تلفت المدينة المنورة هذه الايام اهتمام رجال الاعمال والعقار والمستثمرين السعوديين خلال حضورهم واحدا من أهم نقاط الاستثمار في المنطقة المركزية والتي يتنافس العقاريون كثيرا للحصول على موقع قدم فيها للجاذبية الاستثمارية ومستقبلها الاقتصادي، وذلك بعد اعلان اللجنة التنفيذية لتطوير المنطقة المركزية بالمدينة المنورة عن بيع 12 قطعة ارض تحيط بالحرم النبوي الشريف تصل قيمتها المبدئية مع بداية المزاد الى اكثر من 170 مليون ريال على قطع اراض زاد مجموع مساحاتها عن 9 آلاف متر ولا تبعد عن المسجد اكثر من 400 متر، وقد تم استثمار اكثر من 13 مليار ريال (3.47 مليار دولار) في هذه المنطقة الاستراتيجية طوال الخطة الطموحة لتطويرها.
وتم توفير جميع الوسائل المساعدة في نجاح الاستثمار في هذه المنطقة عبر ايجاد كافة الخدمات التحتية لاستثمارات معمارية وعقارية ينتظر ان تتمتع بمستقبل استثماري كبير.
وقد حددت اللجنة امس الثلاثاء موعدا لفتح المزاد الذي يبدأ في بعض القطع بحوالي 20 مليون ريال وذلك بمقر اللجنة حيث اعلنت اللجنة ايضا ان نسبة البناء في هذه المنطقة ستكون 100 في المائة اضافة الى السماح بالارتفاعات الكبيرة فيها بأدوار قد تصل الى 15 دوراً.
واشترطت اللجنة للدخول في هذا المزاد على رجال الاعمال والعقار مقدما قدره مليون ريال لمن يريد المزايدة وينتظر ان يضم هذا الكثير من رجال العقار خاصة ممن فاتهم الدخول في المزادات الاحد عشر السابقة في المنطقة.
وقد اصدرت اللجنة كتيبا ارشاديا عن الاستثمار في هذه المنطقة وعن قطع الاراضي المعروضة للمزاد والفرص الاستثمارية المستهدفة في المنطقة وتتنوع بين مشروعات فنادق واسكان دائم ومشروعات استثمارية على قطع اراض مستأجرة لمدة تتراوح بين 10 ـ 25 سنة. حيث اوضح الكتيب الذي وزع على كبار رجال المال والاعمال والعقار في السعودية رسما كروكيا لكل قطعة ارض معروضة للبيع موضحاً فيها بعدها عن المسجد النبوي ومساحتها وعدد الادوار والاستعمالات المسموح بها والاستثمار المقترح لها وسعر الافتتاح للمتر المربع بالاضافة لمخطط عام عن المنطقة المركزية.
وقد اوضح الكتيب الارشادي ان القطع المعروضة في المزاد الثاني عشر وصلت الى 12 قطعة من مختلف الاتجاهات التي تحيط بالحرم النبوي وتبعد ابعد قطعة عن المسجد النبوي مسافة 390 متراً واقربها تبعد عن المسجد 160 متراً.
كما ان اقل قطعة تم عرضها كانت مساحتها 650 متراً مربعاً ووصلت اكبر قطعة الى مساحة 1061 متراً مربعاً وحدد سعر البدء بالمزاد للمتر المربع بين 8000 و11000 ريال سعودي كما يتراوح السعر الاجمالي لبدء المزاد للقطع بين 7 و20 مليون ريال.
وقد وصلت مساحة القطع المعروضة الى اكثر من 9 آلاف متر مربع وصل السعر الاجمالي لبدء المزاد فيها الى اكثر من 174 مليون ريال ومن المحتمل ان يرتفع هذا الرقم كثيرا في ظل تواجد عدد من رجال العقار السعوديين الكبار في المدينة المنورة لحضور هذا المزاد الذي يعتبر احد نوافذ الاستثمار العقاري في هذه المنطقة التي يماثلها في الاهمية المنطقة المحيطة بالحرم المكي الشريف. ويزداد السعر ارتفاعا او هبوطا حسب القرب والبعد من الحرمين الشريفين نظرا لنجاح اي مشروع استثماري يقام في هذه المنطقة والتي دائما يركز فيها على انشاء الفنادق والمباني السكنية والمراكز التجارية المرتبطة بالسكنية.
وتتميز المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف بالجاذبية الاستثمارية لذلك تميزت بانتشار العمران حيث تجاوزت مساحة مسطحات القطع المستثمرة 189 الف متر مربع من اصل 435 الف متر مربع ووصل عدد الغرف الاجمالي للقطع المستثمرة حتى الآن (30326) غرفة بطاقة استيعابية تزيد عن 100 ألف زائر تقريبا كما تتميز المنطقة بسهولة الحركة وكثرة المواقف وتم استحداث فراغات عمرانية موزعة على المناطق السكنية بغرض التخفيف من الكتل البنائية وتعمل تلك الفراغات كرئات خضراء للمنطقة وللنشاطات الانسانية وركز على الاستخدام المكثف لاشجار النخيل كرمز بيئي وتراثي للمدينة كما تتميز المنطقة باكتمال شبكات الخدمات والمرافق ويقدر حجم الاستثمارات العقارية في المنطقة المركزية للحرم النبوي الشريف بحوالي 13 مليار ريال (3.47 مليار دولار) ويتراوح سعر المتر المربع في المنطقة بين 10 ـ 140 ألف ريال للمتر الواحد وقد زادت قيمة التعويضات للعقارات المنزوعة التي صرفتها اللجنة للاحياء الخمسة المحيطة بالمسجد النبوي (بضاعة والمناخة والنقا وبني خدرة وبني النجار) عن 7 مليارات ريال اضافة الى تعويضات ينتظر صرفها تزيد عن 5.5 مليار ريال لمنطقة بني النجار كما يبلغ عدد مشاريع المباني المنفذة اكثر من 50 مشروعا في المنطقة وصلت تكلفة انشائها الى اكثر من 5 مليارات ريال (1.42 مليار دولار).
وينتظر ان يتم انشاء 43 مشروعا هي تحت التنفيذ تصل قيمة انشائها الى 1.121 مليار ريال (300 مليون دولار). كما يتوقع ان تصل الطاقة الاستيعابية للمنطقة المركزية بعد استكمال المباني الى 300 الف نسمة (حاج وزائر) مقابل 50 الف نسمة في السابق قبل التخطيط وقد تم اعتماد نظام ذكي لادارة وتشغيل عبارات الخدمات بغرض المراقبة والتحكم في تلك الشبكات.