الأردن والعراق يتفقان على زيادة سقف المبادلات التجارية للعام المقبل

تشكيل لجنة وزارية لوضع الاتفاقيات موضع التنفيذ ومشروع أنبوب النفط

TT

يوقع الأردن والعراق في بغداد اليوم على محاضر اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بعد مباحثات استمرت ثلاثة ايام برئاسة المهندس علي ابو الراغب رئيس الحكومة الأردنية ونائب رئيس الوزراء العراقي طه ياسين رمضان وعضوية وزراء الصناعة والتجارة والنفط والنقل في كلا البلدين.

وكان وزير الصناعة والتجارة الأردني واصف عازر ونظيره العراقي د. محمد مهدي صالح قد عقدا سلسلة لقاءات خلال الأيام الثلاثة الماضية لبحث تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث تم التركيز على زيادة سقف البروتوكول التجاري لعام 2001، وابرام اتفاقية لتزويد العراق الأردن بحاجاته النفطية للعام المقبل المقدرة بحوالي خمسة ملايين طن.

كما اشتملت المباحثات على مد انبوب لنقل النفط العراقي الى الاردن بكلفة تصل الى 250 مليون دولار، اضافة الى زيادة اعتماد بغداد على ميناء العقبة كمنفذ رئيسي لمستورداتها بعد ان طلب الاردن من شركة اللويدز العالمية لانهاء خدماتها التفتيشية على ارصفة ميناء العقبة، والتي كان يعتبرها العراق بمثابة عائق للتجارة عبر الميناء الاردني.

ولم يفصح وزير الصناعة والتجارة الاردني عن السقف الجديد للبروتوكول التجاري بين البلدين، فيما اعلن نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان موافقة بلاده المبدئية لرفع سقف البروتوكول التجاري بنسبة 50% عن مستوى بروتوكول عام الفين البالغ 300 مليون دولار.

وترغب فعاليات صناعية اردنية بالاستفادة من الخامات الصناعية العراقية واستيراد على نظام المقايضة السلعية بعد ان اعلنت بغداد عدة مرات على لسان مسؤولين رفيعي المستوى عن استعداد بلادهم لذلك، وأهم السلع التي يرغب الصناعيون الاردنيون استيرادها من بغداد هي التمور، الشعير، البوري، الكبريت، والذرة التصنيعية، والجلود التي تتوفر في العراق بوفرة كبيرة.

وأكد مصدر صناعي لـ«الشرق الأوسط» ان المادة 50 من ميثاق الأمم المتحدة تتيح للأردن استيراد هذه السلع من بغداد أسوة بالنفط في ضوء الضرر الكبير الذي لحق بالاردن جراء الحصار المفروض على العراق منذ اكثر من عشر سنوات.

وقال رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب في بداية اجتماعات اللجنة العليا المشتركة امس الخميس ان الاردن بهذه الزيارة يجدد دعمه للجهود الرامية لانهاء الحصار المفروض على العراق ليعود الى ممارسة دوره في المنطقة.

وأوضح ابو الراغب ان الاردن يدرك حجم التحديات التي يواجهها السوق والثمن الكبير الذي دفعه طوال السنوات الماضية مجدداً موقف الاردن الداعم للعراق ووحدة اراضيه وشعبه، مشيراً الى حجم الضرر الذي لحق بالاردن جراء الحصار، مشيراً الى انهاء الحصار يوفر الاجواء المناسبة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الاردن والعراق.

وأعاد ابو الراغب الى الأذهان مستويات التبادل التجاري الكبيرة بين الأردن والعراق قبل عام 1990، وقال اننا نتطلع بشكل جاد لزيادة المبادلات والتعاون بين البلدين.

وثمن ابو الراغب دعم العراق المستمر للأردن والمتمثل بتقديم اسعار تفضيلية للنفط الخام عن الاسعار العالمية، وقال نتطلع بأمل الى استمرار هذا الدعم، مقدرين تفهم العراق للظروف التي يعيشها الاردن.

من ناحية اخرى اعلن نائب رئيس الوزراء العراقي طه ياسين رمضان استعداد بلاده لاعادة النظر في حجم كميات النفط المصدر للأردن سواء ما يتعلق منها بالمنحة النفطية او بتلك المصدرة بأسعار تفضيلية، وقال اننا نلتقي اليوم كفريق واحد ولا نبدأ من الصفر.

ودعا رمضان الى مواصلة الجهود والبحث في تنفيذ مشروع انبوب النفط العراقي عبر الاراضي الاردنية، حيث شكل الجانبان الاردني والعراقي لجنة وزارية تباشر اعمالها اعتباراً من أمس الخميس لوضع اجراءات تنفيذية لكل ما اتفق عليه الجانبان موضع التنفيذ.