انتحار المصرفيين في اليابان يسلط الأضواء على ضغوط العمل

TT

طوكيو ـ رويترز: تشهد اليابان تزايدا في حوادث الانتحار المتصلة بضغوط العمل ويتصدر القائمة رؤساء بنوك كانوا موضع حسد لانهم النخبة المتميزة في عالم الشركات.

ونزولا للسلم ينهي موظفون في منتصف العمر حياتهم عندما يواجهون بالاستغناء عنهم حيث تقوم مؤسسات بتقليص عدد الموظفين لخفض النفقات.

واحدث واقعة احتلت الصفحات الاولى للجرائد كان بطلها تاديو هونما (60 سنة) رئيس بنك نيبون للائتمان الذي انتحر أمس الاول. ويذكر ان البنك أعيد تخصيصه بعد ان أممته الحكومة في نهاية 1998 .

وصدم موت هونما كثيرين ممن عرفوه منذ أن كان يعمل في البنك المركزي والقى انتحاره بظلال على مستقبل البنك الذي تملكته في الاونة الاخيرة مجموعة سوفت بنك كورب للاستثمار على الانترنت.

وقبل أربعة أشهر تقريبا انتحر شنقا مصرفي سابق يقود جهودا لمجموعة متاجر سوجو الكبرى لاخراجها من ورطة ديون ثقيلة.

فشلت هذه الجهود وانهارت متاجر سوجو في يوليو (تموز) الماضي بعد ضجة بين الجمهور أجبرت الحكومة على التراجع عن خطط لدعمها بأموال عامة.

في العام الماضي انتحر مسؤولان كبيران لفشلهما في توفيق أوضاع بنك اليابان للائتمان الطويل الاجل الذي سمي بنك شنساي هذا العام بعد ان اشترته مجموعة استثمارية أميركية.

وفي 1998 انتحر مسؤول بارز في بنك اليابان المركزي.

وبعد عقد من انفجار الفقاعة اليابانية تجري عملية اعادة تشكيل للقطاع المالي في أربعة بنوك كبرى.

ويتحتم على المصرفيين الان تحويل استراتيجية العمل الى تحقيق أرباح بعد أن كانت تركز على قروض طويلة الاجل تمتد عشرات السنين. ولا تزال القروض المعدومة تثير قلقا في اقتصاد حقق انتعاشا هشا.

كما واجه المصرفيون اليابانيون اتهاما بانهم مسؤولون عن فقاعة اسعار السندات في نهاية الثمانينات لانتهاجهم سياسة متراخية في الاقراض كما انهم مثار استياء لقيام الحكومة بدعمهم من أموال الضرائب لتجنب وقوع انهيار تحت جبال من الديون المعدومة.

قالت يوكو كوانيشي استاذة علم الاجتماع بجامعة تمبل بطوكيو «يتعرض الناس في هذا القطاع الى ضغوط شديدة ويعتبرون انفسهم مسؤولين عن متاعب اليابان الاقتصادية.. شيء طبيعي ان ينتابهم هذا الشعور». وقال تقرير للشرطة صدر الشهر الماضي ان عدد المنتحرين في اليابان في 1999 كان رقما قياسيا بلغ 33048 شخصا وكانت الديون أو فقدان الوظيفة سببا في انتحار واحد من كل خمسة.

وفي الاونة الاخيرة بدأ اقتصاد اليابان ينتعش بعد اسوأ كساد منذ الحرب العالمية الثانية ولكن التحسن لايزال هشا وتجاهد الشركات لتحقيق أرباح وسط نمو ضئيل.

وارتفع عدد المنتحرين في سن الخمسينات بنسبة خمسة في المائة تقريبا وبلغ 8288 شخصا تبددت أحلامهم في حياة وظيفية دائمة بسبب اعادة الهيكلة.

قالت كوانيشي «أعتقد ان ضغط العمل خطر جدا بالنسبة لاناس في الخمسينات والاربعينات». ولاحظت ان العمل والصحبة مركز حياتهم.

وأضافت «اذا تم الاستغناء عنهم فانه لا توجد فرص لحصولهم على وظائف مماثلة من ناحية المرتب والمركز. لا يزال اليابان بلدا لا يمنح الناس فرصة ثانية».