الصين لا تتعجل إدخال الجيل الثالث من الهاتف المحمول

TT

هونج كونج ـ رويترز: يبدو انه لا الصين ولا شركتا التليفون المحمول التوأمتين العملاقتين «تشاينا موبايل هونج كونج» و«تشاينا يونيكوم» سوف تحتاج لهواتف الجيل الثالث بالرغم من ان هاتين الشركتين تنعمان بسوق واعد للاتصالات اللاسلكية يمكن ان يصبح الاكبر في العالم بحلول العام القادم وليس لديهما طلب قصير الاجل على اي تقنية لانترنت الجيل الثالث المحمول الفائق السرعة والمرتفع الثمن وان لم يختبر بعد.

وأدى تسليم شركة «ان.تي.تي دوكومو» هذا الاسبوع بتأجيل بدء تطويرها لتقنية الجيل القادم لمدة اربعة اشهر الى امتعاض الشركات اليابانية والاوروبية التي راهنت بمليارات الدولارات على ان الجيل الثالث سيحقق نجاحا تقنيا وتجاريا ساحقا.

والصين من الناحية الاخرى لديها ترف في الا تفعل شيئا موفرة اموالها وخلال ذلك تجمع الملاحظات.

وقال جيفري وونج رئيس الاستثمارات في شركة «يو.بي.اس» لادارة الاصول في سنغافورة وآسيا والمحيط الهادي «سيستفيدون من بحث التجربة في مكان آخر قبل ان يلزموا انفسهم بدفع اموال... انها ميزة كبرى». لكن لا يبدو ان المستثمرين مهتمون الى الآن ويعاقبون اسهم كل من «تشاينا موبايل» و«تشانيا يونيكوم» الى جانب شركات اتصالات عالمية اخرى.

ويقول مراقبو الصناعة ان المسؤولية تقع جزئيا على قضايا تنظيمية وتنافسية داخلية.

وبلغ سعر اقفال اسهم «تشاينا موبايل» التي تسيطر على سوق الاتصالات اللاسلكية في الصين والذي يبلغ حجمه 52 مليون مستخدم 37.90 دولار هونج كونج بعد تداول يوم الخميس الماضي وهو سعر يقل بكثير عن اعلى ارتفاع بلغه سعر السهم خلال 52 اسبوعا والذي بلغ 76.25 دولار هونج كونج».

واقفل سهم «تشاينا يونيكوم» التي تدير ايضا شبكة خطوط ثابتة وعمليات ترحيل للمكالمات عند 10.50 دولار هونج كونج اي اقل من نصف سعره قبل عام حيث كان 22 دولار هونج كونج.

وتتوقع كوني هسو وهي محللة متخصصة في الصناعة في شركة «بيراميد ريسيرش» انه من غير المتوقع ان تبدأ اي من شركتي الاتصالات الرئيسيتين في سوق الاتصالات المحمولة الواسعة في الصين خدمات الجيل الثالث التجارية قبل نهاية عام 2003 على اقل تقدير». وقال اديسون لي المحلل لدى كريدي ليونيه في آسيا «اعتقد انه من المحتمل ان يكون بعد ثلاثة اعوام او اربعة من الآن. الحكومة ليست متعجلة لدفع الجيل الثالث. انهم يعرفون ان السوق ليس ناضج وان التقنية ليست ناضجة. وما يزال هناك قدر كبير من النمو بالنسبة للجيل الثاني». وخلافا للشركات العاملة في اسواق متشبعة والتي يكون عليها اعتصار نمو العائد من خدمات البيانات ذات القيمة المضافة فان مستوى انتشار التليفون المحمول في الصين يبلغ حوالي ثمانية في المائة فقط كما ان معدل انتشار الخط الارضي ليس اكبر بكثير حيث يصل الى حوالي 12 في المائة.

ومن ثم فان النمو في المستقبل المنظور سيأتي من الخدمات الصوتية القديمة البسيطة.

واحالت شركة تشاينا موبايل ثاني اكبر شركة اتصالات في العالم من حيث عدد المشتركين بعد شركة «فودافون جروب» البريطانية آخر شبكاتها التناظرية من الجيل الاول هذا العام.

وقالت هسو اننا في الصين «في بداية رؤية خدمات القيمة المضافة للجيل الثاني مثل الرسائل القصيرة وحجز المكالمات والبريد الصوتي». وقالت ان معدلات استعمال المستخدم لهذه الخدمات يصل الى 12 في المائة في المدن الاكثر ثراء مثل بكين رغم ان شركة «تشاينا موبايل» تقول ان خدمتها للرسائل القصيرة تصبح شعبية على نحو سريع.

غير انه لا شركة «تشاينا موبايل» ولا شركة «تشاينا يونيكوم» تتجاهلان الآن تماما الانترنت المحمول. فكلاهما في المراحل الاولى لتقديم ما يسمى خدمة الجيل الثاني والنصف باستخدام تقنية مؤقتة ورخيصة نسبيا.

وهناك عامل آخر قد يؤثر في تحديد توقيت دخول الجيل الثالث الى الصين يتمثل في تطوير نظام محلي للجيل الثالث. وتتوقع هسو ان تطبق الصين في النهاية نظام الجيل الثالث الخاص بها.

وعندما لا تدخل الصين الجيل الثالث فمن غير المحتمل ان تفرض على شركاتها رسوما كبيرة للترخيص لها. ويقول خبراء الصناعة ان الهياكل الاقتصادية كبيرة الحجم تعني ايضا ان شركات التشغيل ستحصل على اسعار افضل على المعدات مما تحصل عليه الشركات في اماكن اخرى.

لكن لا يبدو ان المستثمرين مهتمون لأن شركات الاتصالات الصينية لم تخطط مستقبلها على اساس جعل الانترنت اللاسلكي واقعا حيث عاقب المستثمرون اسهم الاتصالات على مستوى العالم بسبب مخاوف من ان الجيل الثالث لن يحقق ربحا وبسبب القلق من ان تكون الشركات افرطت في الدفع عندما انفقت 108 مليارات دولار للحصول على تراخيص لانشاء شبكات الجيل الثالث في اوروبا.

وقال لي من كريدي ليونيه ان المستثمرين لديهم ايضا مخاوف تنظيمية وتنافسية من الاحتكار الثنائي شديد الاحكام للاتصالات المحمولة في الصين.