مدير هيئة الاستثمار في بريطانيا: السعودية تحتل موقعا متميزا في علاقاتنا التجارية

وليام بيدر قال في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن لندن تتصدر المدن العالمية في اجتذاب الاستثمارات الأجنبية

TT

أكد وليام بيدر المدير التنفيذي لهيئة الاستثمار في بريطانيا Invesmentuk أن الهيئة تقوم بعرض فرص الاستثمار في المملكة المتحدة وخياراتها المتعددة باعتبارها الخيار الاول والافضل لقطاع المال والاستثمار في أوروبا.

وأوضح المسؤول البريطاني في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الهيئة تقوم بعرض خدمات مجانية وسريعة ومحكمة السرية للمستثمرين، وهي تعمل من خلال شبكة من المتعاونين في اسكوتلندا وويلز وايرلندا الشمالية وباقي الاقاليم الانجليزية لتوفير المعلومات المطلوبة للشركة المعنية بالاستثمار أو التي تسعى لتأسيس او توسيع اعمالها في مختلف انحاء بريطانيا. وحول تقييمه للعلاقات الاقتصادية السعودية ـ البريطانية ومستوى الاستثمار العربي قال «ان السعودية تحتل موقعا متميزا في علاقاتنا التجارية. كما انها تعتبر الشريكة الكبرى للمملكة المتحدة في الشرق الأوسط اقتصاديا واستثماريا، ونحن نقيم تقييما عاليا علاقتنا التجارية».

وكشف المسؤول البريطاني عن حجم الاستثمارات السعودية في بريطانيا بقوله «انها تبلغ 800 مليون دولار، ولكن هذا المبلغ يعتبر صغيرا بالمقارنة مع الاموال المستثمرة، في حين تشير معلومات المكتب البريطاني للاحصائيات القومية ان استثمارات دول من الشرق الاوسط تصل الى ما يقارب 944 مليون جنيه استرليني.

وبسؤاله عن ابرز البرامج التي تتبعها الوكالة في الترويج لفرص الاستثمار اجاب «ان الهيئة البريطانية لها مكاتب بالسفارات والمفوضيات البريطانية في جميع انحاء العالم، اضافة الى رئاستها لهذا النشاط داخل المملكة المتحدة».

واضاف «ان العاملين في الهيئة يضطلعون بعدد من المهام الرئيسية في نشاطهم وهي توفير المعلومات الضرورية لتأسيس العمليات الاستثمارية في بريطانيا، واقامة وتيسير العلاقات مع شركات القطاعين العام والخاص بالمواقع الحيوية، وتوفير المعلومات حول اوضاع العمالة والمواصلات والزبائن والامدادات، وتنظيم الزيارات الميدانية لمواقع الاستثمار المحتملة في المملكة المتحدة، اضافة الى تقديم الاستشارات حول الحوافز المحلية والاقليمية للاستثمارات مع الحرص على توضيح كافة الفرص التي توفر وقت المستثمرين وتخفيف نفقاتهم الادارية والمالية في اعمالهم.

يذكر ان وليام بيدر البالغ من العمر50 عاما، تولى منصبه كمدير تنفيذي لهيئة الاستثمار في بريطانيا في 5 مارس (آذار) الماضي تاركا منصبه كمدير لبنك «دريسندركلينورت واسيرستسن» الاستثماري، حيث كانت مسؤولياته تتضمن تمويل الصادرات والمشروعات وتقديم الاستشارات للشركات التي تستثمر في قارتي اسيا واوربا وبصورة خاصة في قطاع الطاقة. وذكر وليام في حديثه ان مناخ الاستثمار في بريطانيا يعد واحدا من ابرز المناخات الاقتصادية الجاذبة للاستثمار الاجنبي، موضحا بالقول «ان المستثمرين الدوليين غالبا ما يقع اختيارهم لبريطانيا نظرا لما تتمتع به من علاقات وارتباطات متميزة مع العديد من الدول عبر الاطلسي واوروبا في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية اضافة ما يتعلق منها بالبنية التحتية، فضلا عن ذلك فان العمالة البريطانية عمالة تتمتع بماهرة فائقة ومرونة وذات حس بالمسؤولية». واشار المسؤول البريطاني الى التقرير الذي اصدرته شركة «ايرنست اند يونغ» للمحاسبة القانونية حيث اعتبر ان بريطانيا ما زالت البلد المفضل في اوروبا لدى المستثمرين الاجانب.

واشار التقرير الى ان بريطانيا تحتل موقع الصدارة على البلدان الاوروربية في حجم الاستثمارات الاجنبية المباشرة وهو ما توحي به الارقام الاجمالية الواردة والمتنامية والقادمة من اميركا اضافة الى نمو قطاع الاتصالات.

ويشير التقرير في جانب منه الى ان بريطانيا اجتذبت 26 في المائة من اصل 2243 مشروعا استثماريا في عموم أوروبا تليها فرنسا بـ16 في المائة والمانيا 8 في المائة، واسبانيا 7 في المائة.

وحول ابرز التسهيلات التي تقدمها بريطانيا للمستثمرين، قال «تعتبر لندن واحدة من ابرز المراكز المالية في اورربا في جذب معظم الشركات العالمية الكبرى، كما ان ولعها بالتجديد وخبراتها المالية المتراكمة جعلتها المدخل الطبيعي للقارة الاوربية» واورد «ان ثلث الشركات العالمية الكبرى أقامت مكاتبها الرئيسية في لندن. كما ان الشركات الـ500 الكبرى من «جلوبال فورشن» ممثلة في لندن اكثر منها في اية عاصمة اوروبية اخرى».

وأضاف «ان التسهيلات الموجودة في البلاد متعددة منها وجود المختبرات العالمية، ووجود تسهيلات صناعية ومكاتب حديثة، اضافة الى شبكات ضخمة لمختلف انواع الامدادات تغطي جميع بريطانيا بل وتمتد خارجها، كما توجد كذلك نظم متقدمة للخدمات المساعدة، بالاضافة الى ما تتمتع به بريطانيا من موقع متميز في قطاعها التعليمي كالجامعات والمعاهد العالمية والتي ترعى موظفي الشركات الاستثمارية العالمية. كما تفخر المملكة المتحدة بوجود افضل ملاعب للغولف في العالم فوق اراضيها».

وعبر المسؤول البريطاني في ختام حديثه عن تفاؤله بتطور العلاقات الاقتصادية بين دول التعاون والاتحاد الاوروبي، مشيرا الى ان الاجتماع الذي عقد في البحرين بين الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون في 23 ابريل (نيسان) الماضي قد لفت الانتباه الى الزيادة الكبيرة في التعاون الاقتصادي بين المجلس والاتحاد من 37 مليار يورو عام 1999 الى 51.5 مليار يورو عام 2000 وهو تطور ايجابي. وأشار الى ان بريطانيا تعمل مع الدول الاوروربية الاخرى للاتفاق على خطط جديدة لابرام اتفاقية للتجارة الحرة مع مجلس التعاون مما سيؤدي الى تعميق وتوسيع العلاقات التجارية وبما يخدم مصالح الطرفين.

=