جرينسبان: خطر حصول التباطؤ ما زال قائما والاحتياطي الفيدرالي مستعد لرد جديد

TT

نيويورك ـ رويترز ـ وأ.ف.ب: قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الاميركي (البنك المركزي) آلان جرينسبان مساء اول من امس في نيويورك ان خطر حصول تباطؤ اكبر للنمو في الاقتصاد الاميركي لا يزال قائما وقد يؤدي الى «رد جديد» من مؤسسته.

واوضح جرينسبان امام مجموعة من المسؤولين الماليين خلال مأدبة عشاء في نادي «ايكونوميك كلوب اوف نيويورك» ان «تباطؤ النمو الاقتصادي لم ينته بعد ولسنا بمنأى عن احتمال ان يكون ضعف الاقتصاد اكبر مما كان متوقعا مما يتطلب ردا جديدا في اطار السياسة النقدية».

وقد ترك جرينسبان الباب مفتوحا امام تطبيق مزيد من الخفض في اسعار الفائدة لكنه اعطى مؤشرا على ان حملة خفض اسعار الفائدة التي بدأها المجلس هذا العام ربما تكون في طريقها الى النهاية.

وقال جرينسبان ان الاقتصاد الاميركي ما زال يواجه خطر التراجع بدرجة اكبر من المتوقع لكنه اضاف ان من المنتظر ان تقدم سلسلة تخفيضات في اسعار الفائدة التي قررها البنك المركزي هذا العام دعما مهما للاقتصاد بحلول نهاية العام.

واضاف جرينسبان قائلا في كلمة امام منتدى نيويورك الاقتصادي «هذه الفترة من النمو الاقتصادي الاقل من المتوسط لم تنته بعد ونحن لم نتخلص بعد من خطر ان يأتي ضعف الاقتصاد اكبر من المتوقع حاليا، وهو ما يستلزم ردا بمواصلة تخفيف السياسة الائتمانية». وقال في وقت لاحق وهو يشير الى ان اجراءات مجلس الاحتياطي الاتحادي تؤثر على الاقتصاد الآن أسرع من الماضي «لكننا نحتاج لأن ندرك ان الاجراءات التي نتخذها هذا العام ستقدم دعما مهما للنشاط الاقتصادي في وقت لاحق من العام الحالي». واضاف «اليوم جميع العاملين في قطاع الاعمال يقرأون فعليا نفس قاعدة البيانات ونتيجة لذلك فانهم يتصرفون بطريقة اكثر تناسقا والنتيجة هي الاسراع التام بالعملية». وجاءت كلمة جرينسبان بعد تسعة ايام من قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي بخفض اسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية للمرة الخامسة هذا العام لدعم الاقتصاد الاميركي المضطرب وكانت اول كلمة يتحدث فيها بعمق عن حالة الاقتصاد في ثلاثة اشهر.

ويعقد الاجتماع القادم للجنة السياسات في مجلس الاحتياطي الاتحادي يومي 26 و27 يونيو (حزيران) القادم.

واستهل جرينسبان كلمته مساء اول من امس بالمزاح قائلا «هذه الليلة سوف افعل شيئا مختلفا تماما. سوف اتحدث بوضوح تام ولن يفهم احد ما الذي قلته». وثبت ان توقعاته كانت دقيقة مثل كلماته التي اختارها بعناية وأدت الى مجموعة متنوعة من التفسيرات. وحذر جرينسبان من ان انفاق المستهلكين قد يضعف في الاشهر القادمة بسبب انخفاضات في دخول الافراد.

واكد جرينسبان ان التضخم تحت السيطرة وانه يتوقع ان يبقى كذلك في المستقبل القريب، مشيرا الى ان مجلس الاحتياطي الاتحادي ما زال امامه مجال لخفض الفائدة من دون ان يخاطر باثارة ضغوط تضخمية.

واضاف «يجب الا يغيب عن ناظرنا ايضا ان كل قراراتنا المتخذة على صعيد السياسة النقدية منذ طلع العام يفترض ان توفر دعما كبيرا لتعزيز النشاط الاقتصادي بحلول نهاية العام الحالي».

وقال جرينسبان «تم احتواء التضخم على ما يبدو»، خصوصا بسبب الضغوط في سوق العمل التي من شأنها ان تخفف من زيادة الاجور، وتراجع محتمل في اسعار الطاقة.

واعتبر جرينسبان ان التراجع الكبير في الاستثمارات في مجال التكنولوجيات الجديدة «هو مجرد توقف مؤقت».

ورأى ان هذه الاستثمارات هي من الاسباب الرئيسية التي ادت الى النمو المتواصل الذي تشهده الولايات المتحدة منذ اكثر من عشر سنوات.

وقال بعض المتعاملين في السندات ان تحذير جرينسبان من ان الاقتصاد ما زال عرضة لضعف اكثر من المتوقع علامة على ان مزيدا من خفض اسعار الفائدة في الطريق.

وقد ارتفعت سندات الخزانة الامريكية في المعاملات الآسيوية. وارتفع مؤشر الاسهم الاميركية للتعاملات الآجلة على الفور بعد كلمة جرينسبان.

لكن الاقتصاديين يرون في كلمته رسالة اكثر توازنا.

وقال بول كاسريل الاقتصادي بمؤسسة نورذرن تراست «لقد ترك خياراته مفتوحة لكنه يرسل اشارة على ان النهاية قريبة لتخفيضات اسعار الفائدة». وقالت دانا جونسون رئيسة البحوث في مؤسسة «بنك وان كابيتال ماركتس» ان «جرينسبان واضح تماما في اشارته الى انه ما زالت توجد مخاطر اخرى في الطريق وفرص اخرى لمزيد من خفض اسعار الفائدة». واضافت «لكن اشارته الى تخفيضات اسعار الفائدة وآثارها تبين انه يتوقع تباطؤ ايقاع الخفض». وقد خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي اسعار الفائدة خمس مرات هذا العام بما اجماليه 5.2 نقطة مئوية الى مستويات منخفضة لم تشهدها منذ عام