مليار ريال استثمارات بتروكيماوية جديدة في السعودية تحت مظلة برنامج التوازن الاقتصادي

الأمير فهد بن عبد الله لـ«الشرق الأوسط»: المضي في تحويل رئاسة الطيران المدني إلى هيئة نقل جوي

TT

كشف الأمير فهد بن عبد الله مساعد وزير الدفاع والطيران لشؤون الطيران لـ«الشرق الأوسط» أمس، عن عزم الوزارة في تحويل رئاسة الطيران المدني إلى هيئة للنقل الجوي كما هو معمول به في أغلب دول العالم.

وأشار مساعد وزير الدفاع والطيران إلى أن معهد الادارة العامة هو الجهة المعنية بعمل الدراسات اللازمة للتحويل، مؤكدا أن هذا المشروع سوف يرى النور قريبا بعد أخذ الموافقات الرسمية الضرورية عليه.

يشار إلى أنه تم تشكيل عدة لجان من داخل رئاسة الطيران المدني لتقييم هذه الخطوة وعمل المقارنات اللازمة بين وضع الرئاسة الحالي وهيئات النقل الجوي في مختلف دول العالم لوضع افضل التصورات التي يمكن الخروج بها بعد ذلك.

وتعتبر مصر آخر دولة عربية قامت بخطوة مماثلة، وهو توجه دولي عام يهدف إلى الاستفادة من تقنين وهيكلية الهيئات لما فيه من رقي بالصناعة الجوية.

وسألت «الشرق الأوسط» مساعد وزير الدفاع والطيران لشؤون الطيران، عن انشاء مطار إقليمي في محافظة الدوادمي شمال الرياض، فقال إن هذا المشروع سيرى النور قريبا بدون اعطاء المزيد من التفاصيل.

ومن المعروف أن مشروع انشاء مطار إقليمي في محافظة الدوادمي مطلب حتمي وتم تأجيل تنفيذه لثلاث مرات متتالية، بالرغم من اكتمال كافة الدراسات اللازمة لقيامه.

على جانب آخر، كشف الأمير فهد بن عبد الله خلال الملتقى الاستثماري الاول لتنمية منطقة المدينة المنورة عن مشروعين جديدين حظيت بهما الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك»، يتمثل الأول في ترخيص تقنية الـCyclar من قبل شركة UOP الاميركية، وإنشاء مصنع يستخدم هذه التقنية في مجمع ابن رشد الصناعي بينبع، بحيث يقوم هذا المصنع بتحويل غاز البروبين والبيوتين إلى مواد أولية يمكن استخدامها في صناعات مختلفة مثل الألياف والمطاط والبلاستيك، ومعلوم أن التكلفة الإجمالية للمشروع تقدر بنحو 8.1 مليار ريال.

وتجري الآن دراسات ميدانية لتقييم موقعين في الجبيل وينبع لإقامة واحد من أكبر مشاريع برنامج التوازن الاقتصادي لإنتاج البتروكيماويات بتكلفة إجمالية تزيد عن 1.1 مليار ريال، ويتضمن هذا المشروع إنشاء مصنعين أحدهما لإنتاج NParaffin بطاقة إنتاجية 120 ألف طن في العام، والثاني لإنتاج LinearAlkylBenzene بطاقة انتاجية تصل إلى 100 ألف طن سنويا.

ومن المرجح اختيار مدينة ينبع الصناعية لإنشاء هذا المشروع العملاق، الذي تشارك فيه مجموعة من الشركات السعودية والأجنبية، تتقدمها إحدى الشركات العالمية الرائدة في هذه الصناعة. ومتوقع أن يبدأ إنتاج المصنعين في منتصف عام 2004.

ونوه الأمير فهد بن عبد الله إلى أن لجنة التوازن البريطاني وشركة لوسنت تكنولوجيز الأميركية أبدتا تجاوبا مع الدعوة الموجهة لهما من برنامج التوازن الاقتصادي السعودي ومجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية للانضمام إلى عضوية اللجنة التأسيسية لمشروع السكك الحديدية المزمع انشاؤه في منطقة المدينة المنورة كمشروع تجاري يتم تمويله وتشغيله من قبل القطاع الخاص، والمساهمة أيضا في تكاليف إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية متى ما تقرر البدء في ذلك.

تجدر الأشارة إلى أن برنامج التوازن الاقتصادي السعودي ساهم في توفير فرص وظيفية لخريجي الكلية الصناعية بينبع، حيث قامت مجموعة من شركات التوازن الاقتصادي بزيارة للكلية الصناعية بينبع واستقطبت عددا من خريجيها للعمل لديها، ومن أبرز هذه الشركات: شركة المعدات المكملة للطائرات AACC بجدة التي تعمل في مجال صيانة وعمرة معدات الطائرات، كما أن الفرص متاحة لأبناء منطقة المدينة المنورة المؤهلين للتقدم إلى العمل لدى أي من شركات التوازن الاقتصادي الموجودة في مختلف المناطق السعودية.

من جهته، قال المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، في كلمته التي ألقاها أمس خلال الملتقى الاستثمارى الاول لتنمية منطقة المدينة المنورة تحت عنوان «تنمية صناعة البترول والغاز الطبيعى»، إن صناعة الغاز الطبيعي السعودية مرت باربع مراحل رئيسية وهي تدخل الان في مرحلتها الخامسة. وبين النعيمي في كلمة ألقاها أمس خلال الجلسة الثانية للملتقى الاستثماري الاول لتنمية منطقة المدينة المنورة ان المرحلة الاولى بدأت مع انتاج البترول في المملكة عام 1938 واستمرت حتى عام 1975، موضحا الاسباب التي ادت الى عدم استغلال هذه الثروة في تلك الفترة.

واشار الى تطور صناعة الغاز الطبيعي بعد هذه المرحلة من خلال انشاء شبكة عملاقة لتجميع الغاز الطبيعي من مختلف الحقول والابار ومعالجته ثم توزيعه وانشاء صناعات مرتبطة به وانشاء مدن صناعية واستخدام الغاز الطبيعي المتزايد وماصاحب ذلك من دراسات وابحاث مكثفة واكتشاف العديد من حقول الغاز الطبيعي في المناطق المختلفة بالمملكة.

واوضح وزير البترول والثروة المعدنية انه نتيجة لذلك استطاعت شركة «ارامكو» السعودية المكلفة بهذا العمل من رفع الاحتياطي من الغاز الطبيعي الى حوالي 220 ترليون قدم مكعب، حيث اصبحت المملكة رابع اكبر دولة في العالم في احتياطيات الغاز وتعد واحدة من اكبر عشر دول في العالم في انتاج الغاز الطبيعي.

وقال النعيمي «انه بالرغم من ان النتائج التي تم تحقيقها خلال السنوات العشرين الماضية في مجال استكشاف وانتاج واستغلال الغاز تعتبر كبيرة بكل المقاييس الا ان اهدافنا وطموحاتنا اكبر وابعد من ذلك». واضاف «ان اهم هذه الاهداف هو السعي لبناء شراكة وتحالفات متينة مع الشركات العالمية المتخصصة وجذب الاستثمارات الاجنبية وبناء صناعات متكاملة ابتداء من اكتشاف الغاز واستخراجه وانتهاء بالاستخدام الامثل لهذا المصدر الحيوي والذي يشمل توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه المالحة والصناعات البتروكيماوية».

وبين وزير البترول والثروة المعدنية ان الهدف هنا زيادة نمو الناتج المحلي وتنويع القاعدة الاقتصادية وجذب الاستثمارات العالمية والعمل على خدمة المواطن السعودي سواء من خلال التطور الاقتصادي ورفع مستوى دخل الفرد وتوفر فرص العمل او من خلال توفير المياه المحلاة او الطاقة الكهربائية التي تحتاجها المملكة لتطورها المستمر، وبذلك ندخل المرحلة الخامسة لتاريخ تطور صناعة الغاز. وذكر المهندس النعيمي ان من اهم ملامح هذه المرحلة اعادة تنظيم المجلس الاعلى للبترول والمعادن برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وتتلخص مهام المجلس حسب نظامه الاساسي بالبث في كافة شؤون البترول والغاز والمواد الهيدروكربونية والتي من اهم ملامحها دعوة الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لكبرى الشركات البترولية العالمية للاستثمار في المملكة. واوضح وزير البترول والثروة المعدنية ان المرحلة الخامسة بدأت تأخذ جانبها التنفيذي من خلال طرح المملكة لثلاثة مشاريع رئيسية للاستثمار الاجنبي في مجال الغاز في ثلاث مناطق ذات تكوين جيولوجي واعد من ناحية امكانية توفر الغاز بكافة انواعه وبكميات تجارية، وتبلغ المساحة الكلية لهذه المناطق اكثر من اربعمائة واربعين الف كيلومتر مربع مما يجعلها من اكبر المناطق المطروحة في العالم للاستثمارات الهيدركربونية.

وتحدث النعيمي عن صناعة الغاز وعلاقتها بالتنمية الاقتصادية بمنطقة المدينة المنورة بشكل خاص، حيث تضم المنطقة ثاني اكبر ميناء لتصدير البترول في المملكة وثاني اكبر مدينة صناعية في السعودية (مدينة ينبع الصناعية) كما تضم مصفاتين رئيسيتين للزيت.

وأعلن وزير البترول والثروة المعدنية ان منطقة المدينة المنورة سيتم تغذيتها بعد عامين بالغاز الجاف من المنطقة الشرقية حيث يجري العمل الان ومنذ اكثر من عام لنقل الغاز الى ينبع من خلال خط انابيب يصل طوله الى 1200 كيلومتر تقريبا. وتوقع ان ينقل هذا المشروع عند اكتمال تنفيذه في اواخر عام 2003 حوالي 300 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا، كما يمكن توسعة طاقة نقله المستقبلية لتصل الى بليون قدم مكعب يوميا عندما تدعو الحاجة الى ذلك، كما سيؤدي وصول الغاز الجاف الى ينبع الى احلاله محل غاز الايثان كوقود وتخصيص غاز الايثان لاستخدامه كلقيم لمصانع البتروكيماويات وكذلك سد احتياجات المشاريع الصناعية الجديدة من الوقود حيث يجري الان تخصيص الغاز الجاف لثلاثة مشاريع صناعية جديدة في ينبع.

واختتم النعيمي كلمته موضحا ان التحديات كثيرة وكبيرة لكن العمل جار والاهداف واضحة للنمو الاقتصادي القادر على المنافسة دوليا والتنمية الاقتصادية لكافة مناطق المملكة بشكل يدعم المواطن السعودي تأهيلا وتوظيفا وانتاجية ودخلا.