السلطات الهندية تعد شركات الطيران بحل مشكلة الضباب في مطار نيودلهي

TT

نيودلهي ـ رويترز: بعد سنوات من اضطراب رحلات الطيران وعدت السلطات الهندية شركات الطيران، التي تستخدم مطار نيودلهي المعرض دائما لمزيج من الضباب والتلوث، بفصل شتاء بلا مشاكل.

غير ان شركات الطيران المحلية والدولية تصف خطط تركيب انظمة تسمح بالهبوط في ظروف تضعف فيها الرؤية او تنعدم بانها مبالغة في الطموح.

وقال مسؤول في شركة طيران هندية محلية: «الهبوط في مطار دلهي يمكن ان يكون صعبا في الشتاء. حين ينتشر الضباب لا يمكن ان ترى المطار فما بالك بالمهبط». وتشتهر نيودلهي بمزيج خانق من الضباب والدخان والعادم خلال فترة الشتاء حين تنخفض درجات الحرارة مع ارتفاع نسبي في الرطوبة في السهل المنبسط الذي تقع فيه العاصمة.

وتقول هيئة مطارات الهند التابعة للدولة ان مطار انديرا غاندي في دلهي سيزود بانظمة جديدة تسمح بالهبوط في حالة انعدام الرؤية بسبب تفاقم الضباب.

وفيما بدأت المعدات الخاصة بهذا النظام في الوصول فان شركات الطيران تصف الخطة بانها طموحة اذ ان المطار لم يكمل بعد اختبارات انظمة الهبوط التي تسمح بهبوط الطائرات في مجال رؤية لا يزيد عن 350 مترا.

ويستقبل مطار دلهي نحو خمسة آلاف رحلة شهريا. ويقول مسؤولون انه لم تقع حوادث بسبب الضباب اذ يتم الغاء الرحلات او تحويلها لمطارات اخرى عندما ينحسر مدى الرؤية.

ولم يتسن الحصول على عدد الرحلات التي يتم تحويلها بسب الضباب غير انها مشكلة رئيسية للطائرات في دلهي. واعلنت بالفعل الخطوط الجوية البريطانية تغيير مواعيد رحلاتها بداية من 15 ديسمبر (كانون الاول) لتعدل مواعيد الاقلاع والهبوط في دلهي من المساء الى الصباح.

وقال ألان بريجز مدير عام الخطوط الجوية البريطانية في الهند: «ينزعج عشرات الركاب سنويا بسبب سوء الاحوال الجوية في دلهي عندما لا يمكن للطائرات الاقلاع او الهبوط مما يؤدي لتأجيل مواعيد مغادرة ووصول العديد من الرحلات». وقال: «تحسبا لسوء الاحوال الجوية وما يتبعه من تأجيلات قررنا تعديل مواعيدنا في الايام الاكثر تأثيرا على الركاب». وتخطط يونايتد ايرلاينز لتنظيم رحلتين يوميا من دلهي اعتبارا من ابريل (نيسان) 2001 وهي تستعد لشتاء العام القادم بدراسة المطارات البديلة التي تستخدم في حالة عدم تمكن الطائرات من الهبوط في مطار دلهي اعتبارا بسبب الضباب.

وفي العام الماضي تعطلت رحلات لمدة وصلت في مجموعها الى عشرة ايام.

اما اسوأ فترة في السجلات فهي بين نوفمبر (تشرين الثاني) 1998 وفبراير (شباط) 1999 اذ قال مراقبون جويون ان ضبابا كثيفا غلف الممرات لتقتصر عمليات المطار في بعض الايام الى ما بين ثلاث واربع ساعات.

وسجل الهند في مجال سلامة الطيران ليس نظيفا تماما. ففي عام 1996 قتل نحو 349 شخصا في اسوأ حادث تصادم في الجو في العالم نتيجة عدم تحذير انظمة الملاحة الارضية للطائرتين بشان ارتفاع كل منهما.

وهزت الكارثة هيئة الطيران الهندية وصدرت قواعد جديدة تفرض على جميع الطائرات التزود بنظام تجنب الاصطدام بالطائرات.

ولا يمثل الضباب مشكلة في دلهي فحسب اذ ان الضباب الذي كان مقصورا على المدن الهندية المنخفضة في الشمال امتد لجميع انحاء البلاد.

وقال مسؤول بشركة طيران محلية «حتى احمد اباد ومدراس (في جنوب الهند) حيث لم نكن نسمع عن الضباب اصبح لديهما مشكلة بسبب ارتفاع مستويات التلوث».