مسؤول خليجي يدعو الدول العربية للمشاركة في رسم السياسات الاقتصادية للتجارة الإلكترونية بدلا من الاكتفاء بمتابعتها

TT

دعا مسؤول خليجي الدول العربية والنامية بشكل عام الى المساهمة بشكل فعال في رسم السياسات الاقتصادية للتجارة الالكترونية، بدلا من الاكتفاء بموقف المتابع للتطورات كما هو حادث حاليا.

وقال سعيد المنتفق، المنسق العام لمؤتمر التجارة الالكترونية في الاسواق الناشئة، الذي تنظمه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD في دبي، وذلك لأول مرة خارج الدول الصناعية الرئيسية في لقاء خاص مع «الشرق الأوسط»: مع تحول التجارة الالكترونية الى خيار استراتيجي لا بديل عنه لمواجهة المنافسة الدولية في عصر انهيار الحواجز الجمركية وغير الجمركية، فان مشاركة الدول العربية والنامية في المحافل التي ترسم التوجهات المستقبلية للتجارة الالكترونية تعد حيوية ليس فقط للتعرف على هذه التوجهات بل المشاركة في رسم هذه التوجهات بشكل يأخذ بعين الاعتبار اوضاعها ومصالحها ورؤيتها. وفي ما يلي نص اللقاء:

* ما هي اهمية مؤتمر «التجارة الالكترونية في الاسواق الناشئة»، الذي ستنظمه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD في دبي في يناير (كانون الثاني) المقبل؟

ـ يعد «مؤتمر التجارة الالكترونية في الاسواق الناشئة» احد اهم المؤتمرات الدولية التي تتناول توجهات وآفاق التجارة الالكترونية، ويساهم بفعالية في رسم سياساتها الاقتصادية، وبحث ازالة الحواجز التي تعوق نموها واستخدامها على نطاق واسع، وتحقيق المشاركة العالمية في ثورة التجارة الالكترونية.

وبالنظر الى الدور المحوري الذي اخذت تلعبه التجارة الالكترونية في عالم اليوم، بات يتعين على الدول العربية والنامية بشكل عام المشاركة بشكل اكثر فعالية في المحافل الدولية التي ترسم التوجهات المستقبلية والاخذ بعين الاعتبار اوضاعها ومصالحها ورؤيتها، والقاء الضوء على التحديات والفرص التي تواجهها الدول غير الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في هذا المجال.

وسيتيح المؤتمر التعرف عن قرب على ابرز توجهات قطاع التجارة الالكترونية عالميا وسبل تطوير الانظمة الاقتصادية في الاسواق الناشئة بما يتماشى مع متطلبات عصر التجارة الالكترونية.

* ما هي ابرز المواضيع المدرجة على جدول اعمال المؤتمر؟

ـ سيبحث المؤتمر الذي سيقام في مركز المؤتمرات في «برج العرب» في دبي، خلال الفترة من 15 ـ 17 يناير 2001 استراتيجيات التجارة الالكترونية، وامكانيات تنسيق السياسات بين منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، والدول غير الاعضاء في هذا المجال، الى جانب بحث افاق وفرص وتحديات التجارة الالكترونية واستعراض اهم المعوقات امام نموها وانتشارها في الدول الصناعية والنامية على حد سواء.

وسيشارك في المؤتمر مئات من المسؤولين وممثلي الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة من مختلف الدول الصناعية ومنطقة الشرق الأوسط والعديد من الدول النامية.

* لماذا تم اختيار دبي لإقامة المؤتمر؟

ـ تم اختيار دبي لتكون اول مدينة خارج اوروبا واميركا الشمالية تستضيف هذا المؤتمر المهم وذلك اعتمادا على عدة معطيات اساسية من ابرزها كونها مركزا متنامي الاهمية لتقنية المعلومات في الشرق الاوسط ومقرا اقليميا لكبريات الشركات العالمية، في الوقت الذي باتت فيه الامارة، وبفضل مبادرة مدينة دبي للانترنت مهيأة للعب دور المركز الاقليمي لتجارة وصناعة الوسائط المتعددة التي تدعمها شبكة الانترنت. وقبل اختيارها كمدينة لعقد المؤتمر كان وفد من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد زار دبي للاطلاع على الابنية الاساسية والالتقاء مع مسؤولي شركات تكنولوجيا المعلومات الكبرى.

* هل باتت دول المنطقة مؤهلة للاستفادة من الآفاق الضخمة التي تتيحها التجارة الالكترونية؟

ـ على الرغم من وجود اهتمام عام على المستويين الحكومي والخاص بهذا الشأن الا ان هناك تباينا كبيرا في مستوى استعداد دول المنطقة، كما ان الجهود لاقامة بنية اساسية اقليمية للتجارة الالكترونية ما زالت في مراحلها الاولى في حين ان الدول الصناعية قطعت اشواطا كبيرة في اقامة واجهة عريضة للتجارة الالكترونية تشمل مبادرة التجارة الالكترونية التي دشنها المجلس الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في عام 1997.

وتجدر الاشارة هنا الى ان الوقت ليس في صالح المنطقة وليس امام المؤسسات في الدول العربية سوى وقت قصير للتحول الى العمل عبر الشبكة واستغلال التقنيات الجديدة.

وعلى الرغم من ان التجارة الالكترونية لن تحل بشكل آلي محل التجارة التقليدية في الدول العربية الا ان الشركات التي لا تبدأ باستخدام الانترنت في انشطتها وعملياتها التجارية ستبدأ في فقدان اعمال لصالح منافسيها الذين يستخدمون تقنيات التجارة الالكترونية وتطويع قدراتها لمصلحتهم.

* الى اي مدى يمكن ان تساعد التجارة الالكترونية في انسياب حركة التجارة العالمية والتجارة العربية البينية بشكل خاص؟

ـ من غير شك ان التحول الى التجارة الالكترونية يعد حيويا ليس فقط لتطوير القدرات التنافسية لمؤسسات المنطقة ومبادلاتها مع العالم وانما ايضا لتعزيز التجارة البينية العربية التي لا تتجاوز 5% من اجمالي تجارة الدول العربية مع العالم.

ومن المقدر ان تتجاوز قيمة مبادلات التجارة الالكترونية في العالم هذا العام 300 مليار دولار، وهو ما يعادل عشرة امثالها في عام 1998، وسط توقعات بأن تقفز قيمة هذه المبادلات الى 1300 مليار دولار في عام 2003.

اما بالنسبة للتجارة الالكترونية في منطقة الشرق الأوسط فمن المقدر ان ترتفع من 400 مليون دولار في عام 2000 الى 3 مليارات دولار في عام 2003.