شركات النقل البحري ترفع أجور نقل الحاويات تفاعلا مع أسعار النفط

الزيادة تطبق منتصف الشهر المقبل والمستهلك النهائي يمكن أن يدفع الفرق

TT

في خطوة مؤثرة في سوق النقل البحري، أشعرت الخطوط الملاحية التجار السعوديين وغيرهم ممن لهم مصالح نقل بحري إلى منطقة الشرق الأوسط، عن عزمها رفع أسعار كلفة نقل الحاويات سعة 20 قدما بمعدل 125 دولاراً، بررته بتكاليف وقود إضافية طارئة. على أن يبدأ تطبيقها في منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وتعتبر هذه الخطوة ردة فعل طبيعية من نحو 16شركة نقل ملاحي عالمية تفاعلا مع ارتفاع أسعار النفط خلال الأشهر الماضية إذ بلغ السعر المتوسط للبرميل الواحد 28 دولارا.

وفيما أكدت مصادر السوق السعودية أن هذه الزيادة يمكن للتجار استيعابيها بحكم شدة المنافسة بين العاملين في مجال واحد، رجح آخرون حدوث زيادة طفيفة في الأسعار على المستهلك النهائي دون تحديد نسبتها.

وذكرت 16 شركة ملاحية أن الاتفاقية السعرية غير الرسمية المعروفة باسم IRA للخطوط الملاحية العاملة في منطقة التجارة بين موانئ الشرق الأقصى ودول الشرق الأوسط، تعتزم رفع أجور النقل بواقع 125 دولاراً إضافية طارئة (إيه بي إس).

وتخضع لهذه الزيادة كبريات شركات النقل الملاحي في العالم ولها دور مهم في المنطقة أهمها شركات: أمريكان بريزيدنت، كوسكو كونتينر لاينز، هيواندي ميرشنت مارين كومباني ليمتد، الخطوط الملاحية لجمهورية إيران الإسلامية، ميرسك سيلاند، ميتوس أوه سي كي لا ينتز، نيبون يوسن كيشا، سيناتور لاينز، باسيفيك انتر ناشونال لاينز، شركة الملاحة العربية المتحدة، ولينياس ويلهمسن، وان هاي لاينز ليمتد، يانجمينج مارين، يوني جلوري مارين، بي أند أوه نيدلويد.

وقال أمس لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد بخاري نائب رئيس مجلس إدارة شركة الشرق للملاحة، إن هذه الزيادة تكاد تكون معقولة في وقت تشهد فيه أسعار النفط ارتفاعا قياسيا لم تبلغه منذ عشرات السنين. وقلّل البخاري من إمكانية حدوث قفزات في أسعار المنتجات بالنسبة للمستهلك النهائي في السعودية وفي بقية دول المنطقة بحجة إمكانية استيبعاب الزيادة من قبل التجار من جهة، واعتدال بعض شركات النقل الملاحي في عدم التقيد بتلك الزيادة خاصة مع التجار ذوي التعامل المتميز. وبين مسؤّول في النقل البحري في جدة، أن كلفة نقل الحاويات إلى موانئ المنطقة ستشهد زيادة خاصة على الحاويات القادمة من اليابان والولايات المتحدة وكل المحطات البعيدة.

وكانت شركات الملاحة البحرية العاملة بين موانئ بريطانيا وشمال أوروبا إلى ميناء جدة الإسلامي ـ غرب السعودية، قد رفعت في مثل هذا الوقت من العام الماضي أسعار شحن الحاويات بنحو 150 دولاراً.

وجاءت تلك الخطوة بعد أن رفعت شركات الملاحة أسعارها إثر اتفاق بين الوكلاء وشركات الخطوط، وزاد سعر شحن الحاوية سعة 20 قدم من 500 دولار إلى 650 دولارا، وسعة 40 قدماً من 800 دولار إلى 1100 دولار، للشحنات المتجة إلى جدة.

وذكرت حينها المصادر أن سبب الزيادة يعود إلى انخفاض حركة النقل بين هذه الموانئ وارتفاع أسعار النفط كعامل أساسي.

وتعتمد شركات الملاحة في ربحيتها على مدى حركة الحاوية من ميناء لآخر خاصة موانئ الدول المصدرة، ولا يتدخل سعر الشحن فقط في قرب أو بعد المسافة، فتكلفة شحن الحاوية من جدة إلى سنغافورة مثلا تبلغ 150 دولاراً سعة 20 قدماً و300 دولار سعة 40 قدماً، بينما يصل سعر نقل الحاوية من جدة إلى ميناء بورسودان إلى 600 دولار سعة 20 قدماً و900 دولار سعة 40 قدماً.

وكانت مجموعة خدمات جدة الملاحية قد أعلنت عن عزمها إعادة تسعير تكاليف الشحن بين موانئ شمال أوروبا وبريطانيا إلى جدة، وأوضحت للمستوردين أنه يجري التنسيق بهذا الشأن مع شركات الخطوط هابغ لويدس، خطوط مرسيك، نيبون يوسين كايشا، سيلاند، شركة الملاحة العربية المتحدة، سي إم ايه، بي آند أو ندليو ليد المحدودة.