اجل فريق العمل المصغر المكلف بوضع الصيغة النهائية لتوصيات ندوة مستقبل الاسكان في الرياض اقرار هذه التوصيات واعلانها حتى بداية الاسبوع المقبل، فيما اشارت مصادر لـ«الشرق الأوسط» ان التوصيات سوف تتخذ طابعا عمليا تطبيقيا يهدف لايجاد آليات عمل جديدة تضمن تيسير حصول اكبر عدد من سكان الرياض على مساكن وبخاصة الفئات الفقيرة. وأشارت تلك المصادر الى ان التوصيات التي ستكون موزعة على محاور الندوة الاربعة سوف تلخص ما توصلت اليه 4 ورش عمل تم عقدها على مدى ثلاثة ايام، حيث من المتوقع ان توفر هذه التوصيات مقترحات عملية ترفع لصندوق التنمية العقاري من اجل اعادة النظر في اولويات تقديم قروض الاسكان لتوجه للفئات قليلة الدخل وكذلك لمواقع مفضلة داخل المدينة وسبل تفعيل عمليات التحصيل التي تشكل عقبة في مسيرة عمله، بالاضافة الى رفع توصيات للجهات المعنية في امانة مدينة الرياض وغيرها من اجل ادخال بعض التعديلات في اشتراطات بناء المساكن، واشارت معلومات الى ان توصيتين على اقل تقدير سوف تصبان في مجال ضرورة ايجاد تعريف محدد للفقير كوسيلة للتعرف عليه والتمكن من خدمته وايضا توصية لاعطاء هذه الفئة اولوية في توفير القروض، فيما تتجه التوصيات لايجاد افكار تطبيقية للاسكان المسير (البناء باقل تكلفة) وذلك من اجل اخذها بعين الاعتبار عند اجراء المسابقات العمرانية. يذكر ان اخر ايام هذه الندوة امس التي رعاها الامير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض قد ركزت في اخر ايام عملها على توجيه نقد صريح لارتفاع تكلفة شراء الاراضي والبناء في الرياض مما تسبب في عدم قدرة غالبية الاسر الناشئة على امتلاك المساكن.
واشارت ورقة عبد الله سليمان الراجحي تحت عنوان «التطوير والتمويل العقاري لقطاع الاسكان بالرياض ان الازدياد الحالي في اعداد المساكن لا يلبي الاحتياجات المستقبلية للاسر السعودية»، موضحا انه من الضروري فسح المجال للتخطيط العمراني بطريقة علمية ومدروسة مع مقابلة ذلك بتوفير التمويل اللازم لتحقيق الهدف العمراني على نمط حضاري متميز.
وقدم الراجحي عدداً من الصيغ التمويلية الموافقة للشريعة الاسلامية التي تلبي احتياجات المستثمرين (المطورين) للمجمعات السكنية والتجارية واحتياجات الافراد ومنها عقد الاستصناع وعقد الايجار المقرون بوعد البيع وعقد البيع بالتقسيط. من جانب اخر اكد برفيز نسبم رئيس الشركة التعاونية للتمويل الاسلامي للاسكان المحدودة بكندا بعض الافكار التي طبقت على شرائح واسعة من المسلمين في المهجر في مجال تملك المسكن الميسر من خلال التمويل الاسلامي فيما تحدثت ورقة القاها طارق الديواني مدير شركة كريوتك المحدودة اثر الاقراض بالفوائد على أسعار العقار السكني في بريطانيا وطرح آليات جديدة للحد من الاثر السلبي للاقراض البنكي مع اداء أسعار العقار، فيما استعرض محمد بن سليمان الجاسر نائب محافظ مؤسسة النقد في السعودية والذي ترأس اخر جلسات الندوة الاجراءات التي ينبغي على البنوك المحلية اتخاذها للدخول بأهلية وكفاءة في مجال الاستثمار العقاري، مع ضرورة الابتعاد عن بعض التجارب المستعجلة والفاشلة التي تم تطبيقها في دول صناعية كبرى كاليابان وأثرها السلبي على الاقتصاد بشكل عام.