أزمة الطاقة في كاليفورنيا مشكلة قديمة وليست مرشحة للحل في برنامج الإدارة الجديدة

TT

لليوم الثالث على التوالي تعيش مدينة كاليفورنيا مشكلة انقطاع الكهرباء، على الرغم من الخطة الطارئة التي اعتمدها مجلس الشيوخ في ولاية كاليفورنيا لشراء وحدات طاقة كهربائية بقيمة 400 مليون دولار من السوق المفتوحة وتزويد الوحدات الانتاجية المختلفة بكلفة مخفضة والتي يعلق عليها مسؤولو الطاقة في الولاية أملاً كبيراً في تفادي حصول ازمة في يوم ثالث من الظلام الذي تغرق فيه الولاية الاكثر انتاجية وحضورا صناعيا في الولايات المتحدة الاميركية.

وكانت الولاية قد شهدت نقصاً مفاجئاً في امدادات الطاقة الكهربائية يوم الاربعاء الماضي تسبب في انقطاع الكهرباء عن 600 مليون مستهلك في وسط وشمال الولاية، وفي اليوم التالي عانت المدينة من انقطاع جزئي امتد لنصف يوم، وعمّ الظلام مناطق سان فرانسيسكو وساكرامنتو واجزاء من منطقة الشركات الكبيرة المسماة «سيليكون فالي».

وقد لجأ موظفو شركات كبيرة مشهورة مثل «هاولت بكارت كو» و«أبل كومبيوتر آي أن سي» الى استخدام اوراق واقلام لتمشية اعمالهم الكتابية على ضوء خافت، واقتصرت المطاعم على تقديم وجبات خفيفة متكونة من السلطات فقط، فيما عانت حركة المرور من فوضى حقيقية جراء تعطل الاشارات الضوئية المنظمة لحركة المرور، كما وزع اصحاب الفنادق في الولاية اجهزة اضاءة يدوية لانارة طرقهم داخل الفنادق، وعانى البعض من توقفات مفاجئة في بعض المصاعد فيما زاد الطلب على شراء الشموع بشكل لم يسبق له مثيل.

واوردت صحيفة الـ«هيرالد تريبيون» الدولية ان اصل المشكلة يعود بالاساس الى ان الولاية سبق ان خفضت اسعار الطاقة الكهربائية في الولاية ضمن خطة جديدة اعتمدتها لاعادة تنظيم خدماتها، لكن الطلب على الطاقة الكهربائية ازداد منذ ذلك الحين بشكل كبير لم يكن متوقعاً، وتضمنت الخطة بعض الثغرات التي تسمح لمجهزي الطاقة بزيادة اسعار الطاقة فوق المتوقع ولم يجد اصحاب الشركات التي توفر الخدمة مباشرة للمستهلك الامكانيات التكنولوجية التي تستطيع اعادة تسعيرة الوحدات الكهربائية المستخدمة من قبل المستهلكين.

واضافة الى ذلك فقد تسبب نقص الامطار والثلوج في تخفيض القدرة التشغيلية للمحطات الهيدروليكية في شمال غرب الباسيفيك، زاد عليه سوءاً نقص القدرة التشغيلية لمحطات الكهرباء الرئيسة في كاليفورنيا. ويتجه اللوم الان الى قصور خطة الولاية لعام 1996 والتي تسمح بتوفير الطاقة الكهربائية باسعار منخفضة للمستهلكين العاديين مما فسح المجال لهم باستخدامها بشكل مفرط وعدم توفيرها للشركات والمؤسسات الصناعية في الولاية بنفس المعدلات فيما استفادت من ذلك الشركات الوسيطة التي تبيع الكهرباء محققة ارباحاً خيالية، وهو امر اعترف به محافظ الولاية جراي ديفيس عندما قال «ان المشكلة قابلة للتفاقم بصورة اشد». ولم تنشئ الولاية خلال الاعوام العشرة الماضية اي محطة لانتاج الطاقة الكهربائية.

وفيما دعا الرئيس المنتخب جورج بوش الى اعتماد مصادر طاقة جديدة للولاية، أوضح وزير الطاقة في ادارته القادمة خلال جلسة التصويت في مجلس الشيوخ على تسميته للوزارة ان من السابق لاوانه القول ان الادارة القادمة ستكون قادرة على حل أزمة الطاقة في كاليفورنيا، فيما وصف وزير الخزانة القادم بول اونيل خطة اعادة تنظيم الطاقة ولاية كاليفورنيا بانها ضرب من الجنون بني على اعتقاد خاطئ بانهم يستطيعون التغلب على منطق القوانين الاقتصادية.