اهتمام ألماني لتوسيع الاستثمارات في السياحة المغربية

TT

أبدى رئيسا وكالتي الأسفار «بروساغ» و«نيكيرمان كوندور» الألمانيتين اهتماما حقيقيا بالمغرب وذلك خلال لقاءين في برلين مع وزير الاقتصاد والمالية والتخصيص والسياحة فتح الله ولعلو.

وأكد ولعلو في برلين خلال مشاركته مؤخرا في الملتقى السياحي الألماني ـ العربي الذي نظمته مؤسسة «الغرفة» غرفة التجارة والصناعة الالمانية ـ العربية بحضور عدد من الوزراء العرب المكلفين بالسياحة وكذا مسؤولين كبار من ألمانيا، أن هاتين «المجموعتين الدوليتين قدمتا لنا خطابا واضحا» في ما يخص اهتمامها بالمغرب.

ويذكر أن مجموعة «بروساغ» كانت قد اشترت شركة «تووي» التي تعد أول وكالة أسفار ألمانية فاق عدد زبائنها برسم سنة 1998 ـ 1999 ستة ملايين والتي تستفيد بـ27 في المائة من حصص السوق من حيث رقم المعاملات و22 في المائة من حيث الزبائن.

أما مجموعة «نيكيرمان كوندور» التي التزمت بانجاز مشروع مهم بالمغرب باكادير فتحتل الرتبة الثانية ضمن تصنيف وكالات الأسفار الألمانية الـ52 الأولى بـ5 ملايين و800 ألف زبون أي ما يعادل 22 في المائة من حيث رقم المعاملات و21 في المائة من حيث الزبائن. وكانت شركة «تووي» قد حققت رقم معاملات وصل الى 7.645 مليار مارك، فيما قاربت نتائج مجموعة «نيكيرمان كوندور» 6.390 مليار دولار.

وأوضح ولعلو أن التزام المجموعتين لصالح المغرب يأخذ بعين الاعتبار التقدم الذي حققه المغرب على المستوى السياسي وكذا الاستقرار الذي يعم البلاد ورغبة المغرب في التحديث وانجاح عملية الانتقال الديمقراطي والانفتاح على العالم.

وأوضح الوزير الذي شارك مساء السبت الماضي في الافتتاح الرسمي للدورة الـ35 لفعاليات البورصة الدولية للسياحة ببرلين أن المجموعتين عبرتا عن رغبتهما في المشاركة في المشروع السياحي بالمغرب ليس فقط على مستوى انعاش مختلف المشاريع السياحية بل أيضا وبصفة عامة على مستوى الاستثمار. وشكلت هذه الدورة أكبر معرض دولي للسياحة حيث عقدت بحضور ممثلين عن 179 بلدا.

وحسب ولعلو فقد أبدت مجموعتا «تووي» و«نيكيرمان» عن اهتمامهما الكبير بالسياحة الشاطئية، مشيرا الى ان السياحة الثقافية والايكولوجية تحظيان أيضا باهتمام متزايد في استراتيجيتهما.

وكان ولعلو قد أكد لدى وصوله الى ألمانيا الجمعة الماضي أن «الاهتمام الذي عبرت عنه المجموعتان اللتان تعدان عنصرا فاعلا في تنظيم التدفق السياحي الدولي نحو المغرب يعد أساسيا».

وقد دأب المغرب على المشاركة باستمرار في فعاليات البورصة الدولية للسياحة، حيث شارك بانتظام في فعالياتها للسنة الواحدة والثلاثين. ويستهدف المغرب من خلال ذلك، وفي نفس الوقت، السوق الألمانية أحد أهم مزودي السياحة الدولية وكذا بلدان أخرى.

ويجتمع سنويا ببرلين على مدار خمسة أيام حوالي 60 ألف مهني في السياحة خصوصا ممثلي قطاع الفندقة والنقل وذلك لتقديم منتوجاتهم وخدماتهم السياحية للمعارض التي تهتم بهذا القطاع. وقد يقررون في حالات متعددة التوزيع والتدفق السياحي الكبير على المستوى الدولي.

وقدم العديد من الفاعلين المغاربة، يمثلون قطاع الفنادق ووكالات الأسفار، عروضهم السياحية في جناح تم إعداده على شكل قصبة من قبل المكتب الوطني المغربي للسياحة على مساحة 305 امتار مربعة. وقد لقي الجناح المغربي استحسان الزائرين الألمان.

وأوضح ولعلو أنه اذا كانت السياحة المغربية قد حققت خلال السنوات الثلاث الماضية نموا بنسبة 12 في المائة، فانه بالمقابل سجل تراجع عدد السياح الالمان الوافدين الى المغرب من 229000 سنة 2000 مقابل 242271 سنة 1998.

وأضاف أن المغرب انتهز مناسبة تنظيم هذا المعرض ليقدم مشروعه الرامي الى اعطاء انطلاقة للسياحة خلال السنوات العشر القادمة من حيث الانعاش والاستثمار وكذا من حيث التكوين ولدعوة الجانب الالماني لمواكبة هذا المشروع.

وأوضح ولعلو أن العلاقات المغربية ـ الألمانية عرفت تحسنا ملحوظا على مستوى الجودة كما أنها تطورت أكثر منذ الزيارة التي قام بها الوزير الأول عبد الرحمن اليوسفي الى ألمانيا خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقد تبلور هذا التقدم من خلال الالتزام الجديد لمجموعة صناعة السيارات الألمانية «فولكسفاغن» بالاستثمار في المنطقة الحرة بطنجة (شمال المغرب) وكذا من خلال الرغبة التي عبرت عنها مجموعتان كبيرتان للسياحة الألمانية.