فورد «إكسبلورر» تحت أنظار الكونجرس الأميركي

TT

في خضم ازمة اطارات من انتاج شركة بريدجستون ـ فايرستون، التي اتهمت بالتسبب في حوادث مميتة، وادت الى اضطرار الشركة اليابانية الى استدعاء ملايين منها، وصلت شرارة الازمة الى شركة فورد، ثاني كبرى شركات صناعة السيارات في العالم.

فورد من جانبها رفضت ان تكون مسؤولة من قريب او بعيد عن الحوادث المميتة. وأكدت مراراً وتكراراً على ألسنة كبار مسؤوليها انها ومركباتها كانت «الضحية» في ما وقع من حوادث. غير ان بعض الجهات لا تبدو واثقة تماماً من براءة فورد... على الاقل في الوقت الرهان.

فمجموعة تضم نفرا من المحامين الجزائيين والمتخصصين بقضايا السلامة العامة وبعض البرلمانيين الاميركيين، ناهيك عن شركة بريدجستون، ترى ان مركبة فورد «إكسبلورر» الرياضية الوعرية المتعددة الاستخدامات، التي تعد المركبة الوعرية الاكثر مبيعاً في الولايات المتحدة، تتقاسم مع الاطارات المعطوبة المسؤولية في الحوادث التي ادت الى اكثر من مائة وفاة و400 اصابة داخل الولايات المتحدة وحدها. وبالفعل تقرر هذا الاسبوع ان تنظر احدى لجان الكونجرس الاميركي ـ اعتباراً من يوم امس ـ في الازمة التي ادت يوم 9 اغسطس (آب) الى استدعاء نحو 6.5 ملايين إطار من ماركة فايرستون الاميركية التي تملكها حالياً شركة بريدجستون اليابانية. وعلى الرغم من تأكيدات فورد واعتراضاتها على ربط اسم مركبتها الشعبية بالحوادث، فثمة من يشير الى ان بعض السمات الميكانيكية للمركبة كارتفاع مركز ثقلها ونظام تعليقها، واعتماد معدل ضغط داخلي منخفض نسبياً في اطاراتها، من العوامل التي قد تؤدي الى انخفاض معدل ثباتها وبالتالي زيادة احتمال تعرضها للانقلابات القاتلة. وهناك جماعة من المنتقدين ترى ان فورد ضحّت بالسلامة لتوفير حالة ركوب مستقرة مرنة وناعمة اشبه ما تكون بنمط ركوب السيارات السياحية العادية.

ثم جاءت اخبار مقلقة لفورد يوم الثلاثاء الفائت، تهدد بتسليط الضوء اكثر على التهم المسوقة ضد «إكسبلورر». إذ اعلن ان شركة كونتيننتال ـ جنرال الالمانية للاطارات ستغيّر 160 الف اطار، تبين ان قشرتها معرضة للانسلاخ، كانت قد زوّدت بها حوالي 38 الف مركبة رياضية وعرية فاخرة من طراز لنكولن «نافيجايتور»... التي تنتجها فورد ايضاً. وحسب مصادر مطلعة ينوي افراد لجنة التحقيق في الكونجرس الاميركي مساءلة فورد عن سبب نصحها مقتني «إكسبلورر» بأن يكون معدل ضغط (نفخ) اطارات فايرستون 26 رطلاً انجليزياً للبوصة المربعة في حين تنصح الشركة الصانعة بأن يكون المعدل 30 رطلاً للبوصة المربعة. ومما يجدر ذكره ان معدل الضغط المنخفض يساعد على تحقيق مستوى افضل من الراحة والنعومة للركاب ومستوى اعلى من الاستقرار الا انه يقلل الطاقة التحميلية ويخفض القدرة على بلوغ سرعات عالية.

والمفترض ان لجنة الكونجرس ستسأل كل من فورد وبريدجستون - فايرستون عما اذا كانتا قد اخضعتا معدل الضغط المنخفض ـ اي 26 رطلاً ـ لاختبارات كافية لدى تجهيز مركبات فورد «إكسبلورر» به.

بريدجستون وفورد ستتسلحان طبعاً بعدد من الدراسات والوثائق. فبريدجستون تأمل ان تستفيد من وثيقة مصدرها شركة فورد ـ فنزويلا، وصلت الى الكونجرس تفيد بأن مركبات «إكسبلورر» تعرضت «لحوادث انقلاب مباغتة» عندما انسلخت قشرة اطاراتها من انتاج فايرستون، «الا انه لم ترصد حوادث مماثلة مع مركبات من ماركات اخرى»، مثل تويوتا وماركات شركة جنرال موتورز وكرايسلر.

في المقابل تقول فورد ان لديها وثائق اكثر مصداقية من هذه «التقارير الروائية» والظرفية المتناثرة، وان الاحصائيات الاتحادية الرسمية في الولايات المتحدة تشير الى ان معدل الوفيات في انقلابات «إكسبلورر» ادنى بمعدل %26 عنه في اي مركبة رياضية وعرية منافسة، وان معدل الوفيات في اي حوادث من نوع آخر ادنى بنسبة %28. وتضيف فورد انها استخدمت 2.3 مليون اطار من صنع شركة جوديير على نحو 500 الف مركبة «إكسبلورر» بين عامي 1995 و1997 ولم تسجل معها حالات انسلاخ حسب معدل الضغط الداخلي المنصوح به، اي 26 رطلاً للبوصة المربعة. كما ان جوديير انتجت تلك الاطارات بنفس المواصفات التي انتجت بها اطارات فايرستون التي ركّبت لـ«إكسبلورر».