الأسهم الأميركية والبريطانية تنخفض بعد بيانات التضخم ومؤشر نيكاي الياباني يغلق مرتفعا 7 في المائة

الاسترليني ينخفض أمام الدولار مقتفيا أثر اليورو والين يتعرض لضربة قوية في أواخر معاملات طوكيو

TT

أصيب المتعاملون بالاسواق بخيبة امل لدى سماعهم الانباء التي اعلنها رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الان جرينسبان باجراء خفض قدره نصف نقطة إذ كانت التوقعات متجهة الى الاعتقاد بامكانية اجراء الخفض لثلاثة ارباع النقطة، لكنهم سرعان ما استوعبوا نسبة الخفض لتعود الاسواق الى الانتعاش وجرت عملية بيع واسعة بعد ذلك.

غير ان البعض اعتبر قرار المجلس الاحتياطي الفيدرالي بمثابة تحريك للاسواق التي بدأت تراوح قرابة الشهر.

وفي الاسواق البريطانية هوى مؤشر فاينانشال تايمز للاسهم البريطانية الممتازة منذ بدء التعامل مقتربا من ادنى مستوياته في 27 شهرا وذلك في رد فعل لهبوط وول ستريت بعد ان اثار قرار خفض اسعار الفائدة الاميركية بواقع نصف نقطة مئوية فقط احباط المستثمرين.

وانخفض المؤشر المؤلف من اسهم 100 شركة بريطانية كبرى 82.7 نقطة توازي 1.46 في المائة ليصل الى 5564.1 نقطة بحلول الساعة 08.20 بتوقيت جرينتش ليبدد مكاسب بلغت 1.7 في المائة امس. وكان المؤشر قد اغلق يوم الاثنين على ادنى مستوياته في 27 شهرا.

وقال احد المتعاملين «اننا نشهد تكرارا متوقعا لما حدث من قبل ولكن الفارق هو ان المعاملات الاميركية الاجلة لا تبدو بالغة السوء كما ان الشرق الاقصى يحقق اداء جيدا. انها ليست نهاية العالم التي كان الكثيرون يتوقعونها».

وكانت اسهم التكنولوجيا في بورصة لندن الاشد تأثرا امس بانخفاض مؤشر ناسداك المركب لاسهم شركات التكنولوجيا بنسبة 4.6 في المائة. ومن بين شركات برامج الكمبيوتر التي تهاوت اليوم شركة ميسيز التي نزلت 6.4 في المائة ولوجيكا التي انخفضت 6.1 في المائة.

وهوى مؤشر داو جونز الصناعي الاميركي 2.4 في المائة امس ليغلق على ادنى مستوياته في عامين تقريبا بعد ان خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) اسعار الفائدة بواقع 50 نقطة اساس لتصل الى خمسة في المائة. وكانت وول ستريت تأمل بخفض اسعار الفائدة بواقع 75 نقطة اساس.

واستهلت الاسهم الاميركية يومها بالانخفاض بعد ان خيبت بيانات اعلى من المتوقع للتضخم على مستوى اسعار التجزئة الامال في خفض كبير لاسعار الفائدة بعد يوم واحد من ثالث خفض للفائدة الاميركية هذا العام والذي جاء ايضا مخيبا لامال وول ستريت.

وتأثرت السوق سلبيا ايضا بموجة انباء متشائمة للشركات اذيعت الليلة الماضية وفي ساعة مبكرة من صباح امس.

واظهرت ارقام مؤشر اسعار المستهلكين لشهر فبراير (شباط) ان اسعار السلع والخدمات التي دفعها المستهلكون الاميركيون زادت بمعدل يفوق التوقعات (نص الخبر في مكان آخر من الصفحة).

وقفز مؤشر نيكي للاسهم اليابانية الممتازة اكثر من سبعة في المائة أمس ليحقق اكبر مكاسب له في يوم واحد منذ ثلاث سنوات.

وتجاهل المستثمرون هبوط الاسهم الاميركية وسط امال بان يؤدي قرار بنك اليابان المركزي بخفض الفائدة الى انعاش القطاع المصرفي المثقل بالديون.

وقال نوبواكي كوريسو المدير في سوميزي جلوبال مانجمنت «موجة الصعود التي شهدناها في مواجهة هبوط الاسهم في الاسواق الخارجية رائعة ومشجعة. السوق تبعث بتحية لبنك اليابان على خطواته الكبيرة وتأمل بان ينتعش الاقتصاد بفضل هذه الخطوات».

وارتفع مؤشر نيكاي القياسي المؤلف من 225 سهما 7.49 في المائة او 912.97 نقطة لينهي يومه على 13103.94 نقطة مسجلا اكبر مكاسب له بالنقاط المئوية منذ 17 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1997 عندما قفز 7.96 في المائة.

وفي اسواق العملات الرئيسية انخفض الجنيه الاسترليني امام الدولار مقتفيا اثر اليورو امس بعد انخفاض حاد في الثقة بالاعمال في المانيا.

وكان الاسترليني ارتفع امام الدولار في اعقاب الانخفاض الحاد للاسهم الاميركية الليلة قبل الماضية غير انه تراجع عن افضل مستوياته بعد ان امتد الهبوط في اسعار الاسهم للبورصات الاوروبية.

وانخفضت اسعار الاسهم الاميركية لادنى مستوى في عامين بعد ان خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) اسعار الفائدة نصف نقطة مئوية وهي اقل من توقعات السوق مما شجع التجار على دفع الدولار للهبوط امام العملات الاوروبية.

غير ان الدولار انتعش اكثر من نصف سنت في بداية التعاملات الاوروبية فيما ارتفع مؤشر التعاملات الاجلة للاسهم الاميركية ونزلت الاسهم الاوروبية. وقال محللون ان الوضع الذي اكتسبه الدولار مؤخرا كملاذ امن في مواجهة اضطراب أسواق الاسهم العالمية سيتيح له اجتياز اي ازمات اخرى في اسواق الاسهم.

كما ارتفع الدولار امام اليورو امس واقترب من اعلى مستوى له امام الين في 22 شهرا بعد ان ادى قرار خفض اسعار الفائدة الاميركية نصف نقطة مئوية الى خسائر في اسواق الاسهم العالمية وسط اقبال على شراء الدولار كملاذ امن.

وتعرض الين لضربة قوية في اواخر معاملات طوكيو امس بسبب قرار بنك اليابان المركزي تخفيف السياسة النقدية رغم ان هذه الخطوة نفسها ادت الى ارتفاع اسهم طوكيو اكثر من سبعة في المائة.

وفي الاحوال العادية كانت القفزة الكبيرة لمؤشر نيكاي القياسي ستعزز الين. الا ان قرار بنك اليابان المركزي يوم الاثنين باتخاذ خطوات تخفيض كمي للفائدة ادى الى هبوط حاد لاسعار الفائدة اليابانية جر معه العملة نزولا.

وقال متعاملون ان الانخفاض الحاد في اسعار الفائدة والعائدات اليابانية شجع على بيع الين.

وقال تاكايوكي توجاوا مدير الصرف الاجنبي في توكاي بنك «الين يبدو في طريقه نحو مزيد من الهبوط.. فاجراءات التخفيض الكمي وحدها كفيلة بدفعه نحو الانخفاض».

وقال متعاملون ان انظار السوق تركزت على مشكلة الديون المتعثرة للبنوك اليابانية اكثر من الانتعاش الكبير لاسهم بورصة طوكيو. وساعد في ذلك ان بعض وسائل الاعلام المحلية ذكرت ان اليابان اتفقت على جدول زمني لمدة ستة أشهر مع الولايات المتحدة للتخلص من الديون المعدومة وهو اطار زمني يعتبره بعض المستثمرين الاجانب اطول من اللازم.

وفي اواخر معاملات طوكيو بلغ الدولار 123.04 ين ارتفاعا من 122.23 ين في اواخر المعاملات الاميركية امس الثلاثاء.

وبلغ سعر اليورو 0.9092 دولار دون تغيير عن اغلاق نيويورك وبلغ 111.90 ين ارتفاعا من 111.09 ين امس.