تونس تتجه لإنشاء مجمع بتروكيماوي بكلفة 250 مليون دولار

TT

وصلت المناقشات المتعلقة بانشاء مصفاة جديدة لتكرير النفط في منطقة الصخيرة جنوب تونس الى مرحلة متقدمة بين السلطات التونسية ومجموعة من المستثمرين ويتوقع ان تبدأ عملية البناء منتصف عام 2001.

وقال مصدر مطلع لـ «الشرق الأوسط» امس ان الطاقة الانتاجية لهذه المصفاة تقدر بأربعين الف برميل يوميا اي بحدود المليوني طن سنويا، حيث يتوقع ان تستوعب السوق التونسية اغلب الكمية المنتجة. وتقدر كلفة انشاء المصفاة 250 مليون دولار اميركي ومن المرتقب بدء العمل بتشغيلها نهاية عام 2003 في المنطقة الحرة داخل الميناء النفطي لمدينة الصخيرة التي تبعد حوالي 280 كلم جنوب العاصمة التونسية. وتزيد مساحة الميناء النفطي على 1400 هكتار مربع حيث يضم شبكة انابيب النفط التابعة لشركة ترابسا المرتبطة بالحقول الجزائرية والتونسية وهي ذات الشبكة التي تبعد حوالي 60 كلم عن حقول غدامس الليبية، حيث تردد اخيرا ان مباحثات جدية تجري بين القطاعات المختصة في كل من ليبيا وتونس لربط شبكة انابيب ترابسا مع حقل غدامس الليبي.

كما يضم الميناء النفطي ايضا معملا لانتاج الفوسفات وحاويات للنفط الخام والمشتقات الاخرى تابعين لشركة باكتانغ في الاصل والتي عملت على شرائها الشركة الوطنية للنفط ايتاب مؤسسة الانشطة البترولي. واضاف «ان المصفاة الحديثة المنوي انشاؤها تكملة لمصفاة بنزرت الحكومية القديمة العهد والتي يقدر انتاجها بـ 1.75 مليون طن سنويا في الوقت الذي تستهلك السوق التونسية حوالي 3.5 مليون طن مع زيادة سنوية تقدر بـ 6 في المائة اساسها حركة النمو التي تعرفها تونس منذ عام 1987.

كما تكمن اهمية انشاء مصفاة الصخيرة كونها تفتح المجال امام اطلاق دراسة واسعة تهدف الى انشاء اكبر مجمع للبتروكيماويات في حوض البحر المتوسط، حيث تتميز تونس بقربها من دولتين نفطيتين، هما الجزائر وليبيا، وباحتوائها مشاريع للغاز الطبيعي اكبرها مشروع بريتش غاز الذي تقدر استثماراته في خليج صفاقس بحوالي 600 مليون دولار، كما تتميز تونس بتصنيف مميز للجدارة المالية الذي منحتها اياه كبرى الشركات المالية الاميركية ستاندرد اند بورز، اضافة الى تبوؤ تونس المقام الاول بين الدول النامية التي وقعت عقد شراكة مع اوروبا مما يسهل عملية توريد المنتجات البتروكيماوية الى داخل القارة الاوروبية.