«دايملر ـ كرايسلر» تستعد لكشف خطة تاريخية لإعادة الهيكلة

TT

شتوتغارت ـ (المانيا): ا.ف.ب: من المتوقع ان تعلن المجموعة الالمانية الاميركية العملاقة لصناعة السيارات «دايملر ـ كرايسلر» بعد غد خطة تاريخية لاعادة هيكلة الشركتين الرائدتين اللتين تواجهان عجزاً مالياً في امبراطوريتها، وهما «ميتسوبيشي موتورز» و«كرايسلر»، ولكن الخبراء لا يزالون ينتظرون ايضا صدور بعض التوقعات حول نتائج عمل المجموعة.

وبمناسبة مؤتمرها الصحافي التي ستعلن فيه بيانا بحصيلة أعمالها، ستقوم الشركة المصنعة للسيارات بتحديد الموعد الذي سيبدأ فيه فرعها الاميركي الذي تجاوز الخط الاحمر ماليا في الفصل الثالث من العام 2000، تسجيل الارباح على حد رأيها، كما اعلن متحدث باسمها أول من امس. ويعتقد عدد من المحللين ان المجموعة تراهن على العام 2002.

واشار بيتر ووريل، المحلل في «بايريتش لاندسبنك»، ان «الاسواق تريد معرفة المبلغ الذي ستتكلفه المجموعة لتنفيذ خطة اعادة الهيكلة والوقت الذي ستستغرقه»، طالما باتت الاجراءات الاساسية لاعادة النهوض معروفة وهي الغاء 20 في المائة من الوظائف واغلاق ستة مواقع للتصنيع.

وهكذا قد يكون بامكان «دايملر ـ كرايسلر» ان تعلن تخصيص اعتماد تتراوح قيمته ما بين مليار الى ثلاثة مليارات يورو للعام 2001، مخصص لتغطية كل اوجه الازمة على غرار ما فعلته شركة «بي ام دبليو» تقريبا مع شركة «روفر»، على حد ما اوضح ووريل.

وقد واجه سهم المجموعة في الاسابيع الاخيرة مضاربات المستثمرين الذين يخشون ان تفرض النقابات الاميركية على المجموعة دفع ثمن باهظ في مقابل الغائها الوظائف في شركة «كرايسلر».

ويتوقع الخبراء ايضا الاطلاع على المزيد لجهة العامل الاخر المثير للقلق في استراتيجية رئيس «دايملر ـ كرايسلر» الطموح، يورغن شريمب: شركة «ميتسوبيشي موتورز» اليابانية التي تستحوذ الشركة الالمانية الاميركية على منصب نائب الرئيس فيها وتملك 34 في المائة من رأسمالها.

واعتبرت صحيفة «فيرتسشافتووش» الاقتصادية الالمانية الاسبوعية ان «اعادة النهوض بشركة كرايسلر مسألة تتطلب من الجد والعمل اكثر مما هو متوقع. وسيقوم رئيس المجموعة بالتعويض عن ذلك عبر الاسراع في خطة انهاض ميتسوبيشي».

وترى صحيفة «جابان انداستريال جورنال» اليابانية اليومية انه سيتم الاعلان بعد غد عن برنامج من ثلاثة اعوام يقضي بالغاء 15في المائة من الوظائف في الشركة التي تحتل المرتبة الرابعة في صناعة السيارات في اليابان. وقد يتم الاعلان عنه من طوكيو وليس من شتوتغارت.

وتبقى الاشارة الى ان «دايملر ـ كرايسلر» ستفقد القدرة على التوفير الذي تهدف اليه من وراء اعادة تنظيم شاملة، وذلك بعد تخفيض قدرات «ميتسوبيشي» من جهة وقدرات «كرايسلر» من جهة ثانية.

ويعتبر ذلك امراً عاجلاً الى حد ان المحللين يتساءلون حول النتائج المحققة للمجموعة في العام 2001 التي تجاوزت الخط الاحمر ماليا في الفصل الرابع من العام2000 وهي في مرحلة ما قبل بلوغ عتبة الطوارئ.

والسؤال المطروح هو، بحسب الخبراء، معرفة ما اذا كان تطوير وسائل التعاون غير ممكن الا بين تلميذين فاشلين ومن نسق متقارب، او ما اذا كان من الضروري ايضا توريط مرسيدس وتعريض صورتها للتشويه.

ولم تتوقف مجموعة «دايملر ـ كرايسلر» حتى الان عن تأكيد رغبتها بعدم توريط «النجمة» التاريخية لـ«مرسيدس» في فشل الداخلين الجدد.

وهكذا وصف متحدث باسم المجموعة معلومات صحافية مفادها ان المجموعة ستعمم استخدام محرك «مرسيدس» على سيارات «كرايسلر»، بانها «محض تكهنات».

ولا بد مع ذلك من الملاحظة ان المجموعة ضاعفت الاستثناءات بوجه تفاقم ازمة الفرع الاميركي منذ عملية دمج «دايملر ـ كرايسلر» مع «كرايسلر» في 1998.

وكانت توقعت تجهيز طراز كرايسلر «بي تي كروزر» بمحرك «مرسيدس». وفي الخريف الماضي، اعلنت استثمار 523 مليون يورو في الولايات المتحدة للتمكن من تجهيز طرازات «كرايسلر» بعلبة تغيير أوتوماتيكية للسرعة الخاصة بـ«مرسيدس».

ولتنسيق كل هذا، ستعمد المجموعة من جهة اخرى الى تنظيم ادارتها وايجاد «لجنة لرقابة السيارة» ستشرف على مختلف الطرازات التي تحمل اسمها، بحسب «فاينانشال تايمز».