خبراء: المطلوب من الدول الغنية تجاوز خفض ديون الدول الفقيرة

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: اكد العديد من الخبراء الاقتصاديين امس الأول في واشنطن ان تخفيض ديون الدول الاكثر فقرا ليس غاية في حد ذاته وانه لن يحقق اهدافه ما لم يترافق مع مبادرات اوسع لمساعدة الدول النامية.

وقال جيفري ساكس استاذ الاقتصاد في جامعة هارفرد الاميركية ان مبادرة تخفيف ديون الدول الاكثر فقرا التي اطلقها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي «سيئة التوجيه ولا تتضمن ما يكفي من اموال او مساعدات». واضاف في مؤتمر نظمه معهد «بروكينغز انستيتيوت» ومؤسسة «كارنيجي» وجمعية الحوار الاميركي «على العالم ان يفعل اكثر من ذلك بكثير».

وينص هذا البرنامج، الذي اطلق سنة 1996 لكن لم يبدأ العمل به فعليا سوى في العام الماضي، على خفض ديون نحو 30 من الدول الاكثر فقرا بمقدار 30 مليار دولار. ومن المقرر ان تستفيد نحو عشر دول من هذا البرنامج مع نهاية عام 2000 بمبلغ اجمالي 17 مليار دولار.

واعتبر وزير خارجية الاكوادور هاينز مولر ان هذا البرنامج يجب ان يمتد ليشمل دولا ليست من فئة الاكثر فقرا، وقال «يجب ايجاد وسيلة لكي لا تتحول الدول المتوسطة العائد الى دول اكثر فقرا». واوضح ان الاكوادور كادت ان تجد نفسها في هذا الوضع قبل عام عندما اضطرت الى اعلان تأجيل تسديد ديونها الى ان تتمكن من اصلاح اقتصادها.

واعتبر مولر هذا الخطر بمثابة «قنبلة موقوتة»، مشيرا الى ان الاكوادور لم تخرج من هذه الازمة الا باعتماد الدولار الاميركي كعملة وطنية وبالاستفادة من ارتفاع اسعار النفط الذي تعتبر بلاده من الدول المصدرة له.

من جهته قال جو ماري غريسغرابير مسؤول منظمة «اوكسفام» البريطانية غير الحكومية في الولايات المتحدة ان «جميع قواعد البرنامج وضعت من اجل الدول الدائنة وبواسطتها، ونحن نريد تغيير ذلك».

وترافق برنامج خفض الديون برامج لخفض الفقر تلزم الدول المعنية بعرض توجهات سياستها الاقتصادية على صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

من جهته قال ستانلي فيشر المدير العام المساعد لصندوق النقد الدولي ردا على هذه الاتهامات «نحن في مرحلة تمهيدية جدا من هذا البرنامج». وذكر بان بعض الدوائر السياسية في الدول الصناعية تظهر ترددا ازاء فكرة مساعدة الدول النامية وتريد ان تبقى القوى الوحيدة في السوق. واضاف فيشر «اذا لم تنجح عملية خفض الديون هذه فلا ارى ما يمكن ان ندافع عنه غير ذلك».

ويرى جيفري ساكس انه يتعين اولا التصدي للاوبئة والامراض التي تشكل السبب الاول للفقر في دول افريقيا جنوب الصحراء، مضيفا ان «الوضع ميؤوس منه في هذه المنطقة». وقال استاذ الاقتصاد في هارفرد ان «نسبة الديون لا يمكن ان تعني شيئا عندما يختفي جيل باكمله بسبب الايدز». واقترح برامج تلقيح واسعة النطاق طالب لها بميزانية تتراوح بين 20 الى 30 مليار دولار سنويا.

واوضح مولر ان بين العناصر المهمة فتح اسواق الدول الغنية، وقال «لا توجد حقا حرية تبادل بين الشمال والجنوب، ولكان بامكان بلدنا ان يعتمد على نفسه فقط لو كان هناك فعلا وجود» لحرية التبادل.