انتعاش الجنيه الإسترليني أمام الدولار واليورو يتمتع بفترة هدوء في أواخر معاملات طوكيو

الأسهم اليابانية تغلق منخفضة لليوم الرابع والبريطانية متفاوتة

TT

أثر اعلان الحكومة الاميركية الذي افاد بأن معدل نمو الاقتصاد الاميركي في الربع الاول من العام الحالي، جاء أبطأ مما كان يعتقد سابقا مع تخفيض الشركات مخزوناتها بأسرع وتيرة منذ 18 عاما. فعلى الأسهم الاميركية ادى الى انخفاضها في بدء التعامل وهبط مؤشر داو جونز الذي يضم أسهم الشركات الصناعية الممتازة 1.56 نقطة أو بنسبة 0.01 في المائة الى 11120.86 نقطة فيما تراجع مؤشر ستاندرد اند بورز الأوسع نطاقا والذي يضم أسهم 500 شركة 0.85 نقطة او بنسبة 0.07 في المائة الى 1292.32 نقطة.

أما مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا فقد هبط نقطة واحدة او بنسبة 0.04 في المائة الى 2281 نقطة.

وذكرت الحكومة الاميركية قي تقرير صدر قبيل الفتح أن معدل نمو الناتج المحلي الاجمالي الاميركي، وهو أوسع مقياس للنشاط الاقتصادي في البلاد، بلغ 1.3 في المائة في الربع الاول من العام الحالي انخفاضا من قراءة أولية له حددته عند مستوى قوي بصورة مفاجئة بلغ اثنين في المائة. وكان قد جرى اعلان تلك القراءة قبل بضعة اسابيع. الا ان بعض الخبراء اشاروا الى ان هذا التعديل ليس له سوى تأثير محدود، قائلين انه لا يبعد كثيرا عن توقعات المحللين التي حددت هذا المعدل عند 1.5 في المائة.

كما تدرس السوق أيضا الكلمة التي أدلى بها الان جرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) مساء أول من أمس والتي ترك فيها الباب مفتوحا أمام المزيد من خفض أسعار الفائدة لمواجهة خطر المزيد من تباطؤ أقوى اقتصاد في العالم.

وتباينت الاسهم البريطانية الممتازة في أوائل المعاملات في بورصة لندن للاوراق المالية امس فارتفعت بعض اسهم شركات التكنولوجيا والاتصالات يدعمها ارتفاع الاسهم الاميركية الليلة الماضية. لكن المستثمرين لم يجدوا انباء تذكر عن الشركات تحدد لهم الاتجاه. وانخفضت الاسهم اليابانية لليوم الرابع على التوالي امس نتيجة للخسائر الحادة في قطاع البنوك بعد ان طغت مشاعر القلق من الميزانيات المثقلة بالديون على الوعود من كبار المقرضين في اليابان بتحقيق ارباح في المستقبل.

وانخفض سهم مجموعة يو اف جيه هولدينجز وهي رابع اكبر مجموعة مصرفية في اليابان، بنسبة 4.89 في المائة الى 759 الف ين بعد ان اعلنت امس تسجيل خسائر حادة في السنة التي انتهت في اخر مارس (اذار) الماضي بعد خصم تكاليف مواجهة ديون ضخمة معدومة.

وقال هوريشو ارانو مدير قسم ادارة الاستثمارات في مؤسسة داي ليتشي كانجيو اسيت مانجمنت التي تدير استثمارات قيمتها 2.11 تريليون ين «نتائج البنك ليست مفاجئة على الاطلاق. السوق كانت تعلم أن الميزانيات تعاني من مشاكل لكن ما زالت توجد شكوك قوية بشأن ما سيكتب». واضاف «البنوك معرضة لمزيد من الاضطرابات في الاقتصاد الذي ما زال في حالة لا يمكن التكهن بها». وانخفض مؤشر نيكاي القياسي 0.93 في المائة أو 129.87 نقطة الى 13765.92 نقطة بينما تراجع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا بنسبة 0.43 في المائة أو 5.90 نقطة الى 1359.98 نقطة.

وفي اسواق العملات الرئيسية انتعش سعر صرف الجنيه الاسترليني مقابل الدولار في اوائل المعاملات امس فارتفع ثلاثة ارباع السنت بعد ان هبط الى ادنى مستوى منذ ستة اشهر في المعاملات الآسيوية.

وجاء تحسن الاسترليني مواكبا لانتشار مخاوف من تدخل بنوك مركزية لدعم اليورو مما كان له اثره الايجابي بصفة عامة على العملات الاوروبية.

لكن العملة البريطانية ما زالت اقل باكثر من 1.5 في المائة عن اعلى مستوى لها منذ ستة اشهر والذي بلغته يوم الخميس الماضي مقابل اليورو.

وجرى تداول الاسترليني بسعر 1.4140 دولار تقريبا صباح امس اي بارتفاع نحو نصف نقطة مئوية عن سعر الاغلاق في نيويورك كما انخفض دون 61 بنسا.

وتصدر موقف بريطانيا من مسألة الانضمام للعملة الاوروبية الموحدة عناوين الاخبار بعد ان قال رئيس الوزراء توني بلير لصحيفة «فاينانشال تايمز» انه واثق ان بامكان حكومة حزب العمال الفوز في استفتاء على انضمام بريطانيا للوحدة النقدية الاوروبية اذا اعيد انتخابه في الانتخابات التي تجري الشهر المقبل مثلما هو متوقع على نطاق واسع.

واستقر اليورو الاوروبي قرب أعلى مستوياته أمام العملتين الاميركية واليابانية في أوائل المعاملات في أوروبا امس وتأرجح حول 0.8620 دولار و103.70 ين.

وقال متعاملون ان العملة الاوروبية الموحدة انتعشت بعد الخسائر الحادة التي منيت بها هذا الاسبوع مع تزايد المخاوف بشأن احتمالات تدخل بنوك مركزية.

ونقل عن ارنست فيلتكه عضو مجلس البنك المركزي الاوروبي قوله ان ضعف اليورو ساهم في دفع التضخم وان سعر الصرف عامل مهم بالنسبة للبنك المركزي.

وترك جرينسبان الباب مفتوحا أمس امام امكانية خفض اسعار الفائدة مرة أخرى بقوله ان الاقتصاد الاميركي ما زال عرضة لخطر التراجع بدرجة اكبر من المتوقع.

واستقر اليورو الاوروبي مقابل الدولار الاميركي والين الياباني في أواخر المعاملات في طوكيو امس مع استمرار التكهنات عن تدخل بنوك مركزية مما حمى العملة الموحدة من التقلبات الشديدة التي دفعتها في الايام الاخيرة الى أدنى مستويات العام.

لكن متعاملين قالوا ان الاستقرار قد لا يطول. فمن المحتمل ان يضطرب وضع اليورو مرة أخرة بسبب انعدام الثقة في البنك المركزي الاوروبي الذي فاجأ الاسواق هذا الشهر بخفض أسعار الفائدة.

ولم يبد الدولار رد فعل يذكر لتصريحات الان جرينسبان الذي قال ان الاقتصاد الاميركي ما زال عرضة لخطر التراجع باكثر من المتوقع، وربما يتطلب الامر خفض أسعار الفائدة من جديد.