«البحر المتوسط» للفنادق تؤكد قرب البدء بإقامة «هيلتون» بيروت بكلفة 70 مليون دولار

TT

بيروت ـ رويترز: كانت الاستعدادات تجري على قدم وساق لاقامة حفل مبهر لافتتاح فندق هيلتون بيروت عندما تفجرت الحرب الاهلية في ابريل (نيسان) عام 1975 ووجد الفندق المكون من 400 غرفة نفسه وسط ساحة القتال.

ونشرت الادارة في حينه اعلانا صغيرا يقول ان الحفل تأجل الى أجل غير مسمى. ولم يفتتح الفندق قط ثم تحول الى واجهة منهوبة محترقة مثلما حدث لبقية فنادق بيروت المطلة على شاطئ البحر.

والان وبعد 25 عاما حصلت شركة البحر المتوسط للفنادق الكبرى على اذن انتظرته طويلا لهدم ما تبقى من المبنى وبناء فندق يرتفع 20 طابقا بكلفة 70 مليون دولار.

وقال ربيع عماش عضو مجلس ادارة الشركة التي اشترت الهيلتون عام 1980 بما يعادل 20 مليون دولار «انه مبنى قبيح المنظر. سنسعد جدا بازالته».

وأضاف «كانت هناك موجة تفاؤل في البلاد في ذلك الوقت. واعتقد مجلس الادارة ان الحرب الاهلية لن تستمر طويلا».

لكن ما حدث كان العكس، اذ استمرت الحرب عشر سنوات أخرى. واستثمرت الشركة بالفعل 1.5 مليون دولار في إعداد تصميمات لتجديد المبنى عندما تم التوصل الى اتفاق سمحت الحكومة بمقتضاه بهدم المبنى.

وسيغطي الرخام الفندق الجديد الذي سيضم مطعما اعلى المبنى وقاعة احتفالات مساحتها الف متر مربع.

وينتظر ان يساعد الفندق في استعادة تألق حي الفنادق المطل على البحر والذي اعيد فيه افتتاح فندق فينيسيا في مارس (آذار) الماضي بكلفة 100 مليون دولار، لكن مشروعات أخرى في المنطقة مازالت معلقة.

ويخوض صاحب فندق سان جورج الذي كان الفندق المفضل للصحافيين ورجال السياسة والدبلوماسيين واطلق عليه مركز الشرق الاوسط، نزاعا قديما مع شركة سوليدير التي حصلت على امتياز اعادة بناء وسط بيروت التجاري.

كما ان المستثمرين اللبنانيين والكويتيين الذين يملكون فندق هوليداي ـ إن الضخم المكون من 600 حجرة والذي أصيب باضرار ايضا في الحرب لم يقرروا بعد إن كانوا سيعيدون بناءه.

لكن خبراء العقارات يأملون ان يشجع اعادة بناء الهيلتون الآخرين.

وقال عماش الذي اشرف على بناء فندق شيراتون جدة المكون من 600 حجرة ان هدم فندق هيلتون سيبدأ في غضون ثلاثة او اربعة اسابيع وسيستغرق البناء نحو ثلاث سنوات.

ولا يقلل من حماسه التراجع الاقتصادي في لبنان ولا تجدد التوتر بين لبنان واسرائيل.

وقال عماش «هذا الوضع لا يمكن ان يستمر للابد. فالظروف السياسية والاقتصادية ستتحسن قطعا». وأضاف ان الشركة تشعر بالثقة في لبنان الذي قال انه يمكنه بسهولة ان يستوعب فنادق اخرى من فئة الخمسة نجوم بالاضافة الى فندق فينيسيا.

ورغم ان لبنان لم يعد يستقطب النشاط التجاري الذي اعتاد عليه قبل الحرب، اذ كان الاقتصاد الوحيد المفتوح في الشرق الاوسط، فقد قال عماش انه يتمتع بجاذبية خاصة.

وأضاف «رغم كل شيء هناك في لبنان دفء وطابع خاص ما زال يجذب الزائرين، وهو ما لا تجده اي مكان آخر في الشرق الأوسط».