أزمة الطاقة في أميركا تزيد الاتجاه للاعتماد على الطاقة الهوائية

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: يزداد الاتجاه في الولايات المتحدة الى استغلال الطاقة الهوائية التي يتوقع ان يقفز انتاجها بمقدار النصف تقريبا عام .2001 وترى المنظمة الاميركية لمصادر الطاقة المتجددة ان «الرياح مصدر الطاقة الاسرع نموا» متوقعة زيادة في انتاج هذه الطاقة بنسبة 50%. ويرى راندال سويشر مدير الجمعية الاميركية للطاقة الهوائية ان الرياح مصدر طاقة متجددة وهي طاقة نظيفة سعرها يزداد اغراء.

وتقول المنظمة ان كلفة هذه الطاقة انخفضت من 38 سنتا للكيلووات/ساعة في مطلع الثمانينات الى حوالي 5،4 سنتا حاليا بفضل التقدم الذي تحقق في مجال تصميم التوربينات. ويؤكد ليشتر براون مدير معهد «ايرث بوليسي» (سياسة الارض) ان «الهواء ينافس حاليا مصادر الطاقة العضوية حيث اصبح في بعض المناطق ارخص سعرا من الغاز» معتبرا ان الطاقة النووية التي توليها الادارة الاميركية الجديدة اهتماما بالغا لن تكون موضع برنامج جديد لبناء مفاعلات.

واوضح براون ان «الولايات التي تكثر فيها الرياح والواقعة في السهول الكبرى قادرة على توفير كل كمية الطاقة التي تتطلبها خطة بوش» مشيرا الى الخطة التي عرضها الرئيس الاميركي في منتصف مايو (ايار) الماضي. وتجرى حاليا دراسة مشروع لبناء محطة لتوليد الطاقة الهوائية بقوة 3000 ميغاوات في ولاية داكوتا الجنوبية ليصبح اذا نفذ اكبر مشروع عالمي في هذا القطاع. وستتيح هذه المحطة تغذية منطقة شيكاغو الصناعية بالطاقة.

لكن اكبر مشكلة تواجه حتى الآن توربينات الهواء هي الطيور التي يشفطها هواء المراوح حيث تلقى حتفها وكذلك صعوبة ربطها بالخطوط الخاصة لنقل الطاقة لمسافات بعيدة.

وقال سويشر «قبل بناء التوربينات يجب دراسة الموقع لنحدد اولا ما اذا كانت توجد رياح كافية في المنطقة لتشغيلها وللتأكد من عدم اقامتها على طريق الطيور المهاجرة» مشيرا الى استحالة توليد الطاقة بدون ان يكون لذلك اي تأثير على الاطلاق على البيئة. وقد اقيمت توربينات الهواء الاولى في ولاية كاليفورنيا في مطلع الثمانينات للحد من تأثير ازمة الطاقة التي هزت العالم قبل ذلك بسنوات قليلة. إلا ان ارتفاع كلفة هذا المصدر من مصادر الطاقة اضافة الى الانخفاض المتتالي لاسعار النفط ومصادر الطاقة الاخرى حال دون انطلاق هذا المشروع.

والآن بات يتعين على الولايات المتحدة تعويض تأخرها عن العديد من الدول الاوروبية في هذا المجال. فرغم مساحة تزيد ثلاثة اضعاف تقريبا عن مساحة الاتحاد الاوروبي لم تنتج الولايات المتحدة سوى 2500 ميغاوات من الطاقة الهوائية عام 2000 مقابل 6100 ميغاوات في المانيا، اول منتج عالمي، و2300 ميغاوات في الدنمارك و2200 ميغاوات في اسبانيا.