1200 دولار رسوم الاشتراك في خدمة الهاتف النقال بسورية

شركات عربية وأخرى ألمانية وسويدية تتنافس على تنفيذ مشروع شبكتين دائمتين بطاقة 850 ألف خط

TT

تشير احصاءات اجرتها مؤسسة «سيرياتيل» السورية بشأن واقع الهاتف النقال (الخليوي) في سورية الى ان ثلاثة عشر الف مشترك فقط هو عدد المشتركين في المشروع التجريبي لهذا الهاتف الذي بُدئ العمل به في فبراير (شباط) الماضي، بسعة ستين الف خط.

وحسب اعتقاد المعنيين بالاستفادة من هذا الهاتف فان انخفاض عدد المشتركين فيه بالرغم من مرور عشرة اشهر على البدء بطرحه للاستثمار هو السعر المرتفع للاشتراك الذي يشكو منه الجميع حتى التجار والصناعيون، حيث تبلغ قيمة الاشتراك 60 الف ليرة سورية (1200 دولار) فيما تصل كلفته الاجمالية الى نحو 80 الف ليرة سورية بما في ذلك سعر الجهاز.

في ضوء ذلك تقرر خفض قيمة الاشتراك الى اقل من الثلث اي بحدود 20 الف ليرة مع بدء تشغيل الشبكة الدائمة في فبراير القادم، حيث تدرس المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية العروض التي قدمت لها لاستكمال اجراءات التعاقد وتركيب التجهيزات اللازمة للمشروع.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في المؤسسة العامة للاتصالات ان قائمة المتقدمين بعروض خاصة بالمشروع الدائم تشمل كونسورتيوم يضم شركة «اوراسكو تيليكوم» المصرية، وشركة «سيمنز» الالمانية ومستثمرين محليين. وكونسورتيوم ثاني يضم شركة «انفستكوم» اللبنانية و«اريكسون» السويدية، وهاتان المجموعتان هما اللتان انشأتا الشبكة التجريبية التي تشغلها مؤسسة «سيرياتل» التابعة للمؤسسة العامة للاتصالات في سورية التي يمتد عقدها لمدة سنة ابتداء من فبراير الماضي.

ومن بين الشركات التي تقدمت بعروض ايضا شركة المستثمر الدولي الكويتية، وشركة الاتصالات القطرية (كيوتل) والشركة الوطنية للاتصالات المتنقلة الكويتية.

ويعتقد ان احتمال فوز الشركات الخليجية باحد العقود سيعطي دفعا قويا للاستثمار الخليجي في سورية، خاصة ان تشغيل الشبكة يحتاج الى استثمارات كبيرة تصل الى المليار دولار، بيد ان حظوظ المشغلين الحاليين للشبكة التجريبية بالفوز بالعقود تبدو قوية. ويتضمن المشروع الدائم للهاتف النقال تشغيل شبكتين دائمتين في جميع انحاء سورية بطاقة 850 الف مشترك لكل شبكة، حيث ستسمح الحكومة السورية بالتعامل في البداية مع شركتين بموجب عقود استثمار توقع لـ15 سنة قابلة للتجديد ثلاث سنوات مع حق السماح بادخال شبكة ثانية لتشغيل 850 الف خط بعد مرور سبع سنوات على تشغيل الشبكة الدائمة.

وتجدر الاشارة الى ان المشروع التجريبي يغطى حاليا منطقتي دمشق وحلب وطريق دمشق ـ حمص ـ حماه، وطريق دمشق ـ طرطوس ـ اللاذقية ومنطقة الزبداني ومنطقة صيدنايا ودوما والتل في ريف دمشق. يشار الى ان الفرصة متاحة امام القطاع الخاص في سورية للمشاركة في قطاع الاتصالات. وذكر محمد معروف مدير المؤسسة العامة للاتصالات ان القطاع الخاص يساهم في تقديم بعض الخدمات في قطاع الاتصالات باشراف وتنظيم المؤسسة ومنها خدمة الحصالات المنتشرة في دمشق والمحافظات، والبطاقات مسبقة الدفع التي وضعت مؤخرا في دمشق والمنطقة الجنوبية، فيما يتم الآن اشراك القطاع الخاص في المشروع الدائم للخليوي على مبدأ الـBOT بالاضافة الى مشروع الشركة المشتركة لتقديم خدمات الانترنت. على هذا الصعيد كشف المهندس معروف عن نية المؤسسة لتوسيع خدمة الانترنت من خلال ادخال 4000 مشترك جديد في هذه الخدمة مع نهاية عام 2000 اضافة للمشتركين الموجودين حاليا والذي يبلغ عددهم 5000 مشترك، واجراء دراسات انشاء شركة مشتركة تساهم بها المؤسسة والقطاع الخاص وتكون السعة الاولية للمشروع الذي سيوضع بالخدمة عند بداية العام القادم 50 الف مشترك قابلة للتوسع الى 200 الف مشترك، وسيرافق توسيع منظومة الانترنت القائمة تحسين في ادائها من خلال زيادة عدد الدارات الدولية التي تؤمن ربط المنظومة مع الشبكة الدولية.