5 آلاف شركة في فعاليات «بورصة السياحة الدولية الخامسة والثلاثون»

TT

كانت العاصمة الالمانية الاتحادية، خلال الفترة الواقعة ما بين الثالث والثامن من شهر مارس (آذار) 2001، وللمرة الخامسة والثلاثين، نقطة التقاء لأنشطة السياحة الدولية في العالم، وذلك بمناسبة اقامة «بورصة السياحة الدولية» التي سجلت ارقاما قياسية في عدد الدول والمؤسسات والشركات السياحية ومكاتب السفر والسياحة ووكالات الفنادق والرحلات الجوية والبرية والبحرية وهيئات الخدمات السياحية المختلفة، اذ زاد عدد هذه المؤسسات والشركات والهيئات التي شاركت في هذا المعرض، الذي يعتبر الأكبر من نوعه في العالم، على 10 آلاف مؤسسة وهيئة تمثل حوالي 180 دولة من دول العالم، بينها 17 دولة عربية هي: المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ودولة قطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان، واليمن وسورية ولبنان والاردن ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وفلسطين.

وقد اقامت الدول العربية هذا العام اجنحة كبيرة، عرضت فيها نماذج من عروضها السياحية ومعلومات ونشرات حول الامكانيات السياحية المتوفرة لديها، وتطور الاستثمارات السياحية فيها وتشجيع المسؤولين فيها على تطوير المرافق العامة والخدمات السياحية بهدف اجتذاب مزيد من السياح العرب والاجانب، وخاصة من دول الاتحاد الاوروبي وفي مقدمتها المانيا، التي تعتبر اكبر مستودع سياحي في العالم، نظرا الى الاعداد الكبيرة من الالمان التي تزور بلاد العالم، وتنفق فيها مليارات الماركات الالمانية. وتشير المعلومات التي نشرت في اطار بورصة السياحة الدولية في برلين، هذا العام، الى ان قطاع السياحة الالماني يتوقع زيادة ملحوظة في هذا القطاع الاقتصادي المهم خلال عام 2001 الحالي، يزيد على 5% عما كان عليه في عام 2000، بحيث يصل رقم اعماله الى ما لا يقل عن 60 مليار مارك الماني، وهو رقم قياسي لم يعرفه من قبل.

وقد اشار كلاوس ليبل، رئيس اتحاد مكاتب السفر ومؤسسات السياحة الالماني الى ان قطاع السفر والسياحة سوف يستمر في متابعة ازدهاره خلال الفترة القادمة. فخلال الموسم السياحي 1999/2000 سجل هذا القطاع زيادة كبيرة بلغت نحو 7%، على الرغم من ارتفاع سعر صرف الدولار الاميركي مقابل المارك الالماني، وكذلك ارتفاع سعر مصادر الطاقة وخاصة وقود السيارات والطائرات. وبلغ رقم اعمال مؤسسات السفر والسياحة الالمانية خلال الموسم المذكور حوالي 56 مليار مارك الماني، او ما يعادل 25 مليار دولار اميركي تقريبا.

وأضافت هذه المعلومات ان قطاع السفر والسياحة الالمانية قد تلاءم خلال العام الماضي مع الخط الذي سار عليه مستوى السياحة في العالم. وقد اعلنت منظمة السياحة العالمية خلال انعقادها في العاصمة الاسبانية مدريد في شهر يناير (كانون الثاني) من العام الحالي 2001، توقعاتها حول انتعاش الاقتصاد السياحي العالمي خلال العام الحالي، وارتفاع معدله بنسبه 7% بحيث يسجل رقما قياسيا يصل الى نحو 476 مليار دولار اميركي تقريبا.

وما زالت المجموعات السياحية والرحلات الجماعية التي تشمل السفر والاقامة في الفنادق والطعام والشراب، المحرك الرئيسي لقطاع الاقتصاد السياحي الالماني، اذ وصل رقم اعمالها خلال العام الماضي 2000 الى حوالي 38 مليار مارك الماني، او ما يعادل نصف مردود السياحة الالمانية بشكل عام، من المتوقع زيادته خلال العام الحالي بنسبة لا تقل عن 5 في المائة، هذا بالاضافة الى ازدياد عدد المواطنين الالمان الذين يقضون اكثر من اجازة واحدة في العام.

وتشير هذه المعلومات السياحية ايضا الى ان نفقات السفر والسياحة لن ترتفع عما كانت عليه خلال الموسم السياحي الماضي، على الرغم من ازدياد الخدمات السياحية التي تعرفها مؤسسات السياحة والسفر الالمانية وتتنافس على عرضها لاجتذاب المزيد من السياح، وهي نفقات يصل معدلها الى حوالي 1050 ماركا المانيا للرحلة الواحدة، وخاصة بعد المنافسة الشديدة التي تواجهها مكاتب السفر والسياحة من قبل المؤسسات التي تعمل من خلال شبكات «انترنت»، علما بان عدد مكاتب السياحة الرئيسية يزداد في المانيا بشكل ملحوظ، وقد زاد حتى الآن على 20 الف مكتب للسفر والسياحة.

ومن المعلومات المهمة التي نشرت في اطار معرض السياحة الدولي في العاصمة الالمانية الاتحادية برلين، تلك التي تشير الى الفائدة الكبيرة التي تعود على قطاع السياحة الالماني، بسبب موجة الازدهار الشاملة التي تشهدها السياحة في العالم، الامر الذي اشار اليه يورجن لينده، رئيس اتحاد السياحة الالماني، بان عدد الزوار والسياح الذين تنقلوا داخل المانيا خلال الموسم السياحي الماضي زاد على مائة مليون شخص، قضوا حوالي 326 مليون ليلة مبيت سياحية، اي بزيادة تصل الى حوالي 6% عن الموسم السياحي في عام 1999.

عام السياحة في ألمانيا وتحتل المانيا المرتبة العاشرة في الدول التي يقصدها السياح الاجانب في العالم، علما بان فرنسا تحتل المرتبة الاولى في هذا المضمار. فخلال العام الماضي 2000، بلغ عدد السياح الذين زاروا فرنسا حوالي 74.5 مليون شخص، بينما وصل عدد السياح الاجانب الذين زاروا المانيا حوالي 20 مليون شخص. وبينما تحتل الولايات المتحدة المرتبة الثانية في قائمة دول العالم التي تستقبل السياح الاجانب، حيث وصل عددهم خلال العام الماضي الى نحو 53 مليون شخص، احتلت اسبانيا المرتبة الثالثة في هذا الميدان، حيث زارها في العام الماضي حوالي 48.5 مليون شخص، متقدمة بذلك على ايطاليا (حوالي 41.2 مليون شخص) والصين (31.2 مليون شخص) وبريطانيا (24.9 مليون شخص) وروسيا (22.8 مليون شخص). وقد بلغ عدد السياح الاجانب الذين زاروا بولونيا، خلال العام الماضي، حوالي 18.2 مليون شخص، والذين زاروا النمسا حوالي 17.8 مليون شخص. وقد سجلت حركة السياحة الى تركيا خلال العام الماضي زيادة كبيرة بلغت حوالي 30% عما كانت عليه في عام 1999، من المتوقع ازديادها بصورة كبيرة نظرا الى عروض السياحة المتهاودة الاسعار، التي سببها تعويم الليرة التركية خلال الايام القليلة الماضية.

وبهدف اجتذاب المزيد من السياح الاجانب الى المانيا، تداعت الجهات الالمانية المسؤولة عن السياحة، وفي مقدمتها الحكومة الاتحادية والولايات الالمانية وبلديات المدن والاقاليم والهيئات السياحية والثقافية، الى اعلان عام 2001 عاما للسياحة في المانيا. وذلك في اطار برنامج شامل، يتضمن سلسلة من المهرجانات الثقافية والفنية والسياحية تقام في مختلف انحاء المانيا، من المتوقع ان تساهم في اجتذاب السياح الاجانب، وتسمح لالمانيا باحتلال مركز اكثر تقدما في قائمة الدول السياحية في العالم.