يقدر المسؤولون ان عبئا ماليا هائلا سيقع على دافعي الضرائب بكاليفورنيا، اذ من المحتمل ان تدفع الولاية 5.4 مليار دولار، خلال التسعين يوما القادمة لتفادي انقطاع الكهرباء الذي اثار موجة من الغضب بالولاية. ويحذر بعض المسؤولين من ان مبلغ الـ400 مليون دولار التي خصصها الحاكم غراي ديفيس، يوم الجمعة، لانقاذ المؤسسات المحتاجة الى المال، لن يكفي لاكثر من اسبوع واحد، بأسعار الجملة السائدة حاليا.
وإذا اخفقت المناقصة غير العادية في الكهرباء، التي تقيمها الولاية في تخفيض الاسعار، فإن الولاية مرشحة لمزيد من التورط في فوضى السوق في مجال الكهرباء، بصورة ربما تؤدي الى افلاس اكبر شركتين بالولاية «إديسون»، في كاليفورنيا الجنوبية، و«الباسيفيكية للغاز والكهرباء».
وصرح روبرت جونسون، خبير استراتيجيات سوق الكهرباء، بشعبة الموارد المائية بكاليفورنيا المكلفة بشراء الكهرباء قائلا: «بدون التوصل الى حل المدى الطويل، يمكن للولاية ان «تحرق» خمسة مليارات دولار في ثلاثة اشهر. هذا هو نوع الارقام التي يجب ان نتوقعها في اسوأ الحالات، خاصة ونحن المشترون في نهاية المطاف».
وفي مقابلة مع صحيفة «لوس انجليس تايمز»، دافع الحاكم غراي ديفيس، عن خطته المدعومة بالقانون، لانفاق موارد الولاية لتخفيض حمى الاسواق ـ وهي موارد يعترف حتى مشرعو الولاية بأنها ربما لا ترد مطلقا بواسطة المرافق التي تحاول انقاذها الآن.
وقال في تلك المقابلة: «هذا وضع طارئ. عندما تتصدى لاطفاء الحريق لا يقول الناس: هل سنسترد اموالنا؟ لن يقولوا. اذا لم تكن هناك ضمانات باسترداد اموالنا فإننا لن نحاول اطفاء الحريق!» وردد الحاكم في نفس الوقت، وعده بألا يرفع اسعار الكهرباء للجمهور، وطلب من الجميع ان يثقوا بقيادته. وواصل قائلا: «اعلم انني اطالبكم بقبول ذلك على اساس الثقة. سنقوم بحل هذه المشكلة خلال 30 يوما تقريبا.. ربما تحدث اشياء لم تكن بالحسبان، وهناك اشياء كثيرة خارج ارادتنا. ولكننا سنتغلب على كل مشكلة تواجهنا».
ومن ضمن التطورات الاخرى التي حدثت يوم الجمعة:
ـ اللجنة المشرفة على السوق الرئيسي للكهرباء بكاليفورنيا اعلنت انها ستستغني عن 15% من قوتها العاملة، وانها ربما تختفي من الوجود خلال بضعة اشهر. وأكبر عميلتين لهيئة الكهرباء وهما إديسون والباسيفيكية، توقفتا عن العمل بسبب الديون الضخمة. ويحوِّم فوق رقبة الهيئة، التي كانت تتحكم في يوم من الايام في 90% من الكهرباء المستهلكة بكاليفورنيا، سيف الافلاس.
ـ يحذر المختصون في تقييم الديون، انهم ربما يخفضون اسهم كاليفورنيا من AA الى A وذلك بفعل الشكوك حول امكانية توصل الولاية الى حلول طويلة المدى لأزمة الكهرباء. ولكن امين خزانة كاليفورنيا، فيل انجلايديس، يقول ان التخفيض غير وارد، خاصة ان الولاية تملك فوئض مالية تقدر بـ10 مليارات دولار، فضلا عن انه واثق ان القانونيين سيجدون حلا في النهاية.
ـ امرت لجنة المرافق العامة بالولاية، شركتي اديسون والباسيفيك، بالاستمرار بتقديم الخدمات الكهربية لـ25 مليونا من اهل كاليفورنيا. وتعلن الشركتان انهما لا تنويان قطع الخدمات عن اي شخص. ولكن الامر الذي صدر عن اجتماع طارئ للجنة، رفع درجة التوتر بين سكرامنتو وصناعة الكهرباء. وقد سمى المدير التنفيذي لاديسون انترناشونال، جون برايسون، هذا الامر «عملا سياسيا، واساءة للمستخدمين».
وقال المدعي العام بيل لوكيير انه سيحاول ايقاف خطط الباسيفيكية لحماية بعض الموجودات التي لا تملكها في حالة اعلانها الافلاس. وقد تلقت الشركة قبل اسبوع اذنا من الهيئة الفدرالية لتنظيم الطاقة بحماية تلك الموجودات، وقد تقدمت الولاية، يوم الجمعة، باستئناف لدى هيئة تنظيم الطاقة لالغاء قرارها ذلك.
وختم لوكيير تصريحاته قائلا: «في خضم كل هذا اللغط حول الافلاس، اصابنا القلق من ان الباسيفيكية ربما استخدمت اساليب سرية في حماية تلك الموجودات».
* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»