البنك وصندوق النقد الدوليان يجتمعان في أجواء ركود اقتصادي

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: يعقد البنك الدولي وصندوق النقد الدولي هذا الاسبوع في واشنطن «اجتماعاتهما الربيعية» بينما يشهد الاقتصاد الاميركي تباطؤا معلنا في نموه ويواجه الاقتصاد الياباني حالة من الركود. وتأتي اجواء هذه الاجتماعات مخالفة لتلك التي سادت الاجتماعات السنوية الاخيرة للهيئتين الماليتين الدوليتين التي عقدت في براغ في سبتمبر (ايلول) الماضي، مما سيضطر صندوق النقد الدولي الى مراجعة تقديراته المتعلقة بنمو الاقتصاد العالمي في 2001 لخفضها.

وكانت هذه التقديرات تبلغ 2،4% في سبتمبر الماضي لكن يفترض خفضها الى حوالي 3 او 4،3% في تقرير «آفاق الاقتصاد العالمي» الذي سيصدره الصندوق الخميس قبل بدء الاجتماعات. وسيعقد وزراء المالية في الدول الصناعية الكبرى السبع اجتماعا السبت ستحتل فيه نتائج تباطؤ الاقتصاد الاميركي وركود الاقتصاد الياباني حيزا كبيرا.

وكان خلاف حاد قد جرى بين الاميركيين والاوروبيين، اذ عبر وزير الخزانة الاميركي بول اونيل عن استغرابه من تفاؤل الاوروبيين في المحافظة على اداء جيد لاقتصاداتهم رغم ضعف الاقتصاد الاميركي. اما المواضيع الاخرى التي تثير القلق فهي الازمات المالية التي شهدتها حاليا تركيا والارجنتين. وتنتظر تركيا خطة دعم دولية برعاية صندوق النقد الدولي بعد ان قدرت احتياجاتها الاضافية بحوالي 12 مليار دولار.

ويمكن ان تؤدي المحادثات المتعلقة بالافاق الاقتصادية للدول الصناعية واخطار حدوث ازمات في الدول الناشئة الى انتقال المناقشات حول الدول الاكثر فقرا الى المرتبة الثانية. يذكر ان المبادرة المتعلقة بخفض ديون الدول الفقيرة المديونة بمبالغ كبيرة، التي يديرها البنك الدولي وصندوق النقد واطلقت في 1999، تشمل 22 بلدا.

وقال اوليفر بوستن الذي يعمل في منظمة «اوكسفام» غير الحكومية ان «16 من هذه الدول الـ22 ما زالت تدفع لخدمة ديونها اكثر مما تنفقه على خدماتها الصحية». وتطالب منظمات غير حكومية اخرى بالغاء ديون الدول الاكثر فقرا بشكل كامل. اما الهيئتان الماليتان الدوليتان فستطالبان الدول الاعضاء بتنفيذ التزامها بتخصيص 7،0% على الاقل من اجمالي الناتج الخام لديها للمساعدة على التنمية التي تقدر حاليا بمعدل 24،0% وسطيا في الوقت الحالي حسبما قالت المتحدثة باسم البنك الدولي كارولين انستي.

واضافت ان «الفارق يمثل مائة مليار دولار سنويا»، موضحة ان مدير البنك الدولي جيمس ولفنسون «سيذكر بانه سيكون من المستحيل تحقيق هدف خفض الفقر الى النصف في العالم قبل 2015 بدون تعزيز المساعدة المخصصة للتنمية».

وتأمل منظمة «اوكسفام» ايضا في ان يطلق وزراء مالية مجموعة السبع مبادرة دولية لمد كل اطفال العالم في موعد اقصاه 2015 بوسائل الاستفادة من تعليم اساسي. وفي مجال يغلب عليه الطابع التقني، سيجري خلال الاجتماعات بحث المقترحات الاخيرة للبنك حول تقليص الشروط المحددة لمنح قروض في اطار برامج اقتصادية يتم ابرامها مع حكومات الدول الاعضاء.

يذكر ان اجتماعات الربيع الماضي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن ثم الاجتماعات السنوية في براغ، شهدت تظاهرات كانت عنيفة في بعض الاحيان، نظمها المعارضون للعولمة. وهذا العام، تبدو الدعوات الى هذه التجمعات اقل حدة وان كانت حوادث جديدة تخللت قمة الاميركيتين في كيبيك في اليومين الاخيرين.