«جاكوار إس ـ تايب» تجدد شبابها وتتزود بتجهيزات عصرية تعزز موقعها بين المركبات الفخمة

TT

فازت جاكوار الشهر الحالي بجائزتين مهمتين في العاصمة البريطانية لندن على صعيد الانجازات الصناعية والانتاجية، نظراً للرقم القياسي الجديد الذي حققته في ميدان التصدير للعالم الخارجي، كما فازت جاكوار ـ التي تملكها شركة فورد الاميركية بالكامل ـ بلقب «المصدرة» الأولى لهذا العام في بريطانيا.

يبدو أن جاكوار منذ أن تحولت ملكيتها إلى فورد قبل عقد من الزمن، ومبيعاتها في تزايد مطرد، وتشمل الزيادة معظم الطرازات التي تصنعها، التي تتمتع كلها بسمعة عظيمة في عالم السيارات الفخمة التي يقف وراءها تراث واسع من الشهرة والمنجزات حتى في الأيام الكالحة عندما كانت جاكوار تعيش فترات عصيبة، قبل ان تهرع فورد الى شرائها، وذلك في محاولة من فورد لترسيخ مواقعها في قطاع السيارات الفخمة.

وجاكوار، في سعيها المستمر نحو الأفضل عبر تصنيع مركبات عالية الجودة، وفائقة الرفاهية تستفيد حاليا من أحدث الاساليب الهندسية والتقنيات المتطورة ووسائل الانتاج الحديثة، وستطلق في العام المقبل سيارتها الجديدة من طراز «إكس 400». وينتظر أن تشكل الـ «إكس 400» معلما آخر في استراتيجيتها الجديدة في النمو والتوسع.

هذا الطراز الجديد سينضم إلى طرازات جاكوار الأخرى، التي سجلت كلها نجاحات كبيرة، مثل «دايملر سوبر في 8»، «وجاكوار إكس جي آر»، و«جاكوار سوفرين» ذات قاعدة العجلات الطويلة، و«جاكوار إكس جي8» المزودة بمحرك سعة 3.2 ليتر، التي تدعى «إكس جي إكزكيوتيف في أوروبا»، و«جاكوار إكس كي8» التي تتوفر اما بشكل الكوبيه الرياضية ذات المقعدين، أو السيارة المكشوفة التي تقاربها في المزايا، ثم أخيراً الجاكوار الصغيرة نسبيا «إس ـ تايب» التي هي موضع حديثنا التالي، وكما كان محسوبا للـ «إس تايب» ها هي هذه السيارة ـ أكثر طرازات جاكوار مبيعاً.

إس ـ تايب الجميلة قبل الحديث عن هذه المركبة التي تعجب الجنس اللطيف مثلما تعجب رجل الأعمال، لا بد من الاشارة إلى ان جاكوار ادخلت أخيرا تحسينين كبيرين في كل طرازاتها أولهما زر التحكم بالسرعة التطوافية Cruise Control المركب على عجلة القيادة، وهو الأمر الاعتيادي (القياسي) في جميع السيارات الأميركية، والثاني الرادار العامل بالموجات الدقيقة جداً (مايكرووايف) لتحذير السائق من المسافات الفاصلة بين مقدمة السيارة ومؤخرة السيارة خلفها والحواجز الأخرى لدى الاقتراب منها، فضلاً عن نظام الملاحة الالكتروني بالأقمار الصناعية.

في أي حال تحتوي «إس ـ تايب» أصغر سيارات السيدان (الصالون) في تشكيلة جاكوار للعام الحالي على التحسينات التالية:

* نظام الكتروني ديناميكي للسيطرة على ثبات السيارة الذي كان متوفرا في السابق حصراً في المركبات التي كانت مجهزة بناقل أوتوماتيكي للسرعة فقط، أي في الطرازات المجهزة بمحرك كبير في 8، سعة أربعة ليترات، أما اليوم فتتوفر هذه الميزة حتى في النماذج ذات المحرك الأصغر في 6، سعة 3 ليترات والمجهزة بناقل يدوي أوتوماتيكي للسرعة حسب الطلب. ومن شأن هذا النظام الجديد التحكم باللف الزائد، أو الأقل من الحد لعجلة القيادة، وذلك بفضل استخدام أجهزة استشعار الكترونية لحساب حركة المركبة الفعلية ومقارنتها بالاتجاه المحدد الذي اختاره السائق. فإذا كان الاتجاه الذي اختاره السائق لا يمكن ان يطابق درجة لف المقود، يتدخل النظام فوراً عن طريق إطلاق المكابح على أي من العجلات الأربع أو بعضها.

«الشرق الأوسط» اختبرت هذا النظام فوجدت انه يزيد من حساسية عجلة القيادة، لاسيما عند الانطلاق بسرعات عالية نسبياً.

طبعاً إن وصل هذا النظام مع مانع الانزلاق الكبحي ABS والانزلاقي أيضاً فضلاً عن ان نظام التوجيه المتطور يساعد أيضاً على ثبات المركبة. وتعزز كل هذا العجلات الجديدة التي أدخلت عليها هذا العام، وهي من قياس 7.5 * 16 و17 بوصة التي تقبض على الطريق بتحكم ممتاز حتى على الطرق الزلاقة التي تغطيها طبقة من الوحل والطين.

على الصعيد الميكانيكي جهزت الـ «إس تايب» التي جربتها «الشرق الأوسط» في بريطانيا وهي المجهزة بمحرك 4 ليترات بناقل أوتوماتيكي الكتروني للسرعة ذي خمس سرعات ومقاعد يمكن تعديلها كهربائيا وفقاً لثمانية أوضاع مختلفة، مع أداة لاسناد العجز.

ويغطي الجلد الفاخر هذه المقاعد، في حين يحتمل قشر الخشب الصناعي «الفينير» معظم مساحة لوحة العدادات، وبعض أجزاء المقود، الذي زين أيضاً ببعض الخشب الفاخر.

من ناحية ثانية بات هاتف «جي إس إم» خياراً أيضاً في الـ «إس تايب» شأنها شأن السيارات من الماركات الفخمة الأخرى ذات الرفاهية الرفيعة. ومن التجهيزات الداخلية جعل المقاعد القابلة للتدفئة مجهزة تجهيزاً قياسياً (اعتيادياً).

مركبة مختلفة لكن ثمة ملاحظة لا بد من ذكرها، وهي انه رغم جمال تصميم لوحة العدادات الأمامية، التي تزيدها جمالاً شاشة الملاحة الالكترونية بواسطة الاقمار الصناعية، فهي من التعقيد والازدحام بحيث لا تترك مجالا لفسحة فارغة مثلا قرب حجرة القفازات لوضع بعض الاشياء الصغيرة عليها مثل علبة السجائر، أو علاقة المفاتيح، أو الهاتف الجوال وهذا مع انها رغم ذلك تبقى لوحة جميلة تلفت الأنظار.

أمر آخر جدير بالذكر هو ان «إس تايب» تظل شيئاً مختلفا عن سائر طرازات جاكوار.

فهي سيارة صالون ذات شكل جميل ومنمنم من الخارج غير انها واسعة رحبة من الداخل، كما انها سيارة ذات شخصية رياضية نشيطة الأداء وذات مزاج عصبي عند اللزوم لا سيما مع المحرك الأكبر الثماني الاسطوانات ذي الليترات الأربعة. ويعزز ذلك شكلها الانسيابي ذو المقاومة المنخفضة للهواء، الذي يساعد في تخفيض استهلاك الوقود، رغم كبر سعة محركاتها وقوتها.

كل هذه المزايا جعلت من هذه المركبة المتوسطة الحجم سيارة مثالية وعملية لرجال الأعمال، توصي بها الشركات لمديريها، فضلا عن انها باتت السيارة المفضلة لدى الشباب والنساء الميسورين. لجمالها أولاً، ولسهولة قيادتها ثانياً، ولحجمها المناسب ثالثاً، ولسعرها المقبول بالمقارنة مع مثيلات فئتها رابعاً. فسعرها لا يتعدى الـ 28.300 جنيه استرليني في بريطانيا بالنسبة للنموذج المزود بمحرك سداسي الاسطوانات سعة 3 ليترات. أما بالنسبة للنسخة الفخمة «إس إي» فيبلغ سعر هذا النموذج 33.150.00 جنيه استرليني، وأخيراً يبلغ سعر النموذج ذي المحرك الكبير الثماني اسطوانات (في 8) سعة 4 ليترات 37.600.00 جنيه استرليني، وهو أيضاً ليس بالمبلغ الضخم بالنسبة إلى سيارة بمثل مواصفات إلـ «اس تايب».

=