آل جور يدعو إلى السحب من الاحتياطي الأميركي وبوش يعارض أسعار الوقود تحتل مكانة متقدمة في أجندة الانتخابات الأميركية

TT

انخفضت أسعار مزيج برنت في المعاملات الاجلة في بورصة البترول الدولية ما يقرب من دولار للبرميل قبل ظهر امس الخميس بعد ان دعا نائب الرئيس الاميركي ال جور الرئيس بيل كلينتون الى بيع كميات من احتياطيات النفط الاستراتيجية للحد من ارتفاع الاسعار. وهبط سعر برنت في عقود نوفمبر (تشرين الثاني) 95 سنتا الى 80.32 دولار للبرميل بعد اعلان اقتراح جور مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية. وتراجع سعر الخام الاميركي الخفيف لشهر نوفمبر امس الى 45.34 دولار للبرميل. كما هبط سعر السولار في تعاقدات أكتوبر (تشرين الاول) 50.7 دولار للطن الى 50.315 دولار.

وقال بيان نشر قبيل اجتماع جور بناخبيه في ماريلاند ان نائب الرئيس اقترح على كلينتون بدء البيع من الاحتياطيات على دفعات حجم كل منها خمسة ملايين برميل لزيادة المعروض قبل فصل الشتاء. واوصى ال جور بأن يبدأ الرئيس بالافراج عن عدة دفعات من الاحتياطي حجم كل منها خمسة ملايين برميل.

وربما يساعد اقتراح جور في تدعيم الصورة التي يرغبها لنفسه بوصفه مرشحا يحارب من أجل قضايا معينة غير ان هذه المقترحات تأتي قبل ايام من قرار متوقع لكلينتون بهذا الشأن. وفي أوائل هذا الاسبوع قال كلينتون انه بحاجة لأيام قليلة اخرى ليقرر ما اذا كان سيلجأ لاحتياطي النفط البالغ 571 مليون برميل لتخفيف أزمة المعروض وتخفيض اسعار النفط. ومساء امس شن ال جور هجوما عنيفا على صناعة النفط واتهمها بالتربح ودعا الدول المنتجة للنفط الى زيادة انتاجها. وقال جور: على اوبك ان تفي بوعدها بزيادة الانتاج وخفض اسعار النفط العالمية وعلينا ايضا ان نبحث بعناية عملية التربح التي جعلت ارباح شركات النفط الكبرى تقفز الى مثليها او ثلاثة امثالها في الوقت الذي يدفع فيه الاميركيون زيادات فلكية في اسعار الوقود. واضاف جور «سأعلن غدا الخطوط العامة لمجموعة سياسات واقتراحات»، وتهدف هذه الخطة الى مواجهة ارتفاع اسعار النفط.

وفي حملته الانتخابية هذا الاسبوع حرص جور على تصوير نفسه كمرشح سيحارب من اجل الاسر الاميركية العاملة ضد اصحاب المصالح الخاصة مثل شركات الادوية والنفط والتأمين. واقترح جور ايضا تقديم تسهيلات ضريبية مؤقتة لمساعدة موزعي النفط على تكوين مخزونات لزيادة المعروض من زيت التدفئة كما اقترح تقديم معونات طاقة قيمتها 400 مليون دولار لمساعدة الاسر منخفضة الدخل.

وفي رد الرئيس على طلب ال جور قال جين سبيرلنج كبير المستشارين الاقتصاديين بالبيت الابيض امس ان الرئيس بيل كلينتون يبحث جميع المقترحات التي طرحها نائبه ال جور المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية لتخفيف حدة الازمة النفطية. واقترح جور ان يبدأ الرئيس بيع كميات النفط على دفعات حجم كل منها خمسة ملايين برميل.

وقال سبيرلنج في مقابلة مع محطة تلفزيون سي.ان.ان «ان الخيارين او الثلاثة التي دعا اليها ال جور نائب الرئيس اليوم هي بقدر كبير ضمن الخيارات التي يشعر الرئيس كلينتون انها مطروحة ومهمة». واضاف ان كلينتون سيواصل مراقبة الموقف عن كثب. وتابع «سيتخذ الاجراءات التي يعتقد انها الافضل لصالح الامن القومي الاميركي في مجال الطاقة».

من جانبه ادان جورج بوش مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية اقتراح آل جور السحب من الاحتياطي الاستراتيجي الاميركي من النفط واصفا اياه بانه «خدعة سياسية في عام الانتخابات» قد تهدد الامن القومي.

وقالت كارين هيوز المديرة الاعلامية لحملة بوش للصحافيين في نيويورك «المراد من هذا الاحتياطي اغراض استراتيجية ومتعلقة بالامن القومي وليس اغراضا سياسية متعلقة بعام الانتخابات». ووصفت هيوز خطة جور بانها «خدعة سياسية في عام الانتخابات» تتسم بقصر النظر وتنطوي على ضرر محتمل بالامن القومي.

وتابعت انه اذ ما عمدت واشنطن الى السحب من احتياطياتها النفطية الاستراتيجية في الوقت الراهن فانه من المحتمل ان يخفض الرئيس العراقي صدام حسين انتاج بلاده من النفط وهو الامر الذي سيؤدي الى تفاقم الموقف.

وفي كركاس قال الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز ان اسعار النفط التي بلغت اعلى مستوياتها في عشر سنوات اول من امس الاربعاء عادلة وان هناك وفرة من المعروض. واشار شافيز الى ارقام وكالة الطاقة الدولية التي تقدر ان اعضاء اوبك لديهم طاقة انتاجية فائضة تبلغ 2.2 مليون برميل يوميا قائلا ان اي قرار لزيادة الامدادات لاسواق النفط «يجب دراسته بحذر».

ومضى قائلا في كلمة وجهها عبر التلفزيون عن السياسة الاقتصادية «بالنسبة لنا فان الاسعار عادلة وليست مرتفعة... ليس صحيحا ان العرض اقل من الطلب. اوبك زادت امداداتها بشكل اكبر بكثير من اللازم هذا العام وفقا لمنحنى العرض والطلب».

وأصر شافيز الذي سيستضيف اجتماع قمة لدول اوبك الاسبوع القادم على ان صعود اسعار النفط الى اعلى مستوياتها في عشر سنوات ناتج عن عوامل خارج سيطرة المنظمة مثل المضاربات والضرائب على الوقود ومشكلات في مصافي التكرير. وقال ان المضاربين وحكومات الدول المستهلكة تجني اموالا من النفط اكثر مما يجنيه المصدرون.

واغلق سعر خام غرب تكساس الوسيط وهو خام القياس الاميركي اول من امس على 20.37 دولار للبرميل بعد ان وصل خلال اليوم الى 80.37 دولار للبرميل مسجلا اعلى مستوى له خلال عشر سنوات وذلك بسبب المخاوف من تعرض الولايات المتحدة لنقص في امدادات وقود التدفئة هذا الشتاء.

الى ذلك قال رئيس البنك الدولي جيمس وولفنسون امس ان ارتفاع سعر النفط عن 30 دولارا للبرميل ليس في مصلحة المنتجين ولا المستهلكين ومن شأنه ان يقلص معدلات نمو الدول النامية بواقع 0.75 نقطة مئوية. وقال وولفنسون في مؤتمر صحافي ان تأثير ارتفاع النفط على النمو في الدول الفقيرة يمكن ان يصل الى نقطة مئوية كاملة اذا كانت تلك الدول تعتمد بشدة على النفط المستورد.

واضاف «اذا ظل فوق 30 دولارا فسيؤثر على الدول النامية ايضا. ولا اعتقد انه في مصلحة اي شخص ان يظل فوق مستوى 30 دولارا».

وفي باريس قال وزير المالية الفرنسي لوران فابيوس امس ان الحكومة قد تطالب شركات النفط بدفع المزيد لتعويض التخفيضات في الضرائب على الوقود. وسئل فابيوس في مقابلة مع راديو اوروبا 1 عما اذا كانت شركات النفط ستضطر لدفع اكثر من 5.3 مليار فرنك (4.453 مليون دولار) حسبما تتصوره ميزانية عام 2001 وذلك بعد موافقة الحكومة على اجراء مزيد من التخفيضات في الضرائب على الوقود. ورد قائلا «سنرى ما سيحدث في المناقشات البرلمانية فمن المرجح ان تكون هناك تعديلات في هذا الصدد».

وكانت الحكومة قد قالت في 31 اغسطس (آب) الماضي عند عرض الميزانية انها ستطلب من شركات النفط دفع 5.3 مليار فرنك تمثل المبلغ الذي ستخفضه الحكومة من الضرائب على الوقود. وبعد اسبوع من الاحتجاجات على الضرائب العالية على الوقود في شتى انحاء فرنسا في وقت سابق من هذا الشهر وافقت الحكومة على اجراء تخفيضات اضافية.