توتال ـ فينا تضاعف أرباحها خلال النصف الأول وتتوقع إعلان السعودية الشركات التي ستدخل قطاع الطاقة بنهاية سبتمبر

TT

توقع كريستوف دو مارجري نائب رئيس قسم التنقيب والانتاج في مجموعة توتالفينا ـ إلف النفطية الفرنسية ـ البلجيكية ان تعلن السلطات السعودية، بحلول نهاية شهر سبتمبر (ايلول) الجاري او في اوائل الشهر القادم اسماء الشركات العالمية النفطية التي سيسمح لها بالدخول في قطاع الطاقة السعودي (غاز، كهرباء، تكرير وبتروكيماويات). وقال المسؤول النفطي، امس، لـ«الشرق الأوسط» انه يتوقع ان تطلب السلطات السعودية «تشكيل شركات مختلطة بين الشركات الاجنبية او الشركات المحلية السعودية والأجنبية للاستجابة للحاجات السعودية مبدياً استعداد مجموعته للسير على هذه الطريق.

وكانت توتالفينا ـ إلف قد تقدمت اواخر شهر اغسطس (اب) الماضي بالصيغة النهائية لمقترحاتها الى اللجنة السعودية الخاصة التي يرأسها وزير الخارجية الامير سعود الفيصل بعد ان حصلت منها على معلومات اضافية بخصوص الاهداف والحاجات والتوقعات السعودية.

وتقوم مشاريع توتالفينا ـ إلف التي تتنافس مع 10 شركات نفطية عالمية، على مفهوم متكامل يقضي بتطوير عدد من حقول الغاز السعودية واستخراج الغاز وانتاج الطاقة الكهربائية وايصالها الى المستهلكين وتحلية مياه البحر. وتزيد قيمة المشاريع الأربعة التي تقدمت بها هذه المجموعة على 7 مليارات دولار.

وحسب مصادر نفطية فرنسية، فان الخيار السعودي ينطلق من قاعدتين اثنتين: الأولى تقويم نوعية المشاريع المقترحة من قبل الشركات والنظر في جدواها الاقتصادية وملاءمتها لحاجات التنمية السعودية والثانية رغبة السعودية بعدم الالتزام مع شركة واحدة بل الاستفادة في المنافسة وادخال اكثر من طرف خارجي.

من جهة اخرى، ترى هذه المصادر ان وصول اسعار النفط الخام لمستويات شديدة الارتفاع لا يعني بالضرورة ان الدول الخليجية التي أبدت رغبتها في فتح قطاعات النفط سيخف حماسها لتحقيق مثل هذه الخطوة. وتؤكد هذه المصادر ان السعودية التي ارتفعت هذا العام عائداتها النفطية يمكنها ان تستفيد من القيمة المضافة التي تحملها الشركات الاجنبية وزالمتمثلة في قدراتها التكنولوجية وامكانياتها التمويلية لتطوير قطاعها الغازي والنفطي والطاقة بشكل عام. ويؤهلها الاستعانة بالشركات الاجنبية لأن تكرس مواردها الخاصة لمشاريع اخرى مثل التنمية والاجتماعية والصحية وانعاش الاقتصاد وخلاف ذلك.

وتعتبر شركات اكسون ـ موبيل، شل ـ بريتيش بتروليوم، بالاضافة الى توتالفينا ـ الف وشفرون وتكساكو الاكثر تأهيلاً للدخول الى قطاع الطاقة السعودية.

وكانت مجموعة توتالفينا ـ الف قد اشترت هذا الصيف، بالاشتراك مع شركة تركتوبل البلجيكية، التابعة لمجموعة سويز ـ ليونيي الفرنسية، منشآت محطة الطويلة لتوليد الطاقة الكهربائية في ابو ظبي في اطار صفقة بلغت قيمتها 1.5 مليار دولار. وتنوي توتالفينا ـ الف جعل هذه المحطة الاكبر من نوعها في العالم بحيث ترتفع قدرتها من انتاج الطاقة من 400 ميغاوات الى 1350 ميغاوات. وتستخدم هذه المحطة الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء. كذلك، فان توتالفينا ـ الف قدمت اخيراً عرضاً لاقامة محطة في مدينة بركاء في عمان لانتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر. وتبلغ قيمة هذا المشروع الذي من المفترض ان يعلن الفائز فيه خلال الشهر الجاري، 455 مليون دولار.

ومن جهة اخرى، تبدي توتالينا ـ الف اهتماماً كبيراً بتعزيز حضورها في القطاع النفطي والغازي في ايران. وقال كريستوف دومارجري لـ«الشرق الأوسط» ان المجموعة مهتمة بالجزء الجديد من حقل فارس الايراني.

وعلى صعيد آخر، لم ينف رئيس المجموعة تيري ديماريه اهتمام توتالفينا ـ الف بشراء شركة النفط الايطالية ENI. غير انه اضاف ان «توسع المجموعة الخارجي» اي شراء شركات جديدة «ليس هدفاً بحد ذاته باعتبار ان توتالفينا ـ الف بلغت حجماً يتيح لها ان تتنافس على موقع قوي، مع كبريات الشركات العالمية».

ويوم امس، اعلنت توتالفينا ـ الف عن نتائجها للنصف الاول من العام الجاري.

وتبين النتائج التي اذاعها تيري ديماريه ارتفاعاً حاداً في ارباح الشركة الصافية التي زادت خلال النصف الاول من هذا العام بنسبة 165% قياساً بالفترة نفسها من العام الماضي. وقد بلغت هذه الأرباح 3.4 مليار يورو في حين ان مبيعاتها وصلت الى 52.4 مليار يورو، مما يشكل زيادة نسبتها 62%. وتعزو المجموعة هذا الارتفاع في الارباح الى عدة عوامل اولها ارتفاع اسعار النفط الخام وارتفاع قيمة الدولار اضافة الى تحسن هوامش نشاطات التكرير والنمو الداخلي للمجموعة بفضل اندماجها مع الف اكيتان.