جاء تراجع اسعار النفط في الاسواق الدولية امس حيث فقدت اكثر من نصف دولار للبرميل بمثابة تأكيد لقرار اوبك الذي اتخذته في فيينا اول من امس، بعدم زيادة الانتاج نظرا لان السوق لا تعاني نقصا في الامدادات رغم امتناع العراق عن تصدير نفطه.
وفي الوقت الذي رحبت فيه واشنطن بفتور بقرار المنظمة، طالبت طوكيو الدول المصدرة للنفط بزيادة الضخ لتلافي ارتفاع اسعار النفط. وقال اعضاء ديمقراطيون في مجلس النواب الاميركي ليلة امس الاول ان قرار اوبك تثبيت انتاجها عند مستواه الراهن لا يمثل انتصارا للولايات المتحدة، وانتقدوا ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لعدم ممارستها ضغوطا على المنظمة لزيادة الانتاج.
اما وزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام فقد استقبل بفتور قرار اوبك عدم زيادة الانتاج في الوقت الحالي ولكنه قال ان واشنطن تشجعت بقرار اوبك الاجتماع ثانية الشهر المقبل.
وقال ابراهام في بيان «علمنا بقرار اوبك عدم زيادة الانتاج في الوقت الحالي. الا اننا تشجعنا بمعرفة ان اعضاء اوبك قرروا الاجتماع في غضون شهر لاعادة تقييم حالة السوق».
واضاف قائلا «مثلما قلنا من قبل فنحن نعتقد ان السوق يجب ان تحدد العرض والطلب والسعر».
وقد انخفضت اسعار النفط الخام بالولايات المتحدة امس بعد صدور بيانات اظهرت زيادة مفاجئة في المخزونات البترولية الاميركية وذلك على الرغم من وقف صادرات النفط العراقية وقرار اوبك بعدم زيادة الانتاج على الفور، وبلغ سعر الخام الخفيف في بورصة نيويورك 27.57 عند الساعة 16.45 بتوقيت جرينتش، فيما سجل برنت في بورصة لندن تراجعا حادا وبلغ سعر البرميل في تعاقدات يوليو في نفس التوقيت 28.90 دولار للبرميل . وفي سنغافورة هبطت اسعار النفط في اسيا امس بعد ان اظهرت بيانات ارتفاع مخزونات النفط في الولايات المتحدة مما بدد الدعم الذي لقيته الاسعار في وقت سابق من قرار اوبك تأجيل اي خطوة لزيادة الانتاج.
وقال معهد البترول الاميركي الذي اصدر بياناته عن المخزونات بعد اغلاق الاسواق الاميركية اول من امس ان مخزونات النفط الخام الاميركية ارتفعت 3.4 مليون برميل الى 325.4 مليون في الاسبوع المنتهي في الاول من يونيو (حزيران) الجاري لتزيد المخزونات بذلك بمقدار 28 مليون برميل عن مستواها في العام الماضي.
وفي فيينا أشاد وزير البترول السعودي علي بن ابراهيم النعيمي بقرار اوبك وقال لـ«الشرق الأوسط» ان نتائج الاجتماع عكست اهتمام جميع الاعضاء ومدى مسؤوليتهم في تحقيق الاهداف الرئيسية للمنظمة.
وقال النعيمي في تصريحات اخرى انه لا يساوره اي شك في ان اوبك سترفع انتاجها في وقت ما خلال الربع الثالث من العام.
وقال النعيمي للصحافيين «ليس لدي اي شك في اننا سنضخ مزيدا من النفط». واضاف انها مسألة اختيار التوقيت فقط «هل سيكون يوليو ام اغسطس ام سبتمبر وحجم الزيادة».
ويعقد وزراء اوبك اجتماعا طارئا في الثالث من يوليو (تموز) المقبل بعد ان قرروا امس ترك الانتاج دون تغيير رغم وقف العراق صادراته النفطية التي تخضع لاشراف الامم المتحدة.
الى ذلك، قال رئيس رابطة البترول اليابانية كييتشيرو اوكابي امس انه يأمل ان تدرس اوبك رفع انتاج النفط بعد قرار العراق وقف صادراته النفطية التي تخضع لاشراف الامم المتحدة.
وونقلت رويترز تحذير اوكابي من ان اسعار النفط قد ترتفع ثانية في غياب اجراء مضاد.
وقال اوكابي «نأمل جميعا ان تتحرك اوبك سريعا وتدرس خيار رفع انتاجها لتعويض توقف صادرات العراق».
واضاف «اسعار النفط الخام قد ترتفع ثانية في ضوء المخاوف بشأن الصادرات العراقية المستقبلية كما ان الربع الثالث هو الفترة التي يعزز فيها (المستهلكون) مخزوناتهم النفطية قبيل موسم اشتداد الطلب».
وقال اوكابي ان الارتفاع المستمر في اسعار النفط من شأنه الاضرار بكثير من الاقتصاديات واعرب عن امله في ان يستقر سعر خام دبي وهو خام القياس في اسيا عند الحد الادنى من نطاق سعري بين 20 و 25 دولارا للبرميل.
ويبلغ سعر خام دبي حاليا نحو 27 دولارا للبرميل.