الأمم المتحدة تعتبر أن حسن الإدارة في البلدان الفقيرة أفضل من المساعدات

TT

اعلن مؤتمر مجموعة «البلدان الاقل نموا في العالم» الذي تعقده حاليا هيئة الامم المتحدة في مقر البرلمان الاوروبي في بروكسل خلال مداولات يومه الثاني نهار امس الثلاثاء او الحل الحقيقي والجذري لاخراج الدول الـ49 المصنفة اكثر فقرا في العالم من محنتها الحالية يتمثل بالدرجة الاولى في «تحسن حكم وادارة» دفة تلك الدول بدلا من البحث عن حلول خارجية، جاء ذلك الاعلان ضمن التقرير الذي عرضه برنامج الامم المتحدة للتنمية (البنود) في تلك البلدان. وشدد التقرير الاممي ذاته على ان السبيل الناجع لاخراج تلك الدول من حالتها الراهنة لا يتطلب فقط مساعدة الدول الغنية وتمويلها لعملية التنمية وانما بالدرجة الاولى حسن حكم وادارة تلك الدول من الداخل والقطيعة مع جميع اوجه الفساد الذي ينخر جميع مؤسساتها. وكان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان قد دعا اول من امس في بروكسل خلال افتتاحه للمؤتمر الدولي الثالث من نوعه لتمويل البلدان الاقل نموا في العالم الدول الغنية الى بذل جهد اضافي لمساعدة الدول الـ49 الاكثر فقرا في العالم وتخليصها من وضعية «العيش على الهبات والصدقات» العالمية وكذلك الاخذ بيدها للخروج من وضع التهميش الدولي.

من جهته ناشد الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي حضر مع مجموعة من رؤساء دول وحكومات في العالم الى بروكسل لابراز تضامنه وتعاطفه مع الدول الاكثر فقرا في العالم، دول الشمال الغنية التي تعرف اقتصادياتها نموا هائلا بمضاعفة مساعداتها الى الدول الفقيرة. كما دعا شيراك الى ضرورة قيام ما وصفه بعولمة التضامن مع الفقراء في مواجهة عولمة الاغنياء الزاحفة بما يخضع ذلك المبدأ ويطوعه لصالح الفقراء الاقل حظا في هذا العالم.

وفي بروكسل هذه المرة عرضت فرنسا التي استضافت في السابق (في باريس عامي 1981 و1991) المؤتمرين السابقين لصالح نفس هذه المجموعة من البلدان التي يزداد عددها ويتضمن فكرة خلق صندوق دولي خاص بـ«التضامن العلاجي» لصالح الدول الـ49 الاكثر فقرا في العالم ويتكفل هذا الصندوق بمحاربة اتساع رقعة فيروس الايدز (فقدان المناعة المكتسبة) في الدول الفقيرة وتمويل شراء الادوية لمحدودي الدخل في تلك البلدان.

يذكر ان مجموعة البلدان الاقل نموا في العالم التي تضم في عضويتها 49 دولة نامية (من بينها 5 دول عربية وهي اليمن وموريتانيا والصومال وجيبوتي والسودان) تصنف الاكثر فقرا في العالم نظرا لان متوسط الدخل الفردي السنوي فيها لا يتعدى الـ900 دولار (في ربع تلك البلدان لا يصل حتى الى 150 دولارا بالسنة) ولا يستغل سكان تلك البلدان (630 مليون نسمة) من عوائد وثروات الكرة الارضية الا اقل من 1 في المائة.