اليورو يتراجع لأدنى مستوى في ستة أشهر أمام الدولار

انخفض اليورو الاوروبي نحو ربع نقطة مئوية أمس ليسجل ادنى مستوى منذ ستة اشهر مقابل الدولار بعد ان بدا ان المسؤولين الاوروبيين يقللون من ضرورة التدخل لدعم العملة الموحدة الضعيفة. وقال كارل هاينز جراسر وزير المالية النمساوي انه لا يرى ضرورة تذكر للتدخل دعما لليورو في الوقت الراهن. وقال نيك ستامنكوفيتش كبير الخبراء في بنك نومورا انترناشيونال في لندن «هذه التعليقات تشير الى ان التدخل ليس وشيكا ولهذا السبب تقبل السوق على بيع اليورو». وأضاف «والمخاطر تتمثل الآن في امكانية هبوط اليورو الى أدنى مستوياته على الاطلاق ما لم يحدث تدخل مفاجئ».

وانخفضت العملة الاوروبية الموحدة الى 100.38 ين بارتفاع نحو نصف ين عن ادنى مستوى منذ خمسة اشهر والذي سجلته الاسبوع الماضي قبل ان تنتعش قليلا في أوائل المعاملات الاوروبية. لكن الدولار كان اكبر مستفيد من تجدد ضعف اليورو فارتفع ما يقرب من ربع نقطة مئوية أمام الين الياباني الذي تأثر سلبا ببيانات اقتصادية ضعيفة اعلنت أمس وبانخفاض مؤشر نيكاي/225 الرئيسي للاسهم اليابانية.

وهبط الجنيه الاسترليني الى ادنى مستوياته في اسبوعين امام الدولار وارتفع ليقترب من اعلى مستوياته في شهرين امام اليورو في اوائل معاملات اوروبا أمس. وقال متعاملون ان اليورو انخفض الى ادنى مستوياته في ستة اشهر امام العملة الاميركية بعد تعليقات مسؤولين في منطقة اليورو هونوا فيها من ضرورة التدخل لدعم العملة الموحدة مما ادى الى تراجع الجنيه امام العملة الاميركية.

الا ان الاسترليني كان اوفر حظا امام اليورو نظرا لان البيانات الاقتصادية البريطانية تشير الى اقتصاد قوي في حين تتزايد المخاوف بشأن تباطؤ النمو في منطقة اليورو. وبحلول الساعة 0739 بتوقيت جرينتش نزل الاسترليني دون 1.4090 دولار لا يفصله سوى 4/1 سنت عن ادنى مستوياته في ستة اشهر التي بلغها في 24 مايو (ايار) بينما انخفض اليورو الى نحو 0.8420 دولار. وامام اليورو ارتفع الجنيه الى 59.50 بنس لليورو مقتربا من اعلى مستوياته في ستة اشهر التي بلغها الاسبوع الماضي.

وقال متعاملون ان اليورو انخفض الى ادنى مستوياته في ستة اشهر مقابل الدولار بعد ظهر أمس في طوكيو متأثرا بتصريحات مسؤولين من منطقة اليورو بدوا غير عابئين بهبوطه مما قلل من احتمالات التدخل لدعمه. وهبط اليورو الى 0.8426 دولار. وكان الحديث عن احتمالات التدخل قد دعم العملة الاوروبية الضعيفة في وقت مبكر امس الاول ولكن هذا الدعم تبدد عندما اقر ساسة اوروبيون بانهم غير منزعجين على الاطلاق من انخفاض اليورو. وجاءت هذه التصريحات بمثابة صفعة قوية لليورو بعد توقعات بان يخرج اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو ببيان قوي يدعم العملة.

وقال متعامل ياباني «الآن لن تهدأ السوق قبل اختبار مستوى قياسي في الانخفاض عند نحو 0.8225 دولار. وانتعش اليورو في ما بعد مسجلا 0.8442/0.8447 دولار لكنه ظل اقل بكثير من مستواه المرتفع امس الذي بلغ 0.8538 دولار.

ويرجع انتعاش الدولار في اواخر التعاملات لعمليات شراء من جانب بنوك يابانية وشائعات غامضة عن احتمال خفض تصنيف سندات حكومية يابانية.

وعلى صعيد أسواق الاسهم تباين مؤشر فاينانشال تايمز للاسهم البريطانية أمس اذ قوبلت المكاسب التي حققتها اسهم متاجر «جي.يو.اس» للبيع بالتجزئة وارتفاع سهم فودافون بضغوط من تقرير سيئ عن شركة ريلتراك. لكن المستثمرين ظلوا قلقين ازاء نتائج اعمال الشركات واحجم اغلبهم عن التعامل قبيل الانتخابات العامة المقررة يوم الخميس المقبل.

وقال جيمس ديوهرست من «اي.ان.جي تشارترهاوس»: في الوقت الراهن ليس هناك ما يدفعهم للاقبال على التداول. وأضاف: من الناحية الفنية لا يبدو الوضع جيدا. هناك قلق كبير وانزعاج بشأن الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة. كان الناس يأملون ان يكون الوضع قد تحسن الآن.

وانخفض سهم شركة دياجيو العملاقة للمشروبات 2.3 في المائة الى 757 بنسا. وهبط سهم مجموعة كينجفيشر للبيع بالتجزئة 1.2 في المائة الى 448 بنسا. وصعد سهم جي.يو.اس 2.7 في المائة الى 614.5 بنس بعد ان اعلنت ارباحها السنوية التي جاءت افضل من التوقعات. كما ارتفع سهم فودافون 1.9 في المائة الى 174.75 بنسا.

واغلقت الاسهم اليابانية على انخفاض مع الهبوط الحاد الذي شهدته اسهم قطاع التكنولوجيا بسبب مخاوف تتعلق بعائدات الشركات. لكن حد من الانخفاض انتعاش اسهم البنوك في اواخر التعاملات بفضل عمليات شراء من جانب مؤسسات اجنبية.

ومن المتوقع ان تعلن شركة «انتل كورب» اكبر مصنع في العالم لرقائق الكومبيوتر وشركة «ناشيونال سيميكوندكتور» الاميركيتان توقعات ارباحهما في وقت لاحق هذا الاسبوع.

ووسط مخاوف بشأن توقعات ارباح شركات التكنولوجيا اليابانية انخفض سهم سوني 1.17 في المائة الى 9260 ينا وهبط سهم توشيبا لرقائق الكومبيوتر 1.19 في المائة الى 667 ينا. وهبطت اسهم البنوك في التعاملات المبكرة مع انخفاض سهم بنك ميزوهو اكبر مؤسسة مصرفية في العالم من حيث حجم الاصول الى ادنى مستوى له حتى الآن هذا العام ليسجل 558 الف ين مع مخاوف المستثمرين من مشكلة القروض الضخمة التي تعاني منها البنوك اليابانية. لكن اسهم القطاع انتعشت في اواخر التعاملات. واغلق سهم ميزوهو على ارتفاع 1.35 في المائة الى 600 الف ين.