تنوي الشركة السعودية للتنمية الصناعية «صدق» (مساهمة سعودية) عرض حصتها من المساهمة في الشركة العربية للألياف الصناعية (ابن رشد) إحدى شركات مجموعة «سابك» السعودية للبيع نتيجة عدم تحقيق أرباح واستمرار خسارتها التي أرتفعت الى 44 مليون ريال مقابل 22 مليون ريال العام الماضي.
وقال لـ«الشرق الأوسط» صالح التركي رئيس مجلس الإدارة في صدق وتضم شركات صدق التجارية، ومصنع صدق للخزف، والشركة الوطنية لصناعة مراتب السست (سليب هاي) وشركة صدق للصاج المدهون، إن المشروع مطروح أمام مجلس الادارة والمساهمين للمناقشة. ولم يستبعد التركي بيع أسهم الشركة في حصة «ابن رشد» في حالة رغبة شركات أخرى الشراء. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة أن «حديد»، إحدى شركات سابك تنوي شراء هذه الحصص، ولكن مجلس الإدارة أرجأ النظر في هذا الموضوع لاحقا، على أمل أن يتحسن أداء الشركة العربية للألياف الصناعية (ابن رشد) بعد أن بدأت التشغيل التجريبي للمصانع الداعمة لمصنع البوليستر، ومن المرجح أن تبدأ ابن رشد الإنتاج التجاري خلال هذا العام. وكانت شركة صدق قد ساهمت بمبلغ 9.132 مليون ريال (الدولار يساوي 75.3 ريال) بما يعادل 74.3 في المائة من رأسمال الشركة البالغ 550.3 مليار ريال وتمثل 23.33 في المائة من رأسمال صدق. ووفق المعلومات المتوفرة فإن ابن رشد تأسست في عام 1996 شركة مساهمة مقفلة لغرض إنشاء وتشغيل مجمع صناعي لإنتاج البوليستر في مدينة ينبع الصناعية (غرب السعودية) إلا أنها تعثرت وبلغ إجمالي الخسائر المدورة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي 4.796 مليون ريال مقابل 2.649 مليون ريال العام الماضي وقال صالح التركي إن أسباب ارتفاع الخسائر تعود إلى أن منتجات مصنع الخزف الذي تمتلكه الشركة قد خططت في تسويقها على منافسة المنتج الأجنبي الموجود في السوق، الأمر الذي أفقد حصتها فضلا عن عدم نجاح الخطة التسويقية. إضافة إلى أن الشركة عندما دخلت السوق كانت أرباح المنافسين المحليين خيالية وهذا الذي دفع الشركة للدخول في هذا المجال، وأدى أخيرا إلى انخفاض الطلب لعدم وجود مشروعات حكومية. واستبعد إمكانية دمج مصنعه مع الخزف السعودي (شركة مساهمة) إلا أنه أكد أن هناك تعاوناً بين الشركتين في مجال التسويق وعدم الاغراق، ولهذا اتجهت الشركة ـ والحديث لـ التركي ـ إلى اختيار أحد المكاتب الاستشارية المتخصصة للإشراف المباشر والكامل على المصنع، وإعداد خطة عمل متكاملة متضمنة الواقع الحالي وموطن الضعف. وأضاف أنه من ضمن برنامج تحقيق التوازن في المنتجات البطيئة الحركة، تخفيض المصاريف الادارية والعمومية، وتم دمج شركة صدق التجارية مع شركة صدق للخزف بهدف تسويق منتجات الشركة، وبالفعل تم تشغيل الفرن النفقي ورفع الطاقة الإنتاجية للمصنع إلى مستوى 53 في المائة، وهذا يساهم في تخفيض التكلفة بتوزيع المصاريف المباشرة وغير المباشرة، وبالتالي تخفيض تكلفة الوحدة الإنتاجية والبيع بسعر مقبول لدى الموزعين والعملاء. وبينت مصادر أن المخزون في مصنع الخزف كانت قيمته 52 مليون ريال باعتبار قيمة الطن 12 ريالا، إلا أنه انخفض إلي 7 ريالات، مما أدى إلى خسائر بلغت 12 مليون ريال. ومن أسباب الخسائر أيضا انخفاض الأرباح في مصنع سليب هاي الذي تساهم به الشركة واستثمار المبالغ في تأمين برامج كومبيوتر وشراء معدات جديدة للمصنع إلى جانب زيادة أسعار المواد الخام وإيقاف الإعفاءات الجمركية لبعض المواد الأولية المستوردة. وبلغت مبيعات المصنع خلال عام نحو 160 مليون ريال، إضافة الى خسائر مصنع الصاج المدهون التي حققت مبيعات بلغت 74 مليون ريال، وتبلغ طاقة انتاج المصنع 85 الف طن متري سنويا من الصاج المدهون.
وتعقد الجمعية العمومية اجتماعها مطلع يونيو (حزيران) المقبل بعد أن ألغي الاجتماع الأول مساء الثلاثاء الماضي لعدم اكتمال النصاب، حيث بلغ عدد الأسهم الحاضرة 175 الف مساهم من إجمالي 8 ملايين سهم. ووفق نشرة سوق الأسهم السعودية فإن صدق سجلت في إقفال يوم الاثنين الماضي سعر 75.20 ريال عند الافتتاح و أعلى سعر بينما سجلت أدنى سعر 50.20 ريال، وبلغت كمية الأسهم التي تم تدوالها 1.17 الف سهم، وتصل قيمتها الدفترية الى 21.58 ريال.