الجزائر تفكر باعتماد السبت والأحد عطلة أسبوعية لتفادي خسارة خمسة ملايين دولار يوميا

TT

الجزائر ـ أ.ف.ب: بعد اكثر من عشرين عاما على اعتمادها العطلة الاسبوعية يومي الخميس والجمعة رغم ما يرافق ذلك من مساوئ اقتصادية، بدأت الجزائر تفكر في العودة الى اقرار نظام الراحة الاسبوعية يومي السبت والاحد. فهذا النظام الذي تم تبنيه في 1976 في ظل حكم الرئيس هواري بومدين وجعل العطلة الاسبوعية يومي الخميس والجمعة في اطار سياسة التعريب التي اعتمدها اظهر على ما يبدو قصوره.

فكثيرون هم الجزائريون الذين ينددون بهذا النظام الذي يضعهم على «هامش» عالم ينحو اكثر فاكثر نحو العولمة ويعتمد يومي السبت والاحد كعطلة اسبوعية باستثناء الدول العربية الاسلامية التي يعطل معظمها الجمعة لتمكين المسلمين من اداء صلاة الجمعة. ويبرر دعاة العودة الى «عطلة اسبوعية موحدة عالميا» دعواه بان «هذا النظام غير اقتصادي ويكبدنا خسائر جمة».

ويرون ان خيار العام 1976 «يعيق بشدة» اقتصادا ضعيفا اصلا يتجاوز فيه معدل البطالة 30 في المائة من اليد العاملة بحسب الارقام الرسمية. وفي الواقع تعاني الجزائر منذ 1994 من حالة تقشف قاسية فرضتها خطة الاصلاح التي اعدت تحت اشراف صندوق النقد الدولي والتي رمت بمئات آلاف العاملين في المؤسسات العامة في احضان البطالة. وقد وضعت هذه الخطة لاخراج البلد من نظام اقتصاد اشتراكي على النسق السوفياتي في الوقت الذي كادت تصل فيه الى عجز تام عن سداد المدفوعات. وقبل بضعة اشهر طالب اعضاء في المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي بالعودة الى اعتماد يومي السبت والاحد كعطلة اسبوعية. وقد تبنى هذا المطلب من جديد الاتحاد النقابي النافذ في البلاد، الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الذي سبق وحاول في 1996 العودة الى اعتماد العطلة الاسبوعية يومي السبت والاحد. ولا يتوانى الاتحاد النقابي عن التأكيد على مقولة «الوقت من ذهب في اقتصاد السوق».

وشدد الاتحاد العام للعمال الجزائريين في نشرته الرسمية الاخيرة «الثورة والعمل» على ان «ما يجب قوله بكل وضوح وشجاعة وصراحة هو ان يومي الخميس والجمعة يشكلان كارثة حقيقية، اقتصادية، مالية، تجارية وثقافية». واضاف ان «العمل والاتصال والتعاون والتعامل التجاري خلال ثلاثة ايام مع العالم الخارجي ثم الانزواء في المنزل خلال اربعة ايام اخرى ضرب من العته والجنون».

ولفت الاتحاد الى ان الخسائر الاقتصادية بسبب الاختلاف في توقيت العطلة الاسبوعية بين الجزائر وبقية انحاء العالم تتراوح بين مليون وخمسة ملايين دولار في اليوم وان التأخير في عمليات الشحن والتفريغ في مرفأ الجزائر العاصمة بسبب الفارق في التوقيت كلفت 500 مليون دولار في بعض السنوات. وتساءل في هذا السياق: هل من مصلحتنا استمرار هذه الكارثة؟

وفي تعليق على ذلك كتبت صحيفة «كوتيديان وهران» التي تعتبر من كبريات الصحف الجزائرية ان الجزائر باعتمادها اقتصاد السوق وتحرير تجارتها الخارجية «مع احتفاظها بالعطلة الاسبوعية يومي الخميس والجمعة تجد نفسها في وضع لا يتناسب البتة مع مصالحها». لكنها اشارت في الوقت نفسه الى ان وزير العمل والحماية الاجتماعية سلطاني بوجرة، احد الاعضاء الاسلاميين في الائتلاف الحكومي، سيعارض اي تغيير في هذا المجال.

الى ذلك قال محاسب يخوض بانتظام سباقا مع الساعة لتنفيذ تعاملاته مع «الخارج» ان «الحجة الدينية ذريعة باطلة لان هناك بلدانا اسلامية تعطل السبت والاحد بدءا من جيراننا في المغرب وتونس، ولا احد يجد عيبا في ذلك».