رحيل رئيس مجموعة هيونداي سيرة حياة عملية قرابة 70 عاما

TT

اعلن المتحدث باسم شركة هيونداي امس عن وفاة شانغ يو يانغ المؤسس لمجموعة «هيونداي» الكورية عن عمر يناهز الـ86 بمستشفى في سيول بعد معاناة طويلة من المرض والهزال.

واحتل شانغ يو يانغ مكانة هامة في اقتصاد كوريا الجنوبية وحظي بتقدير الدولة بالرغم من وقوع شركة هيونداي في الفترة الاخيرة بسلسلة من الخسائر والمشاكل الهيكلية التي عرقلت نمو الشركة بشكل مضطرد كما كان مؤملا لها.

وترجع مكانة شانغ يو يانغ الى دوره في تثبيت ودعم الاقتصاد الكوري والنهوض به بعد الحرب الكورية اعوام 1950 ـ 1953.

ولعب دورا هاما في تشغيل المشروع السياحي في كوريا الشمالية عام 1998 بقيمة 942 مليون دولار، بالرغم من ان المشروع يعيش الآن في خضم ازمة مالية صعبة، وقد اهلته مكانته بين شطري كوريا الى السفر عدة مرات للتباحث مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ إيل.

وتعكس السيرة العملية لحياة شانغ يو يانغ الفارق الحضاري بين وجهي كوريا الجنوبية وانتقالها من دولة فقيرة الى واحدة من اغنى الدول الاقتصادية والتي تقوم بتشغيل واستثمار العديد من المشاريع في العالم.

غير ان حياته في الفترة الاخيرة تخللتها بعض الانتكاسات على صعيد اداء مجموعة هيونداي التي تتقاسم ادارتها مجموعة من ابنائه، إذ انه لم يفلح في اقناع الكتلة التي تقود ادارة هيونداي باجراء تغييرات هيكلية كان يراها ضرورية لتطوير عمل الشركة. ولذلك فقد تقاعد عن العمل في رئاسة مجموعة هيونداي التي تعتبر الرائدة في صناعة السفن وأجهزتها.

ولد شانغ يو يانغ لعائلة فقيرة شمال كوريا عام 1915، وبدأ حياته العملية عندما باع بقرة والده، واتخذ من مبلغها رأسمالا ابتدأ فيه بيع الرز على دراجة هوائية كيفها لهذا الغرض في شوارع سيول وهو بعمر 16 عاما.

وبعد ذلك بدأ العمل في محل لتصليح السيارات ليتحول هذا المحل بعدئذ الى شركة كبيرة للبناء والتشييد تنفذ مشاريع في كوريا وخارجها، واستطاع بالرأسمال الذي عادت به تلك المشاريع ان يباشر في استثمارات في صناعة السفن وليصبح بين الاشهر عالميا في هذا المجال، فضلا عن مجالات اخرى كالسيارات والمكائن.