أدى طرح خدمة الهاتف السيار الرقمي نظام «جي. اس. ام» اخيرا وللمرة الأولى في اليمن، الى انعاش سوق الهواتف المحمولة، ورفع نسبة مبيعاتها بأكثر من 40 في المائة بالنظر لاقبال اعداد كبيرة من المستفيدين على الاشتراك في نظام الخدمة الجديدة، والذي يتصف بمزايا ومواصفات، لا تتوفر في خدمة الهاتف السيار التي تقدمها شركة «تيليمن» التابعة لوزارة المواصلات.
واكد عدد من اصحاب محلات بيع الهواتف المحمولة لـ «الشرق الأوسط» أن مبيعاتهم ارتفعت بنسب تراوحت ما بين 40 الى 45 في المائة، منذ طرح نظام الهاتف المحمول الرقمي، مما اضطرهم لرفع حجم وارداتهم من السوق الاقليمية والدولية، لسد الحاجة المتنامية في السوق اليمني.
وحسب مصدر بالهيئة العامة للاستثمار، فإن نحو «61» معرضا تجارياً جديداً فتحت لبيع اجهزة الهاتف المحمول الرقمي، منذ بدء تقديم هذه الخدمة، فضلاً عن المحلات القائمة سلفاً.
ويأتي انتعاش سوق الهواتف المحمولة، عقب فترة ركود طويلة خيمت على اسواق الاجهزة، خاصة بعد ان اوقفت شركة «تيليمن» اصدار ارقام جديدة للراغبين في الاشتراك في خدمة الهاتف السيار، منذ مطلع هذا العام، لأسباب فنية تتعلق بعدم قدرة الشبكة العاملة على توفير الخدمة بمستويات مقبولة، في ظل الضغط الكبير في ضوء الاقبال المتزايد على خدمة الهاتف السيار، لا سيما بعد ان الغت الشركة في وقت سابق التعرفة المفروضة على المكالمات الواردة، رغم ان عدد المشتركين في الخدمة لا يزيد على 32200.
ويشير محمد عبد القادر، مدير التسويق في «تيليمن» الى ان جهود توسيع شبكة الهاتف المحمول، لم تكن بالقدر الكافي لاستيعاب الطلب المتزايد على الخدمة، الامر الذي دفع الشركة الى ايقاف تقديم الخدمة لمشتركين جدد، خاصة انه تم ارساء مناقصة الهاتف الرقمي «جي. اس. ام» على شركتي «سبأ فون» و«اسبيس تيليمن»، والتي تعد خدمة تكنولوجية وحيوية متقدمة تشمل الى جانب المحادثات الهاتفية، تراسل البيانات وارسال واستقبال الرسائل الالكترونية، والتواصل مع مراكز المعلومات.
وتقدم شركتا «سبأ فون» و«اسبيس تيليمن»، وبمساهمة مجموعة «اوراسكوم» المصرية و«ليبانستيل» اللبنانية باستثمار ما قيمته 180 مليون دولار، لتقديم خدمة الهاتف السيار الرقمي للمشتركين بمستويات تقنية جديدة، توفر الخدمة داخل وخارج البلاد وتقلل الاختناقات في خدمة الهاتف السيار عموماً.
وتقدم تعرفة الاشتراك في الهاتف الرقمي التي تقدمها الشركتان مرتفعة نسبياً مقارنة بما كانت تقدمه شركة «تيليمن»، اذ تصل قيمة الاشتراك الى 27 الف ريال 180 دولارا، فضلاً عن قيمة الجهاز التي تتراوح ما بين 120 الى 300 دولار.
وحسب مصدر بوزارة المواصلات اليمنية، فإن منح شركتي «سبأ فون» و«اسبيس تيليمن» امتياز تقديم خدمة الهاتف السيار الرقمي، يأتي في اطار اجراءات تعزيز تخصيص قطاع الاتصالات، وفقاً لخطة اقرتها الحكومة في سياق برنامج الاصلاحات الاقتصادية وتقوم الخطة على منح تراخيص لشركات القطاع الخاص المؤهلة في مجال الاتصالات لتقديم خدماتها كأساس تنافس الاسعار واتاحة افضل الخدمات في هذا المجال.
واوضح المصدر، أن الحكومة تحتفظ بموجب الاتفاق الموقع مع الشركتين، بحق مراقبة مستوى الخدمة واسعارها، والسعة التخزينية لقنوات الاتصالات، ومستويات التغطية الجغرافية للخدمة، كما تلتزم الشركتان بدفع كل منهما 10 ملايين دولار للحكومة مقابل قيمة امتياز الترخيص.