الحمى القلاعية تهدد صناعة الأحذية في سورية

TT

امتد تأثير الحمى القلاعية الى مصنعي الاحذية في سورية، واصابهم بالارباك، خاصة بعدما منعت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية السورية استيراد الجلود الطبيعية الخام التي يمكن ان تنقل العدوى، ومع وجود قرار سابق يمنع استيراد الجلود نصف المصنعة، حيث ادى ذلك الى حدوث نقص واضح في كميات الجلود الطبيعية رافقه ارتفاع في اسعارها ولجوء المصنعين الى الجلود الصناعية الخفيفة مما اثر على جودة المنتج السوري.

وذكر الصناعي السوري عمار السرايري مدير معرض الاحذية 2001 المقام حاليا في سورية، ان صناعة الاحذية حرمت من 50% من الجلود التي كانت تستخدمها وتأتي من الاستيراد، ولم يبق امامها الا جلود الحيوانات المذبوحة في سورية والتي يبلغ عددها يوميا 20 الف رأس لا تكفي الا لتغطية 30% من حاجة التصنيع المحلي.

واضاف السرايري في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان هذا الوضع اضافة الى عوامل اخرى تتعلق بالانفتاح وتسرب البضائع من الاسواق المجاورة خاصة من لبنان، وعدم قيام الحكومة حتى الآن بحل مشكلة الدباغات على نهر بردى والتي يمنع اي توسع لها، بسبب اضرارها بالبيئة، ان كل ذلك قد ادى الى ارباك لدى المصنعين زاد من وطأته، ضعف القدرة الشرائية وانكماش السوق المحلي الامر الذي تعذر معه رفع الاسعار، وأدى الى توجه الصناعيين الى الجلود الصناعية الخفيفة.

واوضح السرايري: ان وزارة الاقتصاد السورية، وامام هذا الواقع، تدرس حاليا امكانية السماح باستيراد الجلود نصف المصنعة لتغطية النقص.

كما ستقوم باستقدام وفد فرنسي لدراسة تطوير قطاع صناعة الاحذية الذي يأتي في المرتبة الرابعة في التصدير بعد النفط والقطن والصناعات النسيجية، حيث تصدر سورية 700 الف زوج يوميا قابلة للزيادة الى مليون و200 الف زوج. واوضح السرايري ايضا ان ثمة جهودا تبذل حاليا ومن خلال الاحذية للتعاون مع الدول المجاروة المصدرة للاحذية والمنافسة للمنتجات السورية وخاصة تركيا، بغية تحويل سورية الى مركز اقليمي للتصدير باتجاه الخليج العربي.