وكالة الطاقة الدولية تدعو أوبيك لزيادة إنتاجها من النفط

TT

دعا روبرت بريدل، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية دول منظمة الاوبيك الى اقرار زيادة في الانتاج، خلال اجتماعها القادم في شهر يونيو (حزيران). وقال بريدل، خلال مؤتمر صحافي عقب انتهاء اجتماع الوزراء المعنيين لبلدان وكالة الطاقة الدولية الـ 26 في باريس اول من امس وامس، ان الاوبيك قررت منذ بداية العام الحالي تخفيضين بلغا 2.5 مليون برميل في اليوم بحجة تراجع الطلب وبالتالي يتوجب عليها اقرار زيادة في الانتاج تستجيب للارتفاع المنتظر على الطلب من النفط ابتداء من الفصل الثالث.

وقال بريدل لـ «الشرق الأوسط» انه «واثق» من ان الاوبيك ستحمل كامل مسؤولياتها لجهة تلبية حاجات السوق النفطية مشددا على ان مصلحة الدول المنتجة والمستهلكة على السواء تكمن في توفير استقرار السوق النفطية، كلما ارتفعت اسعار النفط، وان التقلبات الشديدة في الاسعار وارتفاع كلفة خامات النفط بالنسبة للدول الصناعية المستهلكة ستدفع بهذه الاخيرة الى البحث عن بدائل.

وكان وزير الصناعة الفرنسية كريستيان بيريه الذي رأس اجتماعات وكالة الطاقة الدولية طيلة يومين، قد شدد على اهمية تشجيع اعداد بين الدول المنتجة والمستهلكة كأفضل وسيلة لتلافي الهزات في السوق النفطية.

واشاد بيريه بالدور الذي لعبته السعودية، لجهة استضافتها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مؤتمر الدول المنتجة والمستهلكة وخصوصا دورها في اقرار سعر وسطي لنفط البرنت يكون ما بين 23 و27 دولارا للبرميل الواحد. وقال بيريه: نحن مرتاحون لهذا السعر وارادة كل الاطراف يجب ان تنصب على توفير اسعار تتلاءم مع ضرورة التنمية الاقتصادية والانتعاش الاقتصادي العالمي».

وينتظر ان يعقد العام القادم اجتماع جديد للدول المنتجة والمستهلكة ستستضيفه اليابان. كما اشاد بيريه باقتراح الامير عبد الله، ولي العهد السعودي باقامة امانة دائمة للحوار. ووفق الوزير الفرنسي، فان الاهداف الثلاثة التي تعمل وكالة الطاقة الدولية لتحقيقها تتمثل في ضمان امدادات الطاقة الى السوق الدولية والتركيز على النمو الاقتصادي العالمي واخيرا الالتفات الى الاهتمامات البيئية وتحديدا ما ورد في اتفاقية كيوتو. وقال بيريه لـ «الشرق الأوسط» ان من الضروري في الفترات اللاحقة، وسعيا لتحاشي التقلبات الحادة في السوق النفطية «توفير الشفافية والصدقية الكاملة للارقام الخاصة بالانتاج النفطي وبحالة المخزونات وخصوصا في دول العالم النامي». ويرى الوزير الفرنسي ان توافر هذه المعطيات الرقمية يساعد على تحاشي الهزات التي تضرب الاسواق. غير ان روبرت بريدل، ورغم تبنيه ضرورة توفير هذه المعلومات الاساسية يعتقد ان «قوى السوق وحدها» هي التي يجب ان تتحكم بتحديد الاسعار. مما يعني انتقادا لدور الاوبيك التي تشكل ما يشبه الكارتل الضاغط على السوق.

وخلال اجتماعات باريس الاخيرة. انضمت جمهورية تشيكيا وكوريا الجنوبية الى منظمة الطاقة الدولية كما حضر ممثلون عن الصين والهند وروسيا.

وفي البيان الختامي الذي صدر ظهر امس، اكد الوزراء المجتمعون ان «ضمان الامدادات المؤكدة في الطاقة، كما تبين من تجربة العامين الاخيرين، لا يبدو امرا مكفولا سلفا». واكد البيان ان النمو الاقتصادي «لا يمكن ان يتحقق من غير توفير امدادات الطاقة وباسعار مقبولة». وجاء في البيان ان المجتمعين يشددون على ان اسعار النفط «يجب ان تكون اقل عرضة للتقلبات لمصلحة الاقتصاد العالمي». واكد الوزراء على ان دول وكالة الطاقة الدولية «بالنظر لعدم الاستقرار المستمر للسوق النفطية تقف جاهزة لاتخاذ تدابير سريعة في حال وجود مشاكل في تموين السوق النفطية». غير ان البيان اعترف بعجز هذه الدول حين اكد ان بلدان وكالة الطاقة الدولية «اقل قدرة في الاستجابة لحاجات ضمان الامن النفطي العالمي».

واكد الوزراء المجتمعون دعمهم لتنويع اشكال الطاقة ومصادرها.