دعوة أوروبية لدول الخليج لتسعير النفط باليورو

سانتير: صرف اليورو سيتجه للتعادل مع الدولار رغم النكسات التي يتعرض لها

TT

دعا جاك سانتر عضو البرلمان الاوروبي الرئيس السابق للمفوضية الاوروبية والاب الروحي المؤسس لليورو دول الخليج العربية الى اعتماد اليورو كعملة رئيسية في تعاملاتها التجارية مع اوروبا، معتبراً ان اليورو بوضعه الراهن ليس ضعيفاً بل ان ضعفه كان سبباً مباشراً وراء رفع قدرة اوروبا التنافسية.

وقدم عدة خبراء اوروبيين اوراق عمل تحدثوا فيها عن الاهمية الاستراتيجية المتزايدة لعملة اليورو في الاسواق العالمية.

وقال سانتير في مؤتمر بشأن التعاون بين الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي الست انه متأكد من ان سعر صرف اليورو سيتجه للتعادل مع الدولار الاميركي على الرغم من النكسات التي تعرض لها في الآونة الاخيرة.

ونقلت «رويترز» قول سانتير خلال اعمال القمة الاوروبية الخليجية التي افتتحت اعمالها في دبي أمس «انني على قناعة بان روح الثقة والشراكة بين الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي قد تتزايد بشكل جيد اذا ما درسنا تداول برميل (النفط) باليورو».

واضاف «حتى لو كان من المحتمل ان تكون الفكرة غير واقعية في الوقت الحالي.. وأنا اسلم بذلك.. فان المستقبل سيتيح لنا بالتأكيد فرصا للتحرك في هذا الاتجاه».

ومن جهة اخرى، دعا المهندس عجلان بن علي الكواري امين عام مجلس التعاون المساعد للشؤون الاقتصادية الجانب الاوروبي الى ضرورة الاسراع في التوصل لاتفاق حول منطقة التجارة الحرة مع ضرورة تحرير السلع الداخلة في هذا الاتفاق وبما فيها الالمنيوم والبتروكيماويات والمشتقات البترولية.

وقال الكواري الذي كان يتحدث امام تجمع الاعمال الاوروبي الخليجي الذي نظمة ملتقى الامارات الدولي إن الصادرات الخليجية للاتحاد الاوروبي لا تشكل سوى اقل من 1% من اجمالي وارداته في الوقت الذي تصل فيه الواردات الاوروبية الى الخليج اكثر من 34% من الواردات الاجمالية.

وأعاد الكواري الى الاذهان اتفاقية التعاون التي وقع عليها الطرفان في عام 88، مشيراً الى اثر هذه الاتفاقية المباشر في تحقيق الانماء الاوروبي فائضاً ملموساً في تجارته مع دول التعاون بلغ نحو 95 مليار دولار خلال الفترة ما بين 88 و99.

ووفقاً للاحصائيات التي اوردها فان حجم التبادل التجاري قد بلغ 22 مليار دولار في عام 98 وارتفع الى 36 مليار دولار في عام 99 مع عجز يبلغ 14 مليار دولار لصالح الاتحاد الاوروبي.

ودعا الكواري الجانب الاوروبي الى زيادة استثماراتهم في المنطقة وكذلك الى فتح مكتب تمثيلي للمفوضية الاوروبية في الرياض حيث مقر الامانة العامة لمجلس التعاون لا سيما في اعقاب قيام مجلس التعاون بفتح مكتب تمثيلي لدى مقر المفوضية الاوروبية في بروكسل. وسيبحث مشاركون من الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي سبل رفع الحواجز امام تعزيز التجارة بين الجانبين.

والاتحاد الاوروبي هو الشريك التجاري الرئيسي لدول مجلس التعاون الخليجي.

وقال سانتير ان تسعير النفط باليورو قد يساعد في تحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية ويعزز العلاقات بين الجانبين.

وقال «قد تكون وسيلة لتعزيز اسواق النفط خاصة الجزء الاوروبي منها ولتحقيق الاستقرار في العلاقات بين المنتجين العرب والمستهلكين الاوروبيين».

وتابع «انني لا اطالب بثورة اليوم ولكن ينبغي ان يكون امرا متصورا ان يدير المنتجون من منطقة الخليج والمستهلكون الاوروبيون تجارتهم النفطية بعملة احد الجانبين بدلا من الدولار الاميركي».

ومعظم العملات الوطنية في دول مجلس التعاون الخليجي مرتبطة بالدولار الاميركي وهي العملة المسعر بها النفط.

وبدأت السعودية في الشهر الماضي في استخدام اليورو بدلا من عملات الدول الاوروبية الاحدى عشرة الاعضاء في منطقة اليورو.

وقال احمد حميد الطاير وزير المواصلات الاماراتي انه من المحتمل ان يكون تسعير النفط بسلة عملات مفيدا للدول العربية الخليجية، الا انه اضاف ان هذا الموضوع يحتاج الى دراسات مستفيضة.

واعرب الوزير الاماراتي عن رغبته في ان تصل بلاده الى مرحلة يجري فيها ربط صادراتها خاصة النفط بسلة عملات بدلا من ربطها بعملة واحدة خاضعة للاقتصاد الاميركي في نموه وكساده.

ويريد مجلس التعاون الخليجي من الاتحاد الاوروبي الاسراع بالمحادثات لابرام اتفاق للتجارة الحرة وتعزيز الاستثمارات الاوروبية في الخليج.

كما تريد الدول الاعضاء في المجلس ايضا من الاتحاد الاوروبي الغاء الرسوم الجمركية البالغ نسبتها ستة في المائة والمفروضة على الالومنيوم، وهو واحد من الصادرات غير النفطية القليلة التي تصدرها المنطقة التي تحرص على تقليص اعتمادها على عائدات الطاقة.