبيق العقد الموقع مع الحكومة المغربية والذي تصبح فيه «المغرب ـ تيليكوم» ملزمة بالتقيد بدفتر تحملات، و«سيصبح الوضع مرنا».

أما المؤاخذة الثانية التي وجهها رئيس شركة «ميدي تيليكوم» فتتمثل في تباطؤ اتصالات المغرب (الوكالة الحكومية) في منحها خدمة «الرومينغ» الذي يمكن الزبناء من الاستفادة من الشبكات الدولية، مشيرا إلى أن الشركة تقدمت منذ انطلاق تشغيل شبكتها في المغرب بطلب لتوفير خدمة «الرومينغ» الى مناطق العالم، لكنها لاحظت تباطؤا من الجهات المسؤولة التي لم تمنح لحد الآن هذه الخدمة الضرورية للزبناء إلا في شبكات 10 دول منها السعودية وفرنسا واسبانيا ومصر، وهي بانتظار ولوج شبكات دول أخرى ضمنها ايطاليا والامارات العربية المتحدة وتونس.

وحول مدى اهتمام «ميدي تيليكوم» بصفقة فتح ثلث رأسمال «اتصالات المغرب» للمستثمرين الأجانب، والتي فتحت المنافسة بشأنها ويتوقع أن تحسم في غضون الأسابيع القليلة المقبلة ويتوقع أن يكون الحد الأدنى لقيمة جزء رأسمال المعروض للبيع في حدود 5.3 مليار دولار، قال بنعديدي: ان دفتر التحملات الذي تعاقدت على أساسه «ميدي تيليكوم» مع الحكومة المغربية لا يسمح لها بدخول هذه المنافسة، وهو قرار معقول اتخذته الحكومة المغربية بهدف منع احتكار سوق الاتصالات المغربي، لكن شركتنا مهتمة اهتماما كبيرا بسير عملية المنافسة ودفتر التحملات الذي سيعتمده الشريك الاستراتيجي المقبل لاتصالات المغرب وتوقع رئيس شركة «ميدي تيليكوم» في أول تقييم من نوعه لحصيلة الشركة في أقل من ستة أشهر من انطلاق تشغيل شبكتها بالمغرب، أن تناهز استثمارات الشركة في السوق المغربي لهذا العام حوالي 5.1 مليار درهم مغربي ( 150 مليون دولار) كرأسمال لاقامة الشبكة اضافة لاعتمادات خاصة بالتكوين والبرامج الالكترونية، من دون احتساب استثمار شركاء الشركة العاملين في ميدان التوزيع والاستيراد والتعليب. وأضاف أن اجمالي استثمارات الشركة خلال السنوات الخمس المقبلة ستناهز 4 مليار درهم مغربي أي حوالي 400 مليون دولارأميركي.

من جهته قال الاسباني جوليان بارناتشا مدير عام «ميدي تيلكوم» ان شركته حققت اختراقا حقيقيا في سوق الاتصالات المغربي في فترة لم تتجاوز 6 أشهر، وان الهاتف النقال أصبح بفضل دور شركته خدمة واسعة الانتشار بالمغرب، متوقعا أن تبلغ طاقة استيعاب السوق المغربي في هذا الميدان لحوالي 5 ملايين مستهلك في حدود ثلاث سنوات.

وقال إن عدد زبناء الشركة بلغ خلال خمسة أشهر 370 ألف زبون، وهو ما يعادل ثلث المستهلكين في سوق الهاتف النقال بالمغرب، ويمثل 90 في المائة من زبناء «ميدتيل» زبناء حاصلين على خدمات مؤدى ثمنها سلفا( خدمة البطاقة)، متوقعا أن يتضاعف هذا العدد مرات في غضون وقت قريب، وأضاف أن معدل الازدحام داخل الشبكة لا يتجاوز 8.1 في المائة، ويبلغ معدل الأعطاب 7.1 في المائة، وهي معدلات ملائمة لأحدث الشبكات الأوروبية. وأطلقت «ميدي تليكوم» أخيرا أحدث خدمة لزبنائها وأطلق عليها «ميديجاهز اصدقاء وعائلة»، وهي خدمة تنفرد بها الشبكة وهي موجهة للأشخاص الذين يتصلون بشكل منتظم بأرقام معينة ولمرات متعددة. ويستفيد الزبون من خلالها بوضع لائحة تضم أربعة أرقام ثلاثة منها هاتف نقال وواحد من الهاتف الثابت بالمغرب، وسيستفيد من سعر خاص بناء على احتساب دقائق المكالمة الهاتفية بتخفيض 55 في المائة، ويبلغ السعر العادي للبطاقة 300 درهم وهي قيمة تخفض بنسبة 30 في المائة بالنسبة لفئة الزبناء الخمسين ألفاً الأوائل.