السياحة البريطانية تواجه وضعا كارثيا بسبب الحمى القلاعية

TT

لندن ـ أ.ف.ب: تواجه السياحة البريطانية موسما كارثيا بعد خسارة مليارات الجنيهات بسبب الغاء السياح حجوزاتهم تخوفا من وباء الحمى القلاعية. واعلن المسؤول في وكالة سياحية ان «غالبية السياح قرروا الغاء حجوزاتهم لانهم لن يتمكنوا من التمتع بالنشاطات التي كانوا يرغبون بممارستها» مثل حضور سباقات الخيل. وقد الغى زبائن هذه الوكالة المتخصصة بالسياحة الريفية حجوزاتهم بعد الحجر على مئات المزارع واغلاق الاف دروب النزهة واقسام كبيرة من الحدائق العامة امام الزائرين لتفادي مخاطر انتشار وباء الحمى القلاعية.

وقد اعلن وزير الثقافة كريس سميث عن انخفاض العائدات السياحية حتى اليوم بنسبة 10 في المائة مقارنة مع العام الماضي، وبلغ هذا التراجع 80 في المائة في المناطق الاكثر تضررا في ديفون (جنوب غرب) وكامبريا (شمال غرب). واكدت وكالة «هوتيلز اند مور» ان الاضرار لا تقتصر على السياحة الريفية بل انها «تشمل كل انحاء البلاد حتى العاصمة لندن».

واعتبرت وكالة «بريتيش هوسبيتاليتي» السياحية ان خسائر القطاع السياحي سترتفع الى اكثر من خمسة مليارات جنيه (ثمانية مليارات يورو) حتى نهاية شهر سبتمبر (ايلول) المقبل وسببها الرئيسي الغاء حجوزات السياح الاجانب الذين قدر عددهم العام الماضي بـ39.25 مليون شخص بحسب هيئة السياحة البريطانية.

وتشكل السياحة ركنا رئيسيا في الاقتصاد البريطاني اذ تقدر عائداتها بـ9.63 مليار جنيه اي حوالي 4 في المائة من اجمالي الناتج المحلي. ويؤمن القطاع السياحي معيشة 86.1 مليون شخص اي 7 في المائة من اجمالي العمالة في البلاد وتحتل بريطانيا المرتبة الخامسة عالميا بالنسبة الى العائدات السياحية، وهذا ما يفسر سعي الحكومة الحثيث الى اقناع السياح بالعدول عن الغاء حجوزاتهم.

وقد اعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مدينة يورك التاريخية (شمال) الجمعة ان «المهم ان نقول لهم ان لا عائق يحول دون قدوم السياح الى بريطانيا» داعيا الى «اعطاء الامور حجمها الحقيقي»، غير ان وكالة «باثفايندرز» المتخصصة في السياحة في المدن اكدت انها منيت بخسائر كبيرة. وقال متحدث باسمها «لقد خسرنا حتى الان اكثر من 30 الف جنيه من عائداتنا اي 20 في المائة منها مقارنة مع العام الماضي»، مضيفا ان «السياح الاجانب الاكثر ترددا هم الاميركيون ولقد خسرنا نسبة 30 في المائة من عائداتنا في هذه السوق».

وشرحت وكالة «هوتيلز اند مور» للسياحة انها ضاعفت من توزيع منشوراتها الى زبائنها «لنقول لهم انهم يستطيعون ان يمضوا عطلهم في بريطانيا وان الوضع ليس بالخطورة التي يشاع عنها». وقال متحدث باسم الوكالة ان «وسائل الاعلام الاجنبية تتعاطى مع ازمة الحمى القلاعية بشكل مبالغ فيه والاشخاص الذين يتلقون اخبارها تتكون لديهم رؤية مشوهة للواقع».

وكانت الحكومة قد اوصت باعادة فتح دروب النزهة والمواقع السياحية في كل المناطق التي يعتبر فيها خطر انتشار وباء الحمى القلاعية طفيفا جدا.