البنوك الأردنية تشهد ازدحاما كبيرا من العملاء لمواجهة عطلة عيد الأضحى

TT

شهدت قاعات البنوك الاردنية اكتظاظا كبيرا بالمراجعين لسحب الاموال والرواتب الشهرية لمواجهة حاجات عطلة عيد الاضحى التي تمتد تسعة ايام وتركز الطلب على الدينار لتلبية نفقات العيد.. وقال مدير فرع احد البنوك: بالكاد نستطيع انجاز المعاملات لشدة الازدحام الذي شمل كافة البنوك. وأبدى اقتصاديون انتقادات لامتداد العطلة الرسمية الى تسعة ايام في بلد يعاني اقتصاده من التباطؤ وقالوا نحن بحاجة لعمل اكثر وليس لعطلة تمتد الى تسعة ايام تعطل خلالها الدوائر والمؤسسات الحكومية والشركات المالية والمصارف.

وفي نفس السياق تشهد السوق التجارية نشاطا ملموسا استعدادا للعيد حيث تحسن اداء السوق التي تعاني ركودا عميقا معظم اشهر السنة جراء نقص السيولة وتدني قدرة الاردنيين على تلبية حاجاتهم جراء الغلاء المتراكم والضرائب التي تفرضها الحكومة الاردنية في اطار سياسات التصحيح الاقتصادي التي تنفذ منذ عشر سنوات.

ويؤكد تجار ان السوق هذا الموسم اقل نشاطا من الموسم السابق وذلك لاعادة تركيب السلع والخدمات الاساسية بحيث يتم توجيه الجزء الاكبر من الدخل للمواد الغذائية والخدمات الصحية والتعليمية فيما تراجع الانفاق على الملابس والسلع الكمالية وهي سمة واضحة في السوق الاردنية منذ ثلاث سنوات.

وبالرغم من حفز البنك المركزي الاردني للجهاز المصرفي لخفض اسعار الفائدة والتوسع في منح الائتمان لتشجيع الطلب في الاقتصاد الاردني الا ان هذه الاجراءات النقدية رغم اهميتها لم تفلح حتى الان في تنشيط السوق التجارية والاستثمارات في مختلف القطاعات.

وابلغ مصدر نقدي رفيع المستوى ان عدم اتخاذ القرار النقدي المناسب في الوقت المناسب قد لا يؤتي ثماره، فالسياسة النقدية السابقة التي نفذها الاردن والتي اتسمت بالتشدد والعمل وفق هياكل مرتفعة لاسعار الفائدة ادت الى ارهاق القطاعات التجارية حيث رفعت هذه السياسة تكاليف الاموال بصورة غير مسبوقة مما شجع ميل المستهلكين نحو الادخار والايداعات المصرفية بعيدا عن الاستهلاك والاستثمار في مختلف القطاعات وبخاصة قطاع الصناعات التحويلية الذي شهد تراجعا كبيرا.

وتشير كافة المؤشرات الى ان فرض ضرائب اضافية بخاصة ضريبة القيمة المضافة وزيادة بعض الرسوم قد ادى الى تحييد الاثار الايجابية لخفض هياكل اسعار الفائدة المصرفية واستمر الركود مسيطرا على السوق التجارية الاردنية برغم بعض الانعكاسات الايجابية على الاستثمارات الاجنبة التي ارتفعت العام الماضي لاكثر من 800 مليون دينار.

ويأمل التجار ومقدمو الخدمات في السوق الاردنية ان تساهم عطلة العيد في تحسين تشغيل هذه السوق وكذلك تنشيط السياحة الداخلية بعد التراجع الكبير الذي شهده قطاع السياحة الاردني حيث حفلت السوق بعروض سياحية مخفضة الاسعار في مناطق الجذب السياحي في العاصمة والمحافظات الاخرى بخاصة منطقة العقبة ووادي موسى.