بوش يدعو الكونجرس والأميركيين إلى دعم سياسته الضريبية لإنهاض الاقتصاد

TT

واشنطن ـ رويترز: دعا الرئيس الاميركي جورج بوش أول من امس الكونجرس المنقسم على نفسه والاميركيين المترددين الى دعم سياسته لخفض الضرائب بشكل كبير، الامر الذي سيشكل الركيزة الاساسية في موازنته بهدف اعادة اطلاق اقتصاد بدأ يعاني من بعض الاهتزاز.

كما بدأ الرئيس الاميركي بوش أمس جولة تستمر يومين في عدد من الولايات الاميركية للترويج لخطة خفض الضرائب بهدف دعم النمو الاقتصادي المتباطئ.

وقال معاونون للرئيس ان الاختيار وقع على ولايات ايوا وجورجيا واركنسو وبنسلفانيا لدعم تأييد الجمهوريين للخطة التي كشف الرئيس عنها أول من امس وزيادة الضغط على المعارضين لها من الديمقراطيين.

وقال بوش في أول خطاب يلقيه أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونجرس أول من امس ان «تخفيف الاعباء الضريبية خطوة سليمة وملحة». واستغرق خطاب بوش 49 دقيقة قاطعه خلالها تصفيق اعضاء الكونجرس والحاضرين 90 مرة تقريبا.

واستغل بوش الخطاب لتوضيح ما ينوي عمله بفائض الميزانية البالغ 5.6 تريليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة واقتراح اولوياته الرئيسية لميزانية السنة المالية 2002 التي يبلغ حجمها 1.9 تريليون دولار والتي قدمها رسميا للكونجرس أمس.

واصر على ان الوقت حان لتقييد الزيادة السنوية في الانفاق الحكومي لتصبح اربعة في المائة الى 660.7 مليار دولار في السنة المالية 2002 ، بدلا من نسبة الثمانية في المائة التي طبقت العام الماضي مع زيادة مخصصات المجالات الرئيسية مثل التعليم والبحث العلمي والرعاية الطبية.

واوضح انه سيسدد مبلغ تريليوني دولار من الدين القومي البالغ 3.4 تريليون دولار ويبدأ برنامجا يستمر عشر سنوات لخفض الضرائب بما قيمته 1.6 تريليون دولار.

وقوبل بوش بعاصفة من الهتاف من الجمهوريين عندما قال «كان يتم تحصيل مبالغ اكبر مما ينبغي من الشعب الاميركي، وانا هنا بالنيابة عن الشعب اطلب رد المبالغ الزائدة». وسارع ديمقراطيون بانتقاد الخطة قائلين انها في صالح الاثرياء وانها ستستنفد اموالا تحتاج اليها برامج حكومية مهمة.

وقال السيناتور توم داشل زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ ان الخطة ستستهلك كل الفائض تقريبا على حساب برامج الرعاية الصحية والتعليم والدفاع اولويات أخرى مهمة.

واظهرت استطلاعات للرأي ان الاميركيين رحبوا ترحيبا فاترا بالخطة وانهم يفضلون تخصيص الاموال لاحتياجات حيوية مثل التعليم والرعاية الصحية.

ولكن بوش اصر على انه سيمول هذه البرامج ويخفض الضرائب في آن واحد.

واضاف بوش انه سينشئ صندوقا للطوارئ حجمه تريليون دولار لزيادة الانفاق الدفاعي اذا اقتضت الضرورة او تخصيص جانب من امواله للمزارعين أو لاصلاح برامج الرعاية الصحية.

واظهرت الوثائق ايضا انه مع توقع نمو الاقتصاد الاميركي على المدى الطويل بمتوسط قدره 3.1 في المائة، فان ميزانية بوش تقترح دفع ما يصل الى تريليون دولار من الدين العام على مدى اربع سنوات ونحو تريليوني دولار على مدى عشر سنوات من الدين العام البالغ اكثر من ثلاثة تريليونات دولار.

وتظهر الوثائق ان نحو ثلثي الانفاق الاتحادي السنوي مخصص للبرامج الاستحقاقية مثل الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية ودفع تكاليف فائدة الدين. والباقي وقدره نحو 660 مليار دولار مخصص لبرامج اتحادية يتعين ان يوافق عليها الكونجرس والرئيس كل عام.

كما تظهر الوثائق انه في ما يتعلق بالخطة التي تتضمن تخفيضات ضريبية قدرها 1.6 تريليون دولار على مدى عشر سنوات، فان بوش سيخفض ميزانيات بضع وزارات في السنة المالية 2002. وستكون اكبر التخفيضات في وزارات الزراعة والطاقة والنقل والعدل.