الولايات المتحدة تبدأ تحركا لمواجهة دعوات خفض الإنتاج

مسؤول سعودي: من الضروري أن تخفض منظمة أوبك إنتاجها من النفط بواقع 1.5 مليون برميل يوميا

TT

قالت متحدثة باسم وزارة الطاقة الاميركية أمس ان الوزير بيل ريتشاردسون سيجتمع بالامين العام الجديد لاوبك علي رودريجيز في عطلة نهاية الاسبوع في فيينا ويحث اوبك على الا تخفض الانتاج. وتدعو السعودية الى ان تجري اوبك تخفيضات قوية للانتاج لمنع مزيد من الهبوط في اسعار النفط ومن المتوقع ان تسعي الى خفض الانتاج 1.5 مليون برميل يوميا حينما يلتقي وزراء المنظمة في فيينا في 17 من يناير (كانون الثاني) الحالي.

وقالت المتحدثة ان ريتشاردسون الذي يقول ان الاسواق العالمية تحتاج الى مزيد من امدادات النفط الخام سيبلغ رودريجيز ان مستويات مخزونات النفط ما زالت «منخفضة بشكل غير عادي». ويعتقد ريتشاردسون انه لا داعي الى خفض الانتاج.

وقالت المتحدثة ان الرسالة التي سينقلها ريتشاردسون الى رودريجيز هي ان «المخزونات بدأت تزيد ونحن نعتقد انه يجب ابقاء مستويات الانتاج على ما هي عليه حتى تصل المخزونات الي مستوياتها المعتادة». وكانت ادارة معلومات الطاقة الاميركية وهي الذراع الاحصائية لوزارة الطاقة حذرت الشهر الماضي قائلة انه يجب على اوبك ان تخفض انتاجها لمنع هبوط حاد لاسعار الخام.

الى ذلك انطلقت اسعار النفط مع بداية تعاملات العام الجديد في الاسواق الدولية مدفوعة ببيان قمة مجلس التعاون حيث حثت الدول الخليجية في البيان الختامي للقمة يوم الاحد الماضي في المنامة على العمل من اجل خفض انتاج اوبك من النفط ليظل قريبا من 25 دولارا للبرميل لسلة اوبك، وساهمت موجة برد قارس اجتاحت الولايات المتحدة اكبر مستهلك للنفط في العالم في تعزيز الاسعار.

وارتفع سعر مزيج برنت في اوائل المعاملات الاجلة في بورصة البترول الدولية بلندن امس متشجعة بانباء الطقس شديد البرودة في الولايات االمتحدة ودعوة منتجي النفط الخليجيين الى خفض انتاج اوبك.

وفي الساعة 16.40 ارتفع سعر برنت في عقود فبراير شباط 94 سنتا ليصل الى 24.29 دولار للبرميل ليواصل بذلك مكاسبه التي بدأت في اواخر معاملات الجمعة في بورصة نايمكس.

وصعد سعر الخام الخفيف الاميركي في عقود فبراير 32 سنتا الى 27.12 دولار في المعاملات على شبكة اكسيس للمعاملات الالكترونية ليعزز بذلك مكاسبه التي بلغت 95 سنتا يوم الجمعة في اخر جلسة تعامل في العام الماضي.

ولم تجر معاملات على السولار في عقود يناير (كانون الثاني) في بورصة البترول الدولية لكنه سجل عرضا بسعر 249 دولارا للطن بعد ان اغلق يوم الجمعة على 245 دولارا. ونقلت الوكالات قول مسؤول سعودي ان بلاده ترى ان من الضروري ان تخفض منظمة أوبك انتاجها من النفط بواقع 1.5 مليون برميل يوميا حتى يظل سعر الخام بالقرب من 25 دولارا للبرميل.

وفي تصريحات عقب قمة مجلس التعاون الخليجي في مطلع الاسبوع قال المسؤول «حصل وزراء الطاقة والبترول لدول مجلس التعاون الخليجي على تعليمات واضحة من رؤساء الدول لبذل كل ما هو ضروري لتحقيق السعر المستهدف وهو 25 دولارا لسلة أوبك». وأضاف المسؤول انه في ضوء المعلومات المتاحة اليوم «فنحن نعتقد ان التخفيض المطلوب لموازنة السوق في حدود 1.5 مليون برميل في اليوم».

وأربع من الدول الست الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي هي السعودية والامارات وقطر والكويت اعضاء في اوبك.

وانخفضت اسعار النفط بشدة منذ اكتوبر (تشرين الاول) عندما ارتفع سعر خام برنت الى 35 دولارا وهو يقترب الان من الحد الادنى لنطاق السعر الذي تفضله اوبك لسلة منتجاتها بين 22 و28 دولارا. ونزلت الاسعار بعد رفع امدادات اوبك في العام الماضي وظهر تأثير ذلك على بيانات المخزون العالمي لينخفض سعر خام برنت دون 23 دولارا وسلة خامات أوبك دون 22 دولارا. وبفضل البيان السعودي ارتفع سعر خام برنت امس 78 سنتا الى24.65 دولار للبرميل.

وخفض انتاج اوبك 1.5 مليون برميل يوميا يقلص حصص انتاج الدول العشر المشاركة في نظام حصص الانتاج بعد استثناء العراق 5.5 في المائة الى25.2 مليون برميل يوميا. وقال المسؤول «طبقا للبيانات المتاحة هذا هو المطلوب لموازنة العرض والطلب». وخفض بهذا الحجم يعني سحب اخر زيادتين في انتاج أوبك في عام 2000.

ورفعت المنظمة الانتاج 3.7 مليون برميل يوميا في العام الماضي من بينها زيادة 800 الف برميل في سبتمبر (ايلول) و500 الف برميل في نوفمبر (تشرين الثاني).

وفي الاسبوع الماضي قدرت اوبك ان امدادات الدول العشر تبلغ 26.5 مليون برميل يوميا وهو اقل نحو 200 الف برميل يوميا عن الحصة الرسمية البالغة 26.7 مليون برميل.

وفي الكويت، قال مصدر نفطي كويتي امس ان الكويت تريد ان تخفض منظمة أوبك انتاجها النفطي بما يتراوح بين 1.5 مليون ومليوني برميل في اليوم في الاجتماع الذي يعقده وزراء المنظمة يوم 17 يناير الجاري. وقال المصدر انه اذا لم يبدأ عمل الية ضبط الاسعار تلقائيا قبل اجتماع أوبك فان على المنظمة ان تخفض الانتاج بما لا يقل عن 1.5 مليون برميل في اليوم.

من جهة اخرى، قالت مصادر ملاحية امس ان عمليات شحن صادرات النفط العراقية توقفت في مرفأي التصدير المعتمدين لدى الامم المتحدة منذ 31 ديسمبر (كانون الاول) الماضي وان ناقلة واحدة راسية في ميناء البكر المطل على الخليج.

وقالت المصادر ان اخر ناقلة تم شحنها بالنفط الخام العراقي في مرفأ جيهان التركي المطل على البحر المتوسط ابحرت يوم 29 ديسمبر وانه لا توجد ناقلات اخرى بالمرفا تنتظر تحميلها.

وأضافت المصادر ان الناقلة استرو بيتا التي تنتظر منذ شهر هي الناقلة الوحيدة الراسية في ميناء البكر لكن المصادر قالت ان ناقلة اخرى في طريقها الى الميناء فيما يبدو. وكانت الصادرات العراقية توقفت تماما في بداية ديسمبر بسبب خلاف حول الاسعار مع الامم المتحدة ومطالبة بغداد للمشترين بدفع رسم اضافي خارج اتفاق النفط مقابل الغذاء المبرم مع الامم المتحدة.