نظام التعدين في السعودية: تخفيض الضرائب على المستثمرين وترحيل الخسائر للسنة التالية

«معادن» تتفاوض مع شركات أجنبية للاستثمار المشترك وتخطط لاستثمارات قيمتها 11 مليار ريال

TT

كشفت مصادر مطلعة في وزارة البترول والمعادن السعودية لـ«الشرق الأوسط» ان النظام الجديد للتعدين في المملكة سيخفض ضريبة الدخل على الشركات من مستواها الحالي بنسبة 45 في المائة، مما سيكون له الاثر الايجابي على المستثمرين، كما انه يتيح لهم امكانية ترحيل الخسائر للسنة التالية مما سيعطي القدرة على تنفيذ مزيد من الشفافية، اضافة الى اتاحته اصدار الصكوك التعدينية في اقصر وقت ممكن عبر تقليصه لعدد الجهات التي يراجعها المستثمر وتبسيط الاجراءات وتذليل العقبات التي تواجهه.

وتوقعت المصادر ان يتم اقرار هذا النظام قريباً ليعدل جذرياً النظام الحالي الذي يعمل به منذ اكثر من 30 عاماً والذي يعتبر حالياً عقبة امام استقطاب المستثمرين الدوليين الى السعودية والذي يقابله تعديل عدد من الدول لقوانينها وانظمتها الاستثمارية في قطاع التعدين لاستقطاب الشركات التعدينية ذات رؤوس الاموال الضخمة، وقد تم تشكيل فريق عمل من وزارة البترول والثروة المعدنية ووزارة المالية ولجنة الخبراء في مجلس الوزراء لمراجعة مشروع النظام الجديد.

من جانب آخر اعلن الدكتور عبد الله بن عيسى الدباغ رئيس شركة «معادن» وكبير ادارييها، ان الشركة تخطط لاستثمار اكثر من 11 مليار ريال (3 مليارات دولار) خلال السنوات القليلة المقبلة ضمن استراتيجياتها الهادفة الى تطوير استثمار المصادر المعدنية بالسعودية من خلال ثلاثة محاور رئيسية هي الاستثمارات المباشرة، والاستثمارات المشتركة، والخصخصة.

واشار بيان للدباغ امس الى ان شركته تزمع استثمار هذه المبالغ خلال السنوات الثلاث او الخمس المقبلة، نظراً لاعطاء انظمة التعدين الحالية في السعودية حوافز قوية للاستثمار في مجالات التعدين المختلفة، كما انها تقوي الاتجاه الايجابي لدى الشركة بشأن تطوير الاستثمارات المباشرة المستقبلية والخصخصة التي تبدأ بعد عام 2003. وبين ان هذه المشاريع التي تنوي «معادن» الاستثمار المباشر فيها تهدف الى تطوير الصناعات التعدينية في البلاد وايجاد رافد اقتصادي جديد للموارد المالية في السعودية اضافة الى انها ستوفر 5 آلاف وظيفة خلال السنوات العشر المقبلة، داعياً القطاع الخاص المحلي والعالمي الى المشاركة في استغلال هذه الفرصة الاستثمارية التي اثبتت الدراسات جدواها الاقتصادية وربحيتها الطويلة الامد.

واوضح ان شركة «معادن» بدأت مباحثات مع شركات عالمية من اجل تشجيعها على الاستثمار في هذا المجال في السعودية، مبيناً وجود عدد من المشاريع التعدينية الجديدة في مختلف مناطق السعودية حيث يبدأ تشغيل مشروع انتاج المغنيزايت بمنطقة حائل العام المقبل، اضافة الى بدء الاعمال التحضيرية لتطوير الفوسفات بالجلاميد شمال البلاد والذي تشير الدراسات الجيولوجية الى ان احتياطياته تكفي لأكثر من 50 سنة قادمة.