ولي العهد السعودي: على من فتنه بريق الغرب أو الشرق وهجر أمواله بحثا عن الربح السريع أن يقيم بعض رحاله على تراب وطنه

TT

عبر الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني عن سعادته لما يراه ويلمسه من مشاريع اقتصادية تظهر بين حين وآخر في بلاده والتي تعود للقطاع الخاص، وتمنى على رجال الاعمال السعوديين ان يتوسعوا في انشاء المشاريع الاقتصادية وتوظيف اموالهم في الداخل دعماً لاقتصاد الوطن، ومشدداً على ان من فتنه بريق الغرب او الشرق وهجر امواله بحثاً عن الربح السريع ان يقيم بعض رحاله على تراب وطنه، ومعتبراً انه لا خير في مال صاحبه ناكر لفضل الله عليه ثم فضل وطنه.

وقال في كلمة دونها في سجل «مدينة المملكة» السكنية بالرياض التي دشنها امس الاربعاء ضمن مشروعات أخرى: «يسعدنا افتتاح «مدينة المملكة» السكنية بالرياض، هذا المشروع الاقتصادي السكني، وأسال الله أن يجعله من مشاريع الخير والنماء لهذه البلاد وأهلها، ومما يزيد المرء سعادة وغبطة مايراه ويلمسه من المشاريع الاقتصادية التي تظهر بين حين وآخر في أنحاء وربوع هذه البلاد الغالية على أيدي أبناء الوطن. واني بهذه المناسبة أتمنى على رجال الاعمال من أبناء الوطن الغيورين الذين لا يألون جهداً في التنافس الاقتصادي الشريف أن يقوموا بالتوسع في انشاء المشاريع الاقتصادية اسهاماً منهم في توظيف أموالهم في بلادهم دعماً للاقتصاد الوطني ليعم الخير والبركة ويشمل الجميع، فالبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه. داعياً المولى عز وجل أن يبارك لنا في رجالنا وأموالنا وأرضنا وأهلها وأن ينعم علينا بالرخاء والامن في ظل عقيدتنا الاسلامية السمحاء».

وقال في كلمة دونها في سجل «مستشفى المملكة»: «لقد سعدت اليوم وانا افتتح «مستشفى المملكة» وسرني اكثر ان ارى هذه المساهمة الوطنية لرجل اعمال ناجح كالابن الوليد بن طلال تتحقق في وطنه وبين اهله متمنياً ان يحذو بعض من فتنهم بريق الغرب او الشرق وهجر امواله بحثاً عن الربح السريع ان يقيم بعض رحاله على تراب وطنه فلا خير في مال صاحبه ناكر لفضل الحق تعالى عليه، ثم فضل وطنه، هذا والله اسال ان يوفق جميع القائمين على هذا المشروع وغيره من المشاريع الوطنية». بعد ذلك قام الامير الوليد بن طلال بتسليم الامير عبد الله بن عبد العزيز ثلاثة دروع تذكارية للمستشفى والمدينة ومدارس المملكة، عقب ذلك قام ولي العهد بجولة داخل «مدارس المملكة» بدأها بالمدرسة الثانوية ثم تجول في اقسام المدرسة الاخرى واطلع على تجهيزاتها مستمعا الى شرح عن امكانات المدرسة وطرق التدريس فيها، وما تحتويه من حاسبات آلية ونظم جديدة في التعليم. بعد ذلك سجل ولي العهد الكلمة التالية في سجل الزيارات: «انه لمن دواعي سرورنا أن نفتتح اليوم «مدارس المملكة» الاهلية واضافة صرح من الصروح التعليمية ذات الصبغة التجارية التي تعكس ما وصلت اليه بلادنا من نهضة ورقي، كما تدل على ما يتمتع به رجال الاعمال والاقتصاد في بلادنا من حس وطني يظهر من خلال تسابقهم في انشاء المشاريع الاقتصادية الداعمة للاقتصاد الوطني والتي تعود بالفائدة والخير على الجميع.

وحضر مناسبة الافتتاح الامير مشعل بن عبد العزيز، والامير فهد بن مشاري بن جلوي، والامير عبد الاله بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف، والامير مقرن بن عبد العزيز امير منطقة المدينة المنورة، وعدد من الامراء والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.

وكان الامير عبد الله بن عبد العزيز قد رعى امس افتتاح ثلاثة مشاريع بمدينة الرياض هي، «مدينة المملكة»، و«مستشفى المملكة»، و«مدارس المملكة» والتي تعتبر من اكبر استثمارات رجل الاعمال الامير الوليد بن طلال رئيس مجلس ادارة «شركة المملكة القابضة» التي قامت بالتعاون مع عدد من رجال الاعمال السعوديين باستثمار اكثر من 1.7 مليار ريال (453 مليون دولار) في انشاء وتطوير اربعة مشاريع في حي الربيع (من الاحياء الجديدة في شمال الرياض)، وتغطي هذه المشاريع مجالات الصحة والاسكان والتعليم لتكون بذلك نواة لارقى احياء العاصمة السعودية.

ويعد «مستشفى المملكة» من احدث المستشفيات الخاصة بالسعودية واكثرها تطوراً من خلال تبنيه لاحدث الطرق الاكلينيكية المعمول بها في الولايات المتحدة الاميركية واوروبا، وقد بلغت تكلفته الاجمالية 400 مليون ريال (106 ملايين دولار) ويعمل بطاقة استيعابية مقدارها 170 سريراً.

وتتولى شركة «آلايد ميديكال» العالمية (احدى الشركات المعروفة في مجال التشغيل الطبي منذ 25 عاماً) تشغيل وادارة المستشفى التي ترتبط باتفاقيات تعاون مع اشهر المراكز الطبية في العالم لتبادل الخبرات الطبية والاستشارية.

وعلى صعيد التجهيزات الطبية والتقنية جهز «مستشفى المملكة» مختلف اقسامه باحدث التقنيات والمعدات الطبية الرقمية المتعددة الوظائف والتي تستخدم لاول مرة على مستوى القطاع الطبي الخاص وعلى نحو يماثل ما توفره المراكز الطبية العالمية من اجهزة ومعدات، منها جهاز التصوير الطيفي الفائق السرعة وهو احدث اجهزة التصوير الطبقي في العالم والذي يتميز بقدرته على تكوين صورة ثلاثية الابعاد للاوعية الدموية والعظام والمفاصل.

كما يحتوي المستشفى على جهاز الرنين المغناطيسي المستخدم لعمل فحوصات الاوعية الدموية، والجهاز العصبي وتشخيص حالات الجلطة الدماغية، اضافة الى جهاز التصوير بالاشعة فوق الصوتية المعد للتصوير ثلاثي الابعاد لمراحل تطور الجنين، وجهاز الماموغرافي للتشخيص الدقيق لامراض الثدي، وجهاز رقمي للكشف المبكر عن السرطان، وجهاز قياس كثافة العظام.

وتمكن «مستشفى المملكة» من تهيئة شبكة معلوماتية مزودة باحدث النظم والبرامج الالكترونية التي تتيح بناء ملف طبي الكتروني للمريض يعد الاول من نوعه في السعودية، ويعتمد على إجراء الميكنة الكاملة دون الاستخدام الورقي التقليدي، كما انه يقدم خدمات علاجية متخصصة وشاملة عبر كوادر استشارية عالمية وصولاً الى اقصى معايير التشخيص الدقيق والنتائج العلاجية الفاعلة باقصر فترة زمنية ودون مضاعفات مستقبلية.

ويشمل الفريق الطبي اخصائيين في مختلف الاختصاصات كالجراحة العامة، والباطنية، والنساء، والولادة، وأطباء العائلة، والعلاج الطبيعي والمهني، واطباء التخدير، والعناية المركزية، والمخ والاعصاب، والطوارئ، بالاضافة الى طاقم جراحي متخصص في اكثر من 19 تخصصاً.

اما بالنسبة لـ«مدينة المملكة» والمعززة بكافة الخدمات التي تنافس الموجودة في المجمعات السكنية الاخرى، كالمرافق الترويحية، والرياضية، ومراكز التسوق، والمطاعم، وصالونات التجميل، ومراكز رجال الاعمال، فيما تمثل الشقق والفلل في هذه المدينة العصرية (330 وحدة) صورة عن التراث المعماري ممزوجاً بعناصر الراحة والرفاهية، والمكيفة بشكل مركزي، اضافة الى توفيرها لعشرات القنوات التلفزيونية، والخصوصية عبر المداخل المستقلة، والسكن المستقل للخادمة وآخر للسائق، والحدائق الخاصة المستقلة لكل منزل.

وتوفر المدينة مختلف المرافق الرياضية المناسبة لكافة الاعمار، حيث انها تحتوي على ملاعب لكرة السلة، الاسكواش، كرة المضرب، كرة القدم، السباحة للصغار والكبار، البولنج، الى جانب الالعاب الترفيهية كطاولات البلياردو، وتنس الطاولة، كما تنتشر ملاعب الاطفال بين الوحدات السكنية.

فيما جاء انشاء «مدارس المملكة» التي تستوعب 4 الاف طالب وطالبة بدءاً من مرحلة الروضة والتمهيدي وانتهاء بالمرحلة الثانوية، لتلبية الحاجة الملحة لايجاد مدرسة قادرة على تنشئة جيل متمكن علمياً وفكرياً ومسلح بالقدرة الكبيرة على التحليل العلمي، والاقبال للتعلم الذاتي مع التمكن من استخدام اللغة الانجليزية بطلاقة وتطويع التقنية المعلوماتية في مجال التعليم والبحوث وفق إطار تربوي حديث يعتمد على الدين الاسلامي اساساً له.