حذر خبير مصرفي سعودي من هجرة رؤوس أموال ضخمة لاستثمارها في الخارج، نتيجة لتدهور الثقة في سوق الأسهم السعودية.
وقال الخبير المصرفي مطشر بن طراد المرشد، نائب رئيس الخزينة بالبنك السعودي البريطاني، ان أحداث صفقة أسهم شركة الأسمدة (سافكو) التابعة لسابك، وقيام مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) بدورها بكل حزم وإصرار وقرارها الحجر على مبالغ الصفقات المشكوك يحمي حقوق جميع الأطراف المتعاملة بسوق الأسهم المحلية، ويساعد على جعل السوق السعودي يتمتع بدرجة عالية من الشفافية، مما يعزز ثقة المتعاملين بالأسهم المحلية من مواطنين وصناديق استثمار، وكذلك إزالة الخوف والتردد من أذهان المستثمرين الدوليين في حالة فتح السوق لهم بغرض دعم برامج التخصيص.
ونوه المرشد إلى أن السبب وراء الاهتمام الكبير من قبل المواطنين بقرار مؤسسة النقد الأخير يعكس مدى تدهور الثقة في سوق الأسهم السعودية، وينذر هذا بأن هناك ضغوطاً وخسائر يتعرض لها العديد من المتعاملين، مبيناً أن الكثيرين يتفقون أن أوضاع السوق الحالية أدت إلى هجرة رؤوس أموال ضخمة يتم استثمارها في الخارج من قبل مواطنين. وكما لوحظ اخيرا فان السعي وراء الربح السريع والمخاطرة غير المدروسة أدىا إلى ضياع اكثر من 250 مليون ريال في منطقة الاحساء وحدها.
ورأى الخبير المصرفي السعودي أنه للحد من المخاطر والخسائر التي يتعرض لها رأس المال الوطني، يجب تفعيل دور الجهات الإشرافية والرقابية، وتكثيف الندوات واللقاءات المختصة لرفع كفاءات المستثمر الوطني، والكشف عن مستوى المخاطر لبعض الأدوات الاستثمارية، بالإضافة إلى وضع ضوابط تنظيمية تجعل من الصعب على شركات وسماسرة إدارة الأموال من استغلال عدم إلمام المواطنين بمخاطرة الأدوات الاستثمارية وعلى رأسها أسواق الأسهم، وأخيراً التشديد على مراجعة مؤهلات ومصداقية جميع الجهات التي تسوق أدوات استثمارية. وقال المرشد ان حركة الأسواق تعتمد على عدة عوامل معقدة وتتطلب جهداً كبيراً يجب علينا تحذير المواطنين وتفعيل دور الجهات الرقابية والتثقيفية لحماية رأس المال الوطني خاصة ان هناك العديد من المواطنين الذين تعرضوا لخسائر فادحة بسبب دخولهم في استثمارات عالية الخطورة تقوم بتسويقها جهات محلية وخارجية، وعادة ما يرسم السماسرة صورة مبسطة لهذه الاستثمارات المعقدة بدون الكشف عن مكامن المخاطرة بها، وذلك لجذب اكبر قدر من رأس المال، وساعد على تفاقم الخسائر الاندفاع الشديد إلى المستثمر المحلي خلف تحقيق أرباح سريعة من خلال التسهيلات التي تقدمها مؤسسات الاستثمار للمتعاملين.