السعودية رفعت إنتاجها 600 ألف برميل منذ يوليو وتطالب الدول المستهلكة بخفض الضرائب على النفط

البرميل يصل إلى ذروة جديدة وخام تكساس بـ34 دولارا

TT

رفعت السعودية انتاجها النفطي بمقدار 600 الف برميل يوميا منذ يوليو (تموز) ضمن خطوات اعادة التوازن للسوق النفطي وطالبت امس الدول المستهلكة لعب دور مساعد في تهدئة الاسعار الملتهبة عبر خفض الضرائب المرتفعة التي تفرضها على المشتقات النفطية. وقال ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز ان بلاده تبذل قصارى جهدها لتحقيق استقرار اسعار النفط وانها ملتزمة بتأمين الامدادات العالمية. واضاف الامير عبد الله في كلمة في حفل عشاء في نيويورك الليلة الماضية ان السعودية تبذل كل جهد ممكن للحفاظ على توازن الاسواق واستقرار الاسعار. ومضى قائلا ان السعودية تقر بمسؤوليتها وانها ملتزمة بسياسة النفط العالمية في تأمين الامدادات النفطية.

وقال الامير عبد الله ان الهبوط الحاد لاسعار النفط مثلما حدث قبل عامين او الارتفاع الحاد مثلما هو الحال الان مصدر للقلق لكل من المستهلكين والمنتجين وان السعودية تبذل كل جهد ممكن للحفاظ على نطاق للاسعار يكون عادلا للمنتجين والمستهلكين على السواء. واضاف انه يتعين على الدول المستهلكة ايضا ان تعمل على تخفيف عبء اسعار النفط المرتفعة حاليا والتي وصلت الى اعلى مستوياتها في عشر سنوات. واضاف قائلا انه ينبغي اعادة النظر في دور الدول المستهلكة التي ترتفع فيها الضرائب.

وفي ذات الصدد قال وزير النفط السعودي علي النعيمي امس ان الرياض رفعت انتاجها من النفط 600 الف برميل يوميا منذ يوليو. وصرح النعيمي لرويترز في فندقه في نيويورك: لقد رفعنا الانتاج 600 الف برميل يوميا منذ يوليو. واكدت التصريحات ان السعودية اكبر منتج للنفط في العالم بذلت محاولة منفردة لخفض اسعار النفط التي بلغت اعلى مستوياتها في عشرة اعوام.

ولم يحدد الوزير حجم الانتاج الا ان حصة السعودية وفقا لاتفاق «أوبك» الاخير في يونيو (حزيران) بلغت 8.253 مليون برميل يوميا. وباضافة 600 الف برميل يبلغ انتاج السعودية 8.85 مليون برميل.

وقال النعيمي ان السعودية لا ترى اي مشكلة في زيادة المعروض النفطي في الاسواق العالمية لكن يتعين على المنتجين ان يتأكدوا من ان مصافي التكرير قادرة بالفعل على استيعاب الامدادات الاضافية.

واضاف النعيمي قائلا للصحافيين الليلة قبل الماضية: ليس هناك اي مشكلة على الاطلاق في زيادة المعروض من النفط في السوق. لكن يجب ان نكون حذرين للغاية في ما يتعلق بكفاءة تشغيل مصافي التكرير.

وقفزت اسعار النفط الى مستويات مرتفعة جديدة في عشر سنوات مما اذكى المخاوف من نقص الامدادات في فصل الشتاء مع هبوط مخزونات النفط في الولايات المتحدة الى ادنى مستوياتها في 24 عاما. وعمدت شركات النفط الى تقليل مخزوناتها من الخام في السنوات القليلة الماضية لزيادة كفاءة التشغيل.

وستجتمع اوبك في العاشر من الشهر الحالي لتقرير سياستها للانتاج. وقالت السعودية انها تريد ان تعمل مع الاعضاء الاخرين من اجل زيادة في انتاج المنظمة.

وقال النعيمي ان العوامل الجوهرية للعرض والطلب لا تبرر السعر الحالي للنفط الاميركي الذي وصل الى 34 دولارا للبرميل.

تجاوز سعر برميل نفط برنت في اسواق لندن امس الرقم القياسي الذي بلغه في نوفمبر 1990 وارقام الاسبوع الماضي. وسجل سعر البرميل، اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، 33.28 دولار عند الساعة 10.20 تغ بعد ان بلغ، لفترة وجيزة، سعر 33.50 دولار قبل ذلك بنحو ساعة ثم ارتفع مرة اخرى الى 34.33 دولار. وكان سعر البرميل بلغ 32.80 دولار الاسبوع الماضي.

وتثير اسعار النفط المرتفعة موجة احتجاجات ودعا وزير النقل الفرنسي جان كلود جايسو الاتحاد الاوروبي امس الاربعاء الى ممارسة ضغط على دول «أوبك» لوقف الارتفاع في اسعار النفط الخام. وقال جايسو ان الاتحاد الاوروبي له من النفوذ الاقتصادي ما يكفي للضغط على منتجي النفط. وكان جايسو يتحدث بعد التوصل الى اتفاق مبدئي مع اصحاب الشاحنات الذين اصابوا عملية توزيع امدادات البنزين ووقود الديزل في فرنسا بالشلل احتجاجا على ارتفاع الاسعار.

من جانبه القى العراق بلائمة ارتفاع الاسعار على المضاربين وقال وزير النفط العراقي عامر محمد رشيد لرويترز اول من امس في اتصال هاتفي من بغداد «قبل كل مؤتمر لاوبك نجد دائما ارتفاعا حادا في الاسعار». وتساءل قائلا «هل ينبغي لنا ان نتحرك بناء على قوى السوق ام تبعا للتلاعب والمضاربة في السوق». وكان الوزير يتحدث في الوقت الذي وصل فيه سعر خام برنت القياسي في بحر الشمال الى اعلى مستوى له في عشر سنوات مسجلا 33 دولارا للبرميل بارتفاع كبير عن مستوى 30 دولارا الذي يطلق اجراس الانذار في الولايات المتحدة.

وتساءل رشيد «لكن هل هذه الاسعار حقيقية.. الاجابة هي بالقطع لا. فهذه المستويات هي نتيجة التلاعب والمضاربة للضغط على اوبك».

وقال رشيد ان سعرا مستقرا فوق 30 دولارا للبرميل «لا ينبغي ان يضر احدا شريطة ان يتحقق تدريجيا من خلال العوامل الاساسية للسوق. وسياسة العراق تدعو لسعر مستقر. ونحن بالقطع نعارض قفزات الاسعار».

وقال الوزير ان زيادة الانتاج بواقع 500 الف برميل يوميا بموجب آلية ضبط الاسعار التي تسري على عشرة اعضاء في اوبك تطبق عليهم حصص الانتاج يجب ان تكون كافية لموازنة السوق. والعراق مستثنى من نظام حصص الانتاج في «أوبك» لانه لا يزال يخضع لعقوبات الامم المتحدة. وقال الوزير ان صادرات بلاده من النفط الخام تسير بمعدل 2.3 مليون برميل يوميا وسوف تستمر على ذلك المعدل حتى نهاية العام. واضاف رشيد قوله ان انتاج العراق وصادراته يمكن زيادتها بسرعة بمقدار 400 الف برميل يوميا بشرط ان تصل قطع الغيار والمعدات التي تجيزها الامم المتحدة اوائل العام المقبل.