البرازيليون يواجهون أزمة طاقة بسبب الجفاف وسوء الاستخدام

TT

ساو باولو (البرازيل) ـ رويترز: في شهور الصيف اللزجة اعتادت ريتا دي كاسيا اريزا دا كروز ان تستحم اربع مرات يوميا. انها واحدة من ملايين البرازيليين الذين صدموا هذا الاسبوع مع نشر تقارير تفيد ان بلادهم الشاسعة تتعرض لنقص خطير في موارد المياه والطاقة.

وقالت اريزا اول من امس بعد يوم واحد من اعلان البرازيل تدابيرشديدة لتقليص استهلاك الطاقة لمواجهة نقص كبير ناتج عن جفاف شديد «احاول الاستحمام مرات اقل ولكن هذا امر صعب في الواقع».

ولا يمكن لوم البرازيليين على الاعتقاد بان موارد بلادهم المائية تكفي لان يتركوا صنابير المياه مفتوحة ومولدات الكهرباء تعمل. حيث تمتلك البرازيل 12 في المائة من المياه المتجددة على كوكب الارض.

ويقول خبراء الطاقة ومحللوها ان مثل هذا التساهل بالاضافة الى نقص التخطيط المسبق من جانب الحكومة وانخفاض اسعار المياه والكهرباء وضعت هذه الدولة التي يقطنها 170 مليون نسمة على شفا ظلام كالذي تعاني منه ولاية كاليفورنيا.

وادت اسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ 70 عاما الى نضوب خزانات المياه التي تقوم بتشغيل محطات الطاقة الكهرومائية التي تمد البلاد باكثر من 90 في المائة من احتياجاتها من الكهرباء. وقال موراسيو مارتينيز المستشار بمؤسسة «اي.دي.اند ايه انرجيا» ان المياه رخيصة جدا الى درجة لم تسبب القلق للمستهلكين حتى الآن. ومضى مارتينيز يقول ان شباب البرازيل والطبقة الوسطى الحضرية الكبيرة لم يعانوا ابدا من صعوبات فترة الحرب كالأوروبيين ولم يتعلموا التفكير في المستقبل البعيد.

ولكن لا يوجد امام الحكومة من خيار بينما تواجه البرازيل اسوأ ازمة طاقة منذ السبعينات من بديل سوى استهداف المستهلك حتى في العام السابق على الانتخابات. وابقت الحكومة اسعار الكهرباء منخفضة منذ ايام ارتفاع معدل التضخم في العقد الماضي. وطلب الرئيس البرازيلي فرناندو انريكي كاردوسو من البلاد خفض استهلاك الطاقة بمعدل 20 في المائة في المتوسط وزادت رسوم الاستهلاك بنسبة تصل الى 200 في المائة.

واصطف البرازيليون في طوابير الاول من امس لتخزين مصابيح توفر استهلاك الطاقة وكشافات وبطاريات. وعرض التلفزيون المحلي رفوف المحلات الخاوية واصحاب المتاجر وقد علت وجوههم ابتسامات عريضة.