تراجع الطلب على المنتجات الأميركية في السعودية بسبب دعوات المقاطعة

أمين عام الغرف السعودية يدعو للتحول إلى المقاطعة الإيجابية من خلال الإقبال على سلع الشركات المؤيدة للحقوق العربية

TT

انتقد المهندس اسامة كردي امين عام مجلس الغرف السعودية التوجه الحالي من قبل شريحة من المستهلكين لمقاطعة المنتجات والسلع والشركات الاميركية لما في ذلك من ضرر على المستثمر السعودي والاجنبي الذي يساهم في توفير الفرص الوظيفية للسعوديين والعرب اضافة الى استثماره مبالغ كبيرة من المال في الاسواق العربية تساهم في زيادة الدخل القومي لها وتأمين الاستقرار الاقتصادي فيها.

واشار المهندس كردي في حديث لـ«الشرق الأوسط» الى اهمية تحويل المقاطعة السلبية التي يتم الترويج لها في العالم العربي والمتلخصة في مقاطعة المنتجات الاميركية الى مقاطعة ايجابية من خلال المساهمة في دعم الاتحادات الاسلامية والعربية في اميركا للانتقال من لعب الادوار الهامشية الى تركزها كقوى سياسية ضاغطة تؤثر على اسلوب عمل صانعي القرار في اميركا.

وبين ان التوجه الحالي العشوائي تسبب في وضع عدد من الشركات الاميركية موضع الاستهداف رغم مواقفها التي تمسكت ودعمت عبر تاريخها بالحقوق العربية وقاطعت اسرائيل، في حين ان عدداً من الشركات الاميركية والاوروبية التي تساهم فيها رؤوس اموال عربية ضربت بالحقوق العربية عرض الحائط ومارست العمل التجاري والاقتصادي مع اسرائيل بشكل مباشر.

على ذات الصعيد اكد اقتصاديون سعوديون تراجع الاقبال على المنتجات الاميركية في السعودية بنسبة تتراوح ما بين 20 ـ 25 في المائة منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية بسبب حملات المقاطعة لحث المستهلكين على مقاطعة تلك المنتجات.

واكد المدير العام لاحدى الشركات المحلية الحاصلة على توكيل لاشهر الشركات الاميركية العاملة في تجارة المواد الغذائية في السعودية ان ضرراً كبيراً لحق بمطاعم الوجبات السريعة التي تراجعت بنسبة 64 في المائة خلال الشهرين الماضيين لتعتبر بذلك احد اكبر المتضررين من هذه المقاطعة، واشار الى ان مطاعم الوجبات السريعة تواجه تراجعاً في حجم الطلب عليها بشكل عام يتجاوز الـ25 في المائة من نسب المبيعات، الا ان المصادر تشير ايضا الى ان مبيعات المطاعم تتراجع عادة خلال شهر رمضان، الامر الذي يشير الى صعوبة تقدير الاثر المباشر لدعوات المقاطعة والتمييز بين التراجع الطبيعي بسبب شهر رمضان او ذلك التراجع الناجم استجابة لدعوات المقاطعة.

واشار المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه الى ان الحملات الشعبية للمقاطعة استهدفت المنتجات الاميركية بدعوى انها ذات رأسمال يهودي بالدرجة الاولى وانها تصدر من شركات يملكها اشخاص من يهود اميركا.

وشملت حملة المقاطعة إصدار نشرة يومية توزع بالانترنت تتضمن اسماء المطاعم والشركات المرشحة للمقاطعة والتي يتم توزيعها في المدارس والمجمعات التجارية والمساجد بشكل شخصي ويتم تراسلها في قوائم البريد الالكتروني يومياً، وتتضمن هذه القوائم في بعض الاحيان شركات وطنية بالكامل ذات رأسمال سعودي بسبب اختيارها لاسماء تجارية غير عربية وتدرج ضمن قوائم المقاطعة بالرغم من عدم وجود اية ارتباطات لها مع شركات اجنبية.

وابلغ مسؤولي مراكز التسويق الكبرى في مدينة الرياض «الشرق الأوسط» ان المقاطعة تركزت على المشروبات الغازية والمأكولات والكماليات والاجهزة الكهربائية والعطور وادوات التجميل والملبوسات والسجائر الاميركية الصنع وكل ما له بديل غير اميركي.

وحافظت مبيعات السيارات وقطع الغيار واجهزة الحاسب الآلي على مستوى مبيعاتها المعتاد، الا ان مستخدمي منتديات الانترنت العربية اعلنوا مؤخراً عن بدء المقاطعة لمعالجات (انتل) بينتيوم 4 لكون الشركة المصنعة قد بدأت بتصنيع جزئية من هذا المعالج في اسرائيل، وانتقد المستهلكون تحرك الشركة في هذا الاتجاه لارتفاع كلفة اليد العاملة في اسرائيل مقارنة بها في شرق اسيا.

ولم تتوفر لدى وزارة التجارة في السعودية معلومات دقيقة حول آثار المقاطعة للبضائع الاميركية والاوروبية، غير ان التقديرات تشير الى ان الشركات الاميركية هي الاكثر تضرراً وبالتالي فان استمرار المقاطعة يعني المزيد من خسائر المصدرين الاميركيين خلال الفترات المقبلة.